بغداد/المسلة: الوسط العراقي، سيّما الشيعي فيه تحديدا، ينجرف الى التطرف السياسي، المشحون بالعواطف، وتندفع النخب الى الغلو، على مستوى التنظير، والفعل.
وسط هذا الانسداد وتقوّض الثقة، ثمة من ينتج بيئة اعتدال، وجعل السياسة فنّ الممكن، بدلا من تهميش شركاء الوطن والمذهب، وتحويلهم الى أعداء.
الزعيم المشتغِل باتجاه تعزيز الشراكة، هو عمّار الحكيم، الذي يعمل بأدوات براغماتية لا تتنصل من المبادئ والأصول والمرجعيات، وبلا مثاليات غير قابلة للتطبيق.
القوى الشيعية، تعيش حالة استنفار، وبغضاء، حتى داخل التحالف الواحد، وانعكس ذلك على الجمهور الذي بدأ يتخندق، والخشية من تطوّر الخنادق الى خطوط تماس متقاتلة.
لنتذكر جيدا كيف انجرّت البلاد الى حرب طائفية مدمرة في الأعوام (2006-2008)، بعدما انجذبت النخب الى المنصات المشحونة أيديولوجيًا، والجماعات العنيفة.
وها هو يكاد يحدث اليوم.
التعويل على عمار الحكيم، ليس صدفة، بل هو جرْد لمواقفه المتوازنة، فهو حتى حين صُدِم بنتائج انتخابات متواضعة،كان مستوعبا، للموقف. وتصّور لو أن زعماءَ آخرين، اصابهم ما أصابه، ماذا كانوا سيفعلون؟.
إن تصفّحا سريعا لمواقف الحكيم، يجده متخطيا الكراهيات الحزبية والمناطقية، والعقائدية، متجنبا تحويل المنافس الى عدو، كما تفعل ذلك قوى مغرورة.
نعتقد إن الحكيم يرسم منطقة اعتدال، غير ضبابية، بعيدة عن الخصومات المرشّحة للتحول إلى صراعات دامية.
والمرجّح، أنّ المستقبل سيكون لرجل الوسطية والعقلانية السياسية، المستوعب لهدي المرجعية الدينية والوطنية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
زعماء الوسطية.. هل قادرون على توجيه السكة على مفترق طرق إقليمي؟
اشنطن “ترفض بشكل قاطع” مذكرتي التوقيف بحق نتانياهو وغالانت
القسام: أجهزنا على 15 جنديا إسرائيليا من المسافة صفر