المسلة

المسلة الحدث كما حدث

بوادر مصالحة شيعية تأريخية في وقت تتشظى فيه القوى السنية

بوادر مصالحة شيعية تأريخية في وقت تتشظى فيه القوى السنية

25 فبراير، 2023

بغداد/المسلة: بعد ان قال رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، الثلاثاء الماضي، إن الخلاف مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر سينتهي “قريباً”، فان تحليلات ترى ان ذلك يصب في صالح عودة التيار الى العملية السياسية الذي قاطع العملية السياسية منذ قراره منتصف يونيو/حزيران الماضي، حين سحب نواب كتلته من البرلمان (المنتخب في أكتوبر/تشرين الأول 2021)، وعلق عمل الهيئة السياسية في التيار الصدري.

ويتوقع الباحث عدنان ابوزيد المقيم في لندن ان التيار سوف يعاود الأنشطة السياسية وتحفيز اللقاءات مع القوى السياسية، مشيرا الى ان الصدر قد يظهر من جديد في اشد الحرص على التواصل مع القوى الشيعية الاخرى، في وقت يتشظى فيه المشهد السني بشكل غير مسبوق.

وما يعجل من عودة التيار، انتخابات مجالس المحافظات المقررة في أكتوبر المقبل، لاسيما وان الاطار يراعي موقف التيار الصدري من  مشروع تعديل قانون الانتخابات .

والمراقب للمشهد، يرى ان الرسائل السياسية بين الصدر وبين رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، وزعيم جماعة “عصائب أهل الحق”، قيس الخزعلي، تدل على انفراجة مرتقبة، سيما وان حكومة محمد السوداني تحرص اشد الحرص على مراعاة مواقف التيار الصدري تجاه الكثير من القرارات والتطورات وهو بمثابة اشراك رمزي له في صناعة الاحداث.

وقد تتوافق الاطراف الشيعية حتى تشكيل حكومة أغلبية بعد الانتخابات المرتقبة، ومن المستعبد العودة الى مربع التظاهرات والمصادمات التي حدثت بعد الانتخابات الماضية.

وما يساعد على الاستقرار السياسي اجراءات مباشرة من قبل حكومة السوداني لامتصاص بطالة الشباب والخريجين،  وإطلاق مشاريع ضخمة، تساعد في تقليل الاعتماد على ثوران الشارع من قبل كل القوى السياسية.

ونفى عضو “الإطار التنسيقي”، والنائب في البرلمان محمد الصيهود، وجود أي محاولات تستهدف التيار الصدري، معتبراً أن “الإطار التنسيقي لا يدخل في معارك غير شريفة مع التيار الصدري، بل أن الإطار ينتظر الانفراجة من أجل أن تكون هناك تفاهمات مع الصدريين كونهم شركاء في الوطن والعمل السياسي والدين”. واعتبر أنه ينبغي “على من يتحدث عن هذه الأدوار الشريرة مع التيار أن يقدم دليله”.

وأشار الصيهود إلى أن “الإطار التنسيقي سعى إلى عدم انسحاب الصدر من العملية السياسية، لأن في ذلك مشاكل سياسية قد تظهر في المستقبل، لكن الصدر أصرّ على قراره ولم يكن أمامنا إلا احترامه، لكن أن يكون الإطار عنصراً من عناصر تفتيت التيار الصدري فهذا الكلام فيه تجن كبير”.

واعتبر المحلل السياسي عبد الرحمن الجبوري ان تفاهم المالكي مع الصدر ينظم خارطة الاثقال السياسية ويعطي مساحة لظهور جبهة مدنية حقيقية بدلا من جماعة انا مدني ليبرالي في منصات التواصل الاجتماعي.

ونشر  الاعلامي محمد الكبيسي، الرأي بان لجوء الصدر إلى الشارع، من الممكن أن يؤدي إلى القضاء على حكومة السوداني، في حين أن الإطار التنسيقي حريص على الحفاظ عليها، ما قد يدفع المالكي إلى حل خلافه مع الصدر.

وينتقد المحلل السياسي رافد رشك العطواني تسويق خلاف مقتدى الصدر مع المالكي على انه شخصي وان الصدر هو من يرفض اللقاء، معتبرا ان الصدر لديه مشروع اصلاح بلد وليس تقاسم مناصب.

 


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.