المسلة

المسلة الحدث كما حدث

ازمة الصواريخ وطائرة التجسس والحرب الثالثة

5 فبراير، 2023

بغداد/المسلة:

عباس الزيدي
الاحداث  تتكرر والتاريخ يعيد نفسه  مع اختلاف الاطراف ولكن الحرب ليست باردة بل هي مستعرة وتنتظر الخطاء القاتل.

ازمات حدثت في ستينيات القرن الماضي تكررت اليوم كادت تلك الاحداث ان تعصف بالعالم نحو حرب عالمية غير تقليدية منها:

1_ ازمة الصواريخ  في عهد خرتشوف وكنيدي
عندما  ألتقطت طائرة تجسس أمريكية تحلق فوق كوبا صورا تظهر بناء مواقع إطلاق الصواريخ السوفيتية.
وقدر الخبراء أنها ستكون جاهزة للعمل في غضون 7 أيام كذلك  اكتشفت طائرة تجسس أمريكية أخرى 20 سفينة سوفيتية تحمل صواريخ نووية في المحيط الأطلسي متجهة إلى كوبا.

واليوم نشرت واشنطن ذات الاسلحة النووية في تايوان الامر الذي قوبل برد صيني روسي مشترك برا وبحرا وجوا لمواجهة نشر  تلك الاسلحة وايضا  اجراء  مناورات متنوعة  ثنائية بمشاركة  القاذفات الاستراتيجية
2_ حادثة اسقاط طائرة  التجسس الامريكية U2 من قبل الدفاعات الجوية  فوق الاتحاد  السوفيتي آنذاك والتي اعتبرها خرقا وعدوانا لايمكن  التكهن  بمدى الاضرار الناتجة عن عدد الطلعات الجوية  الخاصة بالتجسس ومن ثم  تمت تسوية القضية بصفقة مخابراتية  واستبدال قائد  الطائرة  الامريكي  بعميل (جاسوس )روسي وقع في أيدي  السي اي ايه.

وحادثة  المنطايد  الصينية  قبل اكثر من يوم تكاد تكون متشابه الاول  _منها  حلق شمال غرب امريكا  لرصد اكبر  الترسانات الامريكية   النوويةولم يتم اسقاطه  والثاني الذي حلق فوق امريكا اللاتينية  وتم اسقاطه في المحيط الهادي بعد اعلان واشنطن  عن اغلاق المنطقة البحرية  التي سقط فيها المنطاد بذريعة الاسباب الامنية لغرض البحث عن اجزاء المنطاد  المتناثرة.

هذه الأحداث ليست  عابرة ولن تمر دون ان يترتب عليها أثر بالمحصلة النهائية  وفق حسابات  العسكرتارية المعروفة بالتعبئة  والسوق  او التكتيك والاستراتيجية او حتى وفق سياقات المنطق وجدلية العلة والمعلول  واقتران الاسباب والدوافع مع  الاهداف او النتائج   المتوقعة والمتوخاة.

يضاف الى ذلك ماتشهده الحرب  في اوكرانيا بين روسيا من جهة قبالة اوربا وامريكا من جهة اخرى مع ضخ  مجنون للاسلحة  اوربي امريكي   ياخذ بالتصاعد ليتجاوز اسلحة الميدان القتالية ( دروع ومدفعية واجهزة رصد المعلومات  إلالكترونية )  الى صواريخ تهدد المدن الروسية.

قابله تهديد روسي صيرح و واضح باستعداد نووي لصواريخ القيامة وفتح خط سكة الحديد للقطار المدرع ذو المهام الاستراتيجية .

هنا لابد من تقدير موقف بطريقة مهنية ودقيقة حتى نقف على الاحتمالات الواقعية:
1_ على مستوى التسليح و وسائط المعركة البرية والجوية  هناك ضخ وزيادة نوعية ربما تجاوزت العتبة التكتيكية غير التقليدية.

2_  المعارك على مستوى الرقعة الجغرافية بدأت تتوسع وسوف تتجاوز  المدن الى مستوى الدول حيث من المرجح الانخراط القريب لكل من بلاروسيا وبولندا.

3_ الاستعدادات في البحار  الى المحيطات ايضا  تسير على نفس الشاكلة  فمن البحر  الاسود  انتقل الى المتوسط و بعد بحر الصين  من جزر الكوريل الى الفلبين ومن البحر الكاريبي الى كوبا ومن المحيط الهادي انتقل الى الاطلسي وعما قريب الى الهندي.

4_ التأهب النووي معلن من قبل الاطراف فما هي الخيارات المحتملة لحرب نووية  حيث من غير المعقول ان تستمر حرب الوكالة و الاستنزاف  دون حسم  او نهاية.

اولا _الضربة القاضية
الطرفان يراهنان على الصبر والحرب النفسية بين القادة وصناع القرار
و هنا تختفي الاستراتيجيات والنظريات حيث لاينفع الردع ولا الضربة الاستباقية التكتيكية  بل هي حرب الضربة الواحدة الانتقامية  القاضية الساحقة الماحقة   يصمت العالم حينها وتتوقف الحركة  ويخطف الكاس ويتربع على عرش  البطولة.

هذه الحرب لن تكون ضربة بضربة ولن تكون  تصعيدية اذا ماكان الخيار النووي فاما احد الاطراف يضرب ويدمر ويحسم الموقف او يخطاء بالحسابات ويقوم بهجمة نووية محدودة وبالتالي ينتظر العقاب التدميري الشامل الذي من خلاله يفقد كل وسائل الردع الهجومية والدفاعية لذلك ذهبنا الى هزيمة وخسارة صاحب الضربة الاولى المحدودة  الاولى وعليه تحمل ردود الافعال والهجمات  المرتدة حيث البادئ في  الخيار النووي هو الخاسر.

من هنا  يتضح لنا حجم الضغوط التي يتعرض   لها القادة وصناع القرار  بالدفع نحو ارتكاب الخطاء والقرار غير المحسوب.

ثانيا _ التدمير البديل
ويتمثل لجوء أطراف الصراع الى اختيار موقع بديل  للحرب النووية بعيدا  عن أراضيهم لضمان  امنها وسلامة شعوبها ومن المستبعد ان تكون افريقيا  وهناك اكثر من منطقة  مرشحة  لذلك  هي كل من ……..
اما  امريكا الجنوبية  او منطقة  غرب اسيا وبالتحديد المنطقة  العربية  الممتدة من العراق وسوريا والخليج  الى ايران.

ومع تعارض ذلك مع مبدأ تعويض الغاز الروسي  وتجاوز  ازمة الطاقة في الحرب  والسلم تبقى منطقة  غرب اسيا هي المرشحة بالدرجة الاساس  بسبب الحماقات الصهيونية والصغوط التي تمارسها لشن حرب ضد ايران.

والأخيرة  لن تملك اكثر من خيار سوى حرق من يتعرض لها بعدوان  والمتورطين من انظمة المنطقة  التي سوف تشتعل اراضيها بنيران  لايعرف مصدر  انطلاقها.


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author