المسلة

المسلة الحدث كما حدث

مسرح الهلال ينهار أمام المارة في شارع الرشيد ببغداد

مسرح الهلال ينهار  أمام المارة في شارع الرشيد ببغداد

2 مارس، 2023

بغداد/المسلة: تعاني الأبنية التراثية في العراق من الإهمال، فقد انهار الجزء العلوي من مسرح الهلال في منطقة الميدان البغدادية، وسط دعوات إلى إنقاذ ما يمكن من مباني شارع الرشيد، بوصفه بعدًا تاريخيًا للعاصمة بغداد، وتجسيدًا للهوية الوطنية.

هذا الحادث أعاد الأذهان ما تعرّضت إليه معالم تاريخية عديدة من تخريب واهمال رغم ما تحمله هذه الأبنيّة التُراثيّة من أهمّية بالنسبة للعراقيين تاريخاً وهويَّةً وعِمارة.

وقالت الاكاديمية اوفيك الحصيني الموسوي،،  ان مسرح الهلال كان يمكن تعميره وجعله تحفة فنية في قلب العاصمة بغداد العاصمة بدل الإهمال والاستهانة بأرواح المارة.

ويرى المهتم بالشأن السياسي مصطفى الهاشم، ان مسرح الهلال من ضمن فندق خان المدلل، الذي غنت عليه ام كلثوم بثلاثينيات القرن الماضي، كان على وشك السقوط واليوم قد سقط، مضيفا ان هذه الأماكن وخصوصاً شارع الرشيد يمثل البعد التاريخي والثقافي والهوية الوطنية للعراق وعلى الدولة توفر العناية لها.

الصحافي فراس السراي، قال ان شارع الرشيد والاحياء المتفرعة عنه جميعها آيلة للسقوط وبحاجة الى العمل على اعماره من جديد.
ورغم الدعوات التي وجهت الى الجهات المعنيّة بالشأن الثقافي والعمراني في بغداد بضرورةِ تأهيل المسرح، إلّا إن هذه الجهات لم تقم بواجبها مثلما حدث مع العديد من البيوت والمسارح والمُنتديات القديمة.
ويحتضن شارع الرشيد الذي تقع منطقة الميدان في بدايته، عدداً من المسارح والمقاهي، ومنها الهلال الذي استضاف حفلاً للمطربة المصرية منيرة المهديّة عام 1919.
وأشهر ما شهده المسرح حضور “كوكب الشرق” أم كلثوم عام 1932، على مدى شهر، مع فرقتها الموسيقية، التي كان على رأسها الفنان محمد القصبجي، حيث اكتظت بغداد القديمة بالمستمعين والمشاهدين.

كما استضاف المكان قبل ذلك المطربة المصرية نادرة أمين، ومنيرة المهدية عام 1919، إلى جانب العازفين اليهوديين صالح وداود الكويتي، وسفير الأغنية العراقية ناظم الغزالي وزوجته سليمة مراد.

وتشير المعلومات إلى أنّ المطربة منيرة الهوزوز، رائدة الأغنية الشعبية، عملت في مسرح “ماجيستك” (1928 – 1940).

وشهد المكان تلحين ألبوم من الأغاني الشهيرة، منها؛ “هوة البلاني، آه يا سليمة، قلبك صخر جلمود وخدري الشاي”، فضلاً عن قصائد ألقاها الشاعران جميل صدقي الزّهاوي (1863- 1936)، ومعروف الرصافي (1875 – 1945).

وخلال السنوات السابقة تعددت المطالبات بضرورة إنقاذ المعالم التاريخية في بغداد، حيث أخفقت مشاريع ترميم سابقة لعدد منها، فضلاً عن عدم وجود خطّة متكاملة وتمويل كافٍ لتنفيذ مشاريع مستقبلية، ومنها دار الحكومة القديمة التي بُنيت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، والمدرسة المستنصرية التي شُيّدت عام 1230، ودار الوالي التي تَعاقب على الإقامة فيها عدد من الولاة العثمانيين منذ عام 1803، والمعلم العثماني الشهير بـ القشلة، وخان مرجان الذي يعود بناؤه إلى القرن الرابع عشر.

اعداد محمد الخفاجي


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author