بغداد/المسلة: انتشرت صورة للمستشارة الألمانية انجيلا ميركل وهي تصعد الباص منفردة، وقد التقطت لها صورة الى جانب سائق الباص، فيما قارن عراقيون بين المسؤولين العراقيين لاسيما الضباط والمسؤولين الامنيين بعد تقاعدهم، حيث سيارات الدولة تبقى تحت تصرفهم، وبعضهم يتمتع بحمايات وحراسات من افراد يصل الى الخمسة او السبعة افراد، لكل متقاعد.
ونشر الناشط والكاتب سامي الكاتب، كيف ان ميركل بعد تقاعدها تستقل الباص في برلين وهي كانت رئيسة ثالث أقوى اقتصادات العالم .
ويتمتع الضباط المتقاعدون والمحالون على الامرة إضافة الى النواب المتقاعدين والمسؤولين، بعشرات المنتسبين من الحمايات والحرس الشخصي، في استغلال للسلطة، وهدر للمال العام وفساد سياقات وقوانين.
والمثير ان الكثير من الضباط والمسؤولين المتقاعدين، يستغلون افراد الحمايات والحرس الشخصي في مشاريع خاصة بهم مثل المتاجر والمزارع، حيث يعمل هؤلاء لديهم.
وكشف ضابط متقاعد لـ المسلة عن ان مسؤولا امنيا كبيرا، لا تزال حتى زوجته تتمتع بامتياز سائق لها.
كما ان ضابطا اخر، يشغّل الحراسات المخصصة له في مزرعته.
ويستقطع مسؤول أمني متقاعد، ثلثي الراتب لكل منتسب خصص له.
وواضح ان السياقات القانونية، تمت ملاءمتها من قبل الطبقة الامنية المتنفذة، كي تكون لصالحهم، حتى بعد التقاعد.
واغلب الممتلكات الخاصة للضباط، تدار من قبل افراد يتسلمون رواتبهم من الدولة.
وفي حالة واحدة من ظاهرة تستنزف أموال الدولة، كشفت المصادر عن عدد كبير من الحمايات لضابط برتبة فريق، لتصل الى حوالي الثلاثين فردا.
و يقول المحامي أحمد الزيادي على تويتر انه لو كان المسؤول يعلم ان هنالك مهام وخطة مطلوب منه انجازها خلال مدة معينة لما احتفل ابداً بل لبدأ العمل منذ الساعة الأولى لتولي المنصب المسؤول في العراق، مشيرا الى انه ينظر للمنصب على انه مكسب عظيم لأن لا مسؤوليات عليه ولا خطة يكون ملزم بها امتيازات وسلطة بلا ضوابط ولا محددات.
ولا تقتصر الظاهرة على الضباط والقادة فقط، بل حتى النواب في الدورات السابقة لا زالوا يتمتعون بحمايات ينتمي بعضهم إلى الحزب الذي رشح النائب، والبعض الآخر معين من مجلس النواب، وهؤلاء جميعا يتقاضون رواتبهم من الدولة ومن ميزانيتها السنوية.
كذلك يتمتع اصغر مسؤول في الدولة بالحمايات والمرافق الشخصي، الامر الذي يدل على تفاقم الظاهرة التي ينفرد بها العراق عن غيره من الدول التي تُسخر الحمايات لكبار المسؤولين والزعماء فقط.
ويقول منتسب لـ المسلة رفض الكشف عن اسمه إنه عاد إلى مديرية الحمايات التابعة لوزارة الداخلية بعد انتهاء الدورة البرلمانية السابقة وانتهاء مدة ولاية النائب، لكن أعضاء حمايته -الذين تم اختيارهم من حزبه أو من قبله شخصيا- بقوا في عملهم حتى بعد تقاعده، وكل ذلك على نفقة الدولة.
واعتاد المواطنون على رؤية الحمايات يقفون عند أبواب البيوت، وبعد الاستفسار يكتشفون انهم يحرسون مسؤول صغير في الدولة أو ضابط متقاعد.
وعن امتيازات النواب، يشير المتابع للشأن العراقي صلاح مهدي عن انه لايوجد اي برلمان في العالم المسؤول يضع امتيازات لنفسه.
وتبدأ رواتب عناصر الحماية شاملة مخصصات الخطورة، من تسعمائة ألف دينار عراقي فأكثر، أي أن أقل راتب يتقاضاه أي عنصر من عناصر الحماية يعادل 616 دولار تقريباً.
وكشفت مصادر عن ان ضابطا كبير ا، احتفظ بعد تقاعده بحراسات وحمايات وحتى مصوره الخاص، فيما خصص لابنه سائقا، ولزوجته ايضا، كما يحرس افراد امن حمايات بيته، فضلا عن مراسلين له في بيوته التي يمتلكها
وعلى هذا النحو، تستغل السلطة، وتنهب الأموال، فيما في كل دول العالم، تنتهي علاقة المسؤول بالدولة تماما وتجرد كل امتيازاته، عدا الراتب التقاعدي الذي يتقاضاه.
يحدث كل ذلك في وقت، تصل رواتب الضباط والكبار والمسؤولين الكبار المتقاعدين الى نحو الستة آلاف دولار على أقل تقدير.
اعداد سجاد الخفاجي
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
ليس للعراق جيشا بالمعنى المتعارف عليه ولا قاده تؤمن بوحده العراق ..هم مجموعه من المنتفعين ليس الا