المسلة

المسلة الحدث كما حدث

مَن يعيد بناء البنية الفوقية؟

مَن يعيد بناء البنية الفوقية؟

25 فبراير، 2023

بغداد/المسلة:

عبير القيسي

بعد أن كان المجتمع العراقي مجتمع محافظ ومتزن سلوكياً وثقافياً نلاحظ في الوقت الحالي كم انحدرت نسب الاخلاق الى مستويات متدنية لم تكن في حساب الجميع أن يصل مستوى الفرد العراقي الى هذا الحجم من الدناءة الاخلاقية وهذا النص يشمل جزء من كل فالتعميم قاعدة الجهلاء.. حيث الاخلاق جوهر الانسان ولبَّ تميزه عن غيره نلاحظها اليوم مفقودة لدى فئات معينة ولا تنحصر بعمر واحد فتدنيها موجود لدى الكبير وربما الراشد أو الشاب الذي في مقتبل عمره.

كعقوق الوالدين للأبناء والعكس.. وحالات التحرش الجنسي من قبل المحارم، وحالات التعنيف الاسري التي اخذت مجالاً واسع في العراق، وما رافقها من جرائم حرق وخنق بحق احد افراد الاسرة.. كل هذا ضمن منظومة السلام النفسي لمكنون الانسان المتآتي من خلو النفس من الاضطرابات النفسية وبدوره ينعكس على تصرفاته، فسلامة النفس تأتي من حسن خُلق البيئة المحيطة وحسن تعاملها مع ابنها الذي يعيش فيها، فكم مراهق تلفظت امامه عائلته بكلام بذيء حتى صار مثلها تماماً؛ وكم من مراهقة هربت من بيتها نتيجة الكبت والحرمان العاطفي وسوء الاحتواء من قبل الاسرة … هذا على صعيد نواة المجتمع التي هي ركيزة مهمة في صناعة الانسان.

لكن ما الذي فكك البُنية الراسخة بشكل عام لبلد كامل التي من المفترض أن تكون لدى كل شخص كقلادة في عنقه؟ لماذا صار الجميع يكفرون في الشوارع ويشتمون امام المارة ويستعملون اساليب التحرش في الاماكن العامة؟

من وجهة نظر إن التغييرات الجيولوجية والطفرات المتطورة في عالم الانترنت ومن ثم ادخالها مباشرة الى مجتمع مغلق ساهمت الى حد كبير في انحدار الاخلاق العامة وظهور سلوكيات غير لائقة بحجم الانسانية جمعاء، فهذا الانغلاق يحتاج الى توعية مبدئية، وتثقيف على مستوى الاحترام والحفاظ على اطار السلوك السليم كان من المفترض أن تحدث حملات توعوية كهذه قبل احتلال التكنولوجيا عالمنا الذي كان لا يعرف سوى الالبسة المستعملة وبقايا طعام من فضلات الحرب وضيق الحصار الغذائي وفيض من دموع الحرمان والموت في بيت كل عراقي.

أن هيبة الانسان اخلاقه وحسن تعامله مع المعطيات التي لديه، لكنه ساء استخدام النعم الموجودة ويُسر الحياة عنده بأمور لا تمت للذوق العام بصلة ولا تليق بمخلوق عزيز مثله.


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.