المسلة

المسلة الحدث كما حدث

معاوية والأنظمة العربية الاستبدادية!

معاوية والأنظمة العربية الاستبدادية!

23 فبراير، 2023

بغداد/المسلة:

محمد صلاح حسن

يتسائل المسلمون في بقاع العالم عن علاقة الانظمة العربية ذات الحكم المتوارث بالشخصية التاريخية المثيرة للجدل، معاوية بن أبي سفيان، الذي تتهمه اغلب الكتب الإسلامية بالخروج عن خليفة المسلمين و الحاكم الشرعي لهم، الامام علي بن ابي طالب، مما يعتبر بحسب الأحاديث التاريخية كفر وحرام خصوصا اذا كان الحاكم عادل وغير ظالم.

ومن خلال الكتب والأحاديث الصحيحة، نستنتج أن إجماع المسلمين يزكون خلافة، الامام علي (ع)، وشخصيته العادلة في الحكم، الأمر الذي يثير استغراب الكثيرين من المسلمين عن الهدف من تمجيد شخصية متهمة بشق الصف والتسبب بفتنة يتجرع سمها المسلمين إلى يومنا هذا.

إن رصد ملايين الدولارات لتلميع ومدح اشخاصا أفنوا أعمارهم في حرب رسول الله وأهل بيته وصحابته على مدى ثمانين عاما، يؤكد أن هذه الأنظمة هدفها ليس رافع شأن الإسلام بل الهدف الرئيسي تلميع صورة الحكم في هذه البلدان بسبب التشابه الكبير بين تاريخ هذه الشخصيات ومؤسسيها.

فكيف لدولة مثل السعودية أن ترصد 100 مليون دولار لانشاء مسلسل لشخص رضع بغض النبي منذ الصبا، وكان أبوه من أشد المحاربين للرسالة الاسلامية، وأمه هند بنت عتبة آكلة كبد حمزة عم النبي، وعمته حمالة الحطب، وابنه قاتل سبط النبي واهل بيته، وخير دليل عن حقد هذه العائلة لرسول الله هو القصيدة الشعرية التي قالها، يزيد بن معاوية، عند سبي عائلة الامام الحسين (ع) إلى الشام مما يدل أن هذه العائلة لم تنسى خسائرها في معركة بدر وبقت تترصد وتتوعد بالثأر من ال بيت النبي محمد (ص).

إن دعم هذه الأعمال وبمبالغ كبيرة في الوقت الذي تعاني فيه الشعوب العربية والاسلامية من تفرق بالكلمة وتخندقات إقليمية يؤكد إن بعض الأنظمة العربية الاستبدادية تعمل على تمزيق المنطقتين العربية والإسلامية طائفيا وعرقيا استجابة لقوى إقليمية و خدمتا للمشروع الصهيوني وضمانة أساسية لبقاء إسرائيل، التي جندت كتاب ومستشرقين وبدعم من بعض الأنظمة العربية التي تربطها علاقات متينة بها، لتشويه صورة التاريخ الإسلامي للمنطقة، وتصويره تاريخ صراعات بيوتات حاكمة لأشغال الشعوب العربية عن عدوهم الأول وايهامهم بعدو مغاير واستمرارهم بالتخندق وراء أنظمة فاسدة يرونها تدافع وتدعم التاريخ الاسلامي.


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.