المسلة

المسلة الحدث كما حدث

محللون لـ المسلة: السعودية تصافح ايران ..الاتفاق التاريخي يربك اوراق واشنطن

محللون لـ المسلة: السعودية تصافح ايران ..الاتفاق التاريخي يربك اوراق واشنطن

15 مارس، 2023

بغداد/المسلة: اعتبر محللو الاتحاد للتحليل السياسي ان الاتفاق بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية مع السعودية، يشكل انعطافة كبيرة في المنطقة بين دولتين غلب عليهما الخلافات منذ عقود، وانعكست اثارها على المنطقة برمتها.

الا ان المبادرة التي اطلقتها الصين، وتولى الوساطة فيها العراق، قد تكللت بالنجاح، واثمرت عن اتفاق تاريخي رمم العلاقة المقطوعة بين الطرفين منذ عام 2016.

وشكل ذلك التقارب ارباكاً للاوراق الامريكية التي كانت تراهن كثيراً على ورقة الصراع الإيراني السعودي، الا انها تكللت بالفشل بعد ان ازيلت مبررات ذلك الخلاف.

ويرى مراقبون ان ذلك الاتفاق ستكون له انعكاسات ايجابية على وضع العراق الداخلي الذي شهد طيلة السنوات السابقة حالة عدم استقرار بسبب الخلاف بين الدولتين، ويبدو ان المنطقة متجه الى مزيد من الاستقرار في ذلك ذلك التقارب.

ويرى المحلل السياسي هيثم الخزعلي ان العراق لابد أن يسير بعلاقة متوازنة مع كل من ايران والسعودية، لان مصالح العراق معهما تمثل حلقة الوصل، كما أن من الضروري العمل على تعزيز هذا التفاهم من خلال تعزيز مصالح البلدين المشتركة.

وبين ان العراق يمكنه إشراك كل من البلدين في مشاريع استثمار مشتركة، مثل بناء مدن صناعية إيرانية سعودية في الأراضي العراقية او الاستثمار في مشاريع النقل والطاقة بشكل مشترك، وتعزيز الجانب السياحي والتجاري بين البلدين بما يخدم مصالح بلدان المنطقة.

وأوضح ان العراق بموقعه وبعمقه القومي تجاه السعودية والديني تجاه إيران ممكن ان يدير توثيق العلاقة بين البلدين، وكلما كانت هناك مصالح اقتصادية بينهما ستتعزز روابط الدبلوماسية أيضا.

ونوه الى انه يجب ان نركز في هذه المرحلة على تعزيز الاستثمارات وتفعيل اتفاقية الحزام والطريق وربط خطوط السكك من ميناء الفاو لأوروبا، ونجعل العراق نقطة مرور تجارة الخليج لأوروبا وتجارة الصين للمتوسط وممرات الطاقة الخليجية للغرب.

من جانبه اكد المحلل السياسي مؤيد العلي ان ذلك الاتفاق يعد نصرا استراتيجيا للجمهورية الإسلامية على المستوى الإقليمي ونجاح لسياستها الخارجية الذكية  التي عملت بجهد كبير ليس فقط على ترسيخ العلاقات مع الحلفاء والأصدقاء بل ركزت على تقريب المسافات بينها وبين الدول التي تقع تحت الحماية الأمريكية.

ويضيف العلي ان هذا الاتفاق سيؤثر ايجابا على الكثير من الملفات في المنطقة وأيضا يفتح نافذة اقتصادية جديدة للجمهورية لتقليل اضرار الحصار الأمريكي عليها.

وأوضح ان الأهم في الاتفاق انه جرى برعاية الصين العدو الاقتصادي الاستراتيجي لأمريكا وهذا الأمر يجب أن تدركه دول المنطقة خصوصا العراق الذي لابد له من تفعيل التعاون الحقيقي مع الصين والخروج من الهيمنة الأمريكية والدخول في تحالفات قوية مع أقطاب النظام العالمي الجديد.

ويقول أستاذ العلوم السياسية جاسم الحريري ان التطبيع السعودي الإيراني، نقطة مهمة في تغيير الصورة لطبيعة الصراعات الإقليمية في المنطقة وخاصة بين الدولتين أعلاه والنقطة الأهم في هذا الأمر دخول الفاعل الصيني إلى معادلة التطبيع.

وبين انه لا يمكن نكران دور الفاعل العراقي في هذه المقاربة الجيواستراتيجية لاسيما أنه، احتضن خمسة جولات تفاوضية بين الطرفين بني على أساسها بيئة تصالحية وفهم الواحد للآخر وعليه شكل العراق بهذا الشيء نقطة انطلاق نحو اتفاق بكين بدليل اعتراف كلتا الدولتين بدوره في تهيئة مستلزمات التفاهم والتقارب بينهما.

وأشار الى ان اللافت للنظر ان دافع ايران للاتفاق مع السعودية لم يكن وليدا من الفراغ بل هي خطوة ذكية إيرانية بامتياز لتجاوز علاقاتها المتوترة مع الغرب عموما ومع الولايات المتحدة الأمريكية خصوصا بسبب تعقيد المفاوضات بينها وبين تلك الأطراف للتفاهم حول ملفها النووي.

وأوضح انه أصبح هناك توافق سعودي إيراني ضد سياسة الهيمنة الامريكية وخطوة ذكية من الصين لفك عرى العلاقة ولو بنسبة ضئيلة ببن واشنطن والرياض.

ويؤكد المحلل السياسي محمد الياسري ان ايران من البلدان ذات نظام سياسي مبني على اسس الديمقراطية الشعبية وتنتخب سلطاته من قبل المواطنين بشكل مباشر وبجهاز دبلوماسي محترف يتقن فن التفاوض وبمهارة عالية يستخدم الأدوات الملائمة بأساليب متعددة وله تجارب حققت نتائج كبيرة للجمهورية الإسلامية.

ويضيف ان النظام السعودي قائم على أسس قبلية جاءت الى السلطة عبر الغزوات وشكلت اتفاقا مع الوهابية لإدارة البلاد وليس في سجلها انتخابات او اعتماد على رأي المواطن بقدر ما هو الاحتماء خلف أنظمة قوية وتتحالف معها سواء شرقا او غربا وتسجل مواقفها الخارجية وفق ما تحدده الأنظمة القوية وحتى حروبها في المنطقة كانت منسجمة ان لم تكن بدفع غربي مطلق.

ونوه الياسري ان إعادة الاتفاق والعودة للاتفاقيات السابقة المبرمة ما بين البلدين يؤشر الى كسر العزلة عن ايران التي حاول الكيان الصهيوني فرضها في السابق وأيضا اكد بوضوح منهجية الدبلوماسية الإيرانية (التي لا تتغير بتغير الرؤساء سواء من التيار الاصولي باجنحته المتعددة او تيار الإصلاحيين بتفرعاته).

في حين يرى المحلل السياسي عقيل الطائي ان إعادة العلاقات الثنائية بين البلدين، وما تشكله من قوتين اقليميتين سوف يلقي بظلاله على الساحة العراقية السياسية والأمنية والاقتصادية، وسوف ينتج هدوء ملحوظ في العراق والمنطقة في جميع الأنشطة، بسبب ما يشكله الموقع الجغرافي للدولتين.

وأوضح ان العراق كان له دور على مدى سنتين او حتى اكثر في تقارب وجهات النظر، بسبب رغبة الطرفين بأنهاء الخلافات والقطيعة، وكذلك الحرب الروسية الأوكرانية التي وضعت أمريكا في زاوية حرجة اقتصاديا ودبلوماسيا.

ويكمل الطائي ان هنالك تحول كبير في العالم وانهاء القطب الواحد المتحكم إضافة الى ذلك انكشف الوجه الحقيقي لأمريكا وانقسامات في إسرائيل، واحتمال الحرب الكبرى القادمة التي نوه عنها السيد حسن نصر الله.

وأشار الى انه كانت الرغبة ملحة لدى السعودية ان توفر لنفسها حماية مستقبلية، وكذلك الجمهورية الإسلامية بسبب تلكؤ المباحثات في الملف النووي الإيراني، لذا ارادت سحب وانهاء الخلاف مع  الحليف الاستراتيجي لأمريكا وهي السعودية.

واعرب عن اعتقاده ان تتغير توجهات العراق ماعدا الثوابت، بسبب مصلحته  لان المصالح اولا في جميع سياسات العالم، وبما ان ايران داعمه للعراق هنالك اطمئنان ، لان ايران دولة اقليمية وعالمية تشكل قوة لايستهان بها.

الصحفي والكاتب حسين الذكر يقول ان الاتفاق ليس بين السعودية وايران، بل بين محوري الهيمنة والمقاومة، ووقعت ايران عن محور المقاومة فيما السعودية عن الطرف الاخر، اما الصين فقد كانت مظلة للشرعية الدولية ولطمأنت ايران التي ارادت رعاية دولية وممثلة من قبل مجلس الامن للاتفاق الذي هو ليس ملزماً لاي طرف بقدر ما  يمثله من فرصة لترتيب الاورق المتبادلة بين القوتين الكبيرتين.

ويكمل الذكر ان الاتفاق بمثابة هدنة يراجع الطرفان حسابتهما، واقصد طرفي المقاومة عامة والهيمنة عامة، ولا اعده اختبار حسن نوايا فلا نوايا طيبة بين الطرفين اذ ان المصالح هي الاساس ولا وجود للنوايا من موقع بينهما.

وبين ان القوة والردع هي الجهة الوحيدة التي ستقرر كيفية تنفيذ وتسيير الاتفاق، وكذلك يعتقد ان الاتفاق تمهيد لاتفاق استراتيجي يمكن ان يتمخض عن اتفاق اكبر يمتد لخمسين سنة قادمة.

على الصعيد ذاته يؤكد المحلل السياسي حسين الكناني ان الاتفاق الإيراني السعودي يمثل مفاجأة للبعض وان المنطقة تشهد مرحلة مغايرة عن الفترات السابقة التي شهدت مداً و جزراً ونوع من أنواع الحرب الباردة وبالتالي نحن مقبلون على فترة من الهدوء النسبي في المنطقة وعلاقة مستقرة بين البلدين.

ويضيف ان هذه العلاقة سرعان ما تعود على ما كانت عليه من حالة التعاند والتضاد ولا يمكن الوثوق بسياسية السعودية اتجاه ايران وما تغير سياستها انما هو في الحقيقة تغير في تكتيك المواجهة كما فعلت مع العراق.

وأوضح انه سرعان ما سوف تعود الى التخندق من جديد خصوصا وان العالم مقبل على موجهة حتمية قطعا لن تقف السعودية او ايران على الحياد فيها وان المواجهة مع الكيان الغاصب حتمية من اجل تحرير فلسطين.

في حين يقول المحلل السياسي محمد فخري المولى ان ما حدث هو عبارة عن ستراتيجية يمكن ان تؤدي الى استقرار المنطقة والمحيط الإقليمي وسيلقي بظلاله على السياسة للمحيط  الخارجي وذلك بسبب دخول الطرف الثالث الصين كلاعب أساسي ورئيسي بالمعادلة.

وبين ان العراق كان حمامة سلام فالقيادة السياسية سعت بهذا الامر كثيرا وكانت جهود ووساطات وهو امر يجب ان يثبت ويشهد له، ولكن ما هي استراتيجية للمفاوض والوسيط والسياسي العراقي هل الامر عبارة عن وساطة لمحور وينتهي الامر؟.

واعرب عن امله ان تكون هناك رؤى تتسم ببعد نظر هدفها ان تكون كل القوى السياسية والعسكرية داعمة لهذه الخطوة.

وفي السياق يؤكد المحلل السياسي صباح زنكنة ان التقارب الإيراني السعودي سيسهم بشكل ملفت في التأثير إيجابا على  مستقبل العراق والمنطقة  وبخاصة عندما اصبح العراق محورا مهما في التقارب بين الدولتين في عام 2021 وكذلك استطاع ان يهدئ من التوتر الحاصل بين البلدين وهذا التقارب سينعكس إيجابا على المستقبل الاقتصادي للعراق.

ويضيف ان بقاء العراق بين دولتين غير مستقرتين دبلوماسيا يسود علاقتهما التوتر والتأزيم الإعلامي ولا تمت بينهما علاقة مهمة بالتأكيد سيتحول العراق من منطقة آمنة الى منطقة توتر وبؤرة صراع وخاصه اذا احتدمت الأمور ووصلت نهايات العلاقات المتوترة الى حرب معلنة.

وبين ان الشيء الأخرى بقاء توتر العلاقات بين ايران والسعودية سيولد  انقسامات سياسية داخلية فضلا عن مجتمعية فمن بين الانقسام المجتمعي في العراق الاتهام بالولاءات الخارجية والتراشق الحاصل بين المواطنيين والسياسيين والمحلليين والإعلاميين العراقيين من يحاول دائما وصف البعض الاخر بانه من اتباع السعودية او من اتباع ايران!.

ولفت الى ان هذا التقارب يمكن ان يطمر، الانقسام المجتمع وبالتالي  سينعكس على التهدئة الأجواء المحلية وايجاد مناخات آمنة فضلا عن إنجاح مسارات التهدئة وللحيلولة دون تهديد السلم الأهلي في الداخل العراقي.

في حين يقول المحلل السياسي اثير الشرع ان دول الخليج عموما والسعودية خصوصا ايقنت بأن عالم أحادي القطبية على وشك أن يتغير، خصوصا عندما شهدت الولايات المتحدة الأمريكية مشاكل داخلية وأزمات، دفعت السعودية أن تغير بوصلتها وتعدل سياساتها الخارجية خصوصا علاقاتها الإقليمية.

وبين ان ذلك دفعها لخوض جولات عدة من الحوارات الجادة مع جمهورية إيران الإسلامية عبر العراق الذي كان وسيطا ناجحا ومحايدا، نجح بتذليل العقبات والحواجز وقرب وجهات النظر كثيرا حتى وصلت المباحثات الى قناعة تامة لإعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وتبادل السفراء في غضون شهرين.

ونوه الى ان هذه النتائج بالتأكيد ستخدم العراق الذي يحاول الخروج من صراع المحاور، والدخول في مرحلة البناء والإعمار وتقديم الخدمات التي إفتقدها المواطن العراقي خلال الدورات السابقة.

هذا ويؤكد المحلل السياسي د.قاسم بلشان ان التفاهم بين طهران والرياض على فتح سفارتيهما وكذلك التعاون في مجالات مختلفة مثل التجارة والاستثمار والرياضة ربما يعد مؤشر  بأن الدولتين تولدت لديهما قناعة بان المرحلة المقبلة هي مرحلة الهيمنة الصينية او هيمنة المحور الصيني الروسي اضافة الى ايران وكذلك مرحلة انحسار ومحدودية الدور الامريكي في المنطقة.

وبين ان ذلك يعتبر مؤشراً على ان أمريكا تخضع لواقع الحال وتخضع للارادة الحقيقية، لذلك عندما رات ان هناك رغبة من الرياض متمثلة بان تبحث عن مصالحها وانها غير مستعدة ان تكون تابعاً اعمى الى واشنطن استجابت لذلك.

ولفت الى ان واشنطن قد تكون هي التي دفعت الرياض باتجاه هذه الخطوة والسبب انها ربما تخطط لامر ضد طهران.

ويرى المحلل السياسي قاسم الغراوي ان من المهم جدا أن تسعى جمهورية إيران الإسلامية إلى إعادة علاقاتها الدولية مع المملكة العربية السعودية كفاعل عربي ولتاثيرها في الساحة العراقية وتقاطع المصالح بين الدولتين في العراق يؤثر سلباً على استقراره.

ويضيف ان جمهورية إيران يجب ان تسعى لعلاقاتها مع جمهورية مصر العربية لاعتبارات كثيرة ومنها عقائدية تنعكس سلبا على الواقع الإسلامي وتسهم في إيجاد أجواء متوترة في الرؤية تجاه التاريخ.

وأوضح ان الكثير من الدول حذرة بدون مبرر من جمهورية إيران الإسلامية وغالبية الشخصيات السياسية في تلك البلدان تتحجج بتدخل ايران بتصدير الثورة الإسلامية وقد مر أربعين عاما واثبتت ايران بانها لم تتدخل في الشؤون الداخلية.

ولفت الى ان اسقاطات العلاقات الإيجابية بين الدولتين تنعكس إيجابيا على حلحلة أزمات ومشاكل دول تتقاطع فيها المصالح بين الدولتين مثل اليمن ولبنان وسوريا.

في حين يؤكد المحلل السياسي سلام الربيعي انه في السياسة لا يوجد عدو دائم ولا صديق دائم والمصالح هي القاسم المشترك بين الجميع والوجود الأكثر تاثيرا هي القوة العسكرية والقوة الاقتصادية.

وبين ان الجمهورية الإسلامية ازدادت صلابة وقوة وإمكانات عسكرية وفنية تضاهي دول العالم المتقدمة وعلى الرغم من الحصار الواقع عليها الا انها متماسكة عقائديا وهذه الميزة تجعلهم يتفانون بالدفاع عن دولتهم وارضهم.

وأوضح انه من مصلحة السعودية ان تمد جسور التقارب واعادة العلاقات مع الجمهورية لضمان حماية امنها، لان عمق الشيعة في العراق والاحساء والقطيف والمدينة المنورة واليمن معظمها تعود الى الجمهورية الإسلامية.

ولفت الى ان هذا الاتفاق جاء تحت خيمة اقتصادية كبيرة عالميا يعني ان المنطقة مقبلة على انفتاح اقتصادي ومشاريع ستراتيجية كبيرة وخطط تنموية واعدة عكس ما كانت الماكنة العسكرية والقوة الغاشمة التي كانت تسلب ممتلكات المنطقة وتغذيها بالسلاح والحروب الطاحنة ولايبالون بشيء.

بينما يرى المحلل السياسي منهل المرشدي ان التفاؤل لابد ان يكون حذرا وانتظار ما سيتم بعد شهرين من موعد تنفيذ الاتفاق وذلك لعدة أسباب تتعلق بالسعودية اكثر مما تتعلق بالجانب الإيراني ومنها مثلا، عدم وضوح الموقف الأمريكي من الاتفاق والضاغط على السعودية، وعدم الوثوق بنوايا وعهود محمد بن سلمان.

ويضيف المرشدي ان ما يتعلق بايران فلا نعرف كيف سيكون الموقف الإيراني من خطوات متوقعة للسعودية في اليمن أو لبنان أو ما يتعلق بالقضية الفلسطينية.

وأوضح انه لابد ان يكون التفاؤل مشوبا بالحذر الشديد والترقب لما هو قادم، فيما يخص دور العراق وما تم إنجازه ومع احترامنا للمؤسسة الرسمية العراقية فأنا على ثقة  ان دور العراق لم يتعد ساعي البريد ومستضيف صامت ليس إلا بسبب الواقع السياسي الهزيل لمستوى الكاظمي والذي جرت اللقاءات السعودية الإيرانية في بغداد  خلال حقبة حكومته.

ويقول الباحث المتخصص في القضايا الإقليمية محمد صالح صادقيان ان العراق احتضن 5 محاولات من المباحثات الأمنية بين إيران والمملكة العربية السعودية، ما جعل الجانبين يتوصلان لنقاط مهمة من أجل استكشاف المواقف وكيفية الاتجاه قدما نحو العلاقات الدبلوماسية بينهما، ولكن المفاجأة كانت هي دخول الصين على الخط ووضع الحوارات الأمنية في مقدمة الاهتمامات.

وبين ان التدافع الأمني الإقليمي في المنطقة هو ما جعل السعودية وإيران تحاولون وضع علاقاتهما في نصابها الصحيح، معتبرا أن البلدين وصلا لقناعة مشتركة، وهي أن الرابح في التدافع الأمني سيكون خاسرا أيضا في الوقت ذاته، لكونه لا يخدم مصالحهما.

في حين يرى رئيس مركز الخليج للأبحاث عبد العزيز بن صقر أن عودة العلاقة بين السعودية وإيران سيفتح الباب واسعا لمناقشة كل الملفات في المنطقة، منها الأمن البحري وأمن الطاقة.

وأشار إلى أنها فرصة مواتية لحل القضايا العالقة في المنطقة بين الجانبين.

بينما تقول الكاتبة حليمة الساعدي ان العراق هو القاسم المشترك بين ايران والسعودية، ولا بد ان يولونه اولوية في اي قرار مصيري يهم المنطقة وان العلاقات الثنائية ما بين الدولتين المسلمتين ايران والسعودية، لن يكتب لها النجاح بلا عراق واحد مستقر.

وتكمل الساعدي انه من الاجدر بالمفاوض العراقي ان يسجل مكاسب سياسية لبلده من هذه الخطوة التاريخية مثلما استثمرت مصر والاردن وجود رئيس وزراء عميل لديه استعداد لبيع اي شيء مقابل ان يبقى في سدة الحكم، فسارع كل منهما لأبرام اتفاقيات حققت مكاسب لم تحققها اي من مصر والاردن من العراق على مدى قرون ولازالت هذه الاتفاقيات سارية المفعول.

ونوهت الساعدي الى ان ما قامت به الدبلوماسية العراقية من جهود حثيثة ومبادرات طيبة لتوحيد كلمة الامة والوصول الى اتفاق اقتصادي وسياسي وثقافي يرتقي بالمنطقة لمستوى السلم المجتمعي ويجعلها منطقة قوية وآمنة بحسب اتفاقيات سلام تعقد مابين دولتين كبيرتين ومؤثرتين في المنطقة والعالم.

ويرى المحلل السياسي سعد الزبيدي ان محمد بن سلمان الذي يحاول مسك العصا من المنتصف يريد ان ينعتق من الهيمنة الأمريكية ويسلك طريقا آخر في توطيد العلاقات شرقا وغربا والاتفاقات المبرمة في الآونة الأخيرة مع الصين تمنحه بعض الثقة من جانب وتفتح له آفاق جديدة وهو يستغل عمق العلاقة ما بين الجمهورية والصين.

ويضيف انه من أجل الشعور بالأمان الذي يبحث عنه وضمان عدم استخدام الجمهورية الموالين لها لزعزعة الأمن في السعودية مع تعهدات قاطعة بعدم التدخل في الشأن اليمني من كلا الطرفين وربما تقريب وجهات النظر بين الفرقاء اليمنيين من أجل وضع اللمسات الأخيرة لحرب اليمن.

ولفت الى إن المشروع السعودي في المنطقة غير بوصلته لكسب رؤوس الأموال وتوفير افضل السبل لاستقطاب كبريات الشركات من أجل الاستثمار في السعودية وتنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط ولا يخفى على الجميع أن التدخل المباشر من قبل السعودية في بلدان المنطقة اثبت فشله وكلف السعودية مبالغ طائلة.

اما الكاتب والصحفي عبد العظيم حماد فيرى ان مصر وتركيا هما الى جانب السعودية وايران الأطراف الإقليمية الأهم، مشيرا إلى أنه إذا كانت القاهرة قد تخلت أو أبعدت عن أدوار وملفات اقليمية عديدة من قبل ،فإنها لا تملك ترف البقاء بعيد أكثر من ذلك ،كما لا يملك أحد إبعادها الى ما لا نهاية خاصة في القضية الفليسطينية.

وأكد أن الخطوة المهمة والملحة المطلوبة من مصر هي اعادة العلاقات فورا مع إيران والعمل بجدية على تحسين العلاقات جوهريا مع تركيا.

الدبلوماسي المصري محمد مرسي ان مرونة إيرانية سعودية متبادلة من أجل هذا التوافق الذي أربك حسابات أمريكا وإسرائيل، وأسعد روسيا والصين بالطبع.

ولفت الى أن تحسن العلاقات الإيرانية السعودية سيضعف بشكل ملموس حجج المطالبين بعقاب وضرب إيران بسبب تهديدها لأمن الخليج ودعمها للحوثيين ولحزب الله وللفصائل الفلسطينية وسوريا، وبالتالي، فإن لإيران مصلحة مؤكدة في إنجاز هذا التفاهم والتوافق مع السعودية.

وقال إن للسعودية مصلحة مباشرة في ذلك أيضاً بعد أن رفضت واشنطن دعم السعودية في حربها في اليمن بالدرجة التي تريدها السعودية، وفشلت في توفير الحماية التكنولوجية للأراضي السعودية من طائرات وصواريخ الحوثي الموجهه إيرانية الصنع والإمداد.

بينما يؤكد الباحث والمحلل السياسي اللبناني، جمال واكيم، انه اذا تحسنت العلاقات بين ايران والسعودية فمن الممكن ان ينعكس انفراجا بنسبة على عدد من الملفات ان كان في اليمن او في العراق او في سوريا او في لبنان.

وبين انه من الممكن ان تعرقل الولايات المتحدة الأمريكية الامور اولا من خلال تطور العلاقات بين البلدين، وثانيا يمكن ان تعرقل الاستقرار بعدد من البلدان المذكورة آنفا خصوصا انها مؤثرة في هذه الساحات، علينا ان ننتظر ونرى.

ويرى المحلل السياسي ماجد الشويلي انه يمكن النظر لإعادة العلاقات الدبلوماسية بين الجمهورية الإسلامية والسعودية من زوايا عدة، لكن يمكن التركيز على انعكاساته على الساحة العراقية، باعتبار أنها من أكثر وأكبر الساحات التي تأثرت وتتأثر بتداعيات الخلافات السياسية بين الطرفين.

وبين ان أول ثمار هذا الحدث الكبير ستتمثل بالاستقرار الأمني وتراجع الدعم السعودي للمنظمات الارهابية في عموم المنطقة والعراق على وجه الخصوص.

وبين ان من المتوقع ان ينخفض منسوب الدعم المالي _ان لم ينحسر _ لقنوات الفتنة والتحريض التي كانت تمول من قبل النظام السعودي وتعتمد اسلوب التضليل فيما يخص علاقة الجمهورية الإسلامية بالعراق مصورة للراي العام العربي أن العراق محتل من قبل ايران.

وأوضح ان عودة العلاقات بين ايران والسعودية ستعزز من دور العراق داخل  اوبك وستفتح نافذة للتنسيق بين هذه الدول حول حجم الصادرات النفطية في الأسواق العالمية.

ولفت الى انه سيعزز هذا الحدث من حجم ودور العراق الريادي في الجامعة العربية  ويتأكد ذلك بعد عودة سوريا اليها.

بينما يؤكد الكاتب صالح العنزي ان الاتفاق بين الطرفين غير استراتيجي لاسباب عديدة منها ان الخاصرة السياسية السعودية الهشة التي أثبتت التجارب الكثيرة أنها لا تتحمل الضغوط الغربية بسهولة.

وبين ان الامر الاخرهو  كم المصالح السعودية الكبيرة الذي يوجه السياسة السعودية دائماً، وكم المبادئ الكبير الذي يشكل العقيدة السياسية الايرانية غالباً وتقاطع الكمّين.

ونوه الى ان تعويل كل طرف على حلحلة ملفات من الصعب ان يساعد الطرف الآخر في حلحلتها إلا بربط كوتة هذه الملفات بكوتة مصالح تعتمد على قواعد اللعب النظيف.

في حين يرى المحلل السياسي قاسم العبودي ان عودة العلاقات كانت طوق نجاة للرياض من اجل أيقاف نزيف الأموال التي كانت واشنطن ( تحلبها ) منٌ الضرع السعودي الذي لم يعد يتحمل، لافتاً الى ان عودة العلاقات بين إيران والسعودية سوف تعجل بغلق الملف اليمني والملف السوري ، وسوف تعزز الجبهة الداخلية لبلدان محور المقاومة.

وأضاف انه على مستوى شخصي لم أتفاجأ بعودة العلاقات مع إيران ، لانها كانت ضرورة حتمية، وقد بنى الساسة الايرانيين ستراتيجية الصبر والنفس الطويل على احتواء الاخر.

واكمل العبودي حديثه بالقول ان عودة العلاقات الى سابق عهدها بين البلدين الأيراني والسعودي ستقوض النشاط المحموم الذي تقوم به إسرائيل في منطقة الخليج من أجل أجبار دول المنطقة على التطبيع معها. فضلًا عن ذلك ، ستستقر العملية السياسية في العراق بسبب عدم تدخل السعودية في العراق رعاية لمصالحها وأمنها القومي.

هذا ويعتبر المحلل السياسي مفيد السعيدي، ان الاتفاق السعودي الايراني وفق معطيات قواعد الاشتباك في المنطقة ولكل دولة لديها مصلحة في ذلك السعودية تريد ان تحافظ على قطبياها العربية بعد بروز منافس لها الامارات وقطر وايضا علاقتها مع جارتها الكويت فيها نوع من الشوائب اضافة الى التهديد الداخلي من قبل الجماعات الاسلامية المتشددة التي ترفض سياسة محمد بن سلمان.

واوضح ان “السعودية تبحث عن كسب ود الجمهورية الايرانية وكسب ودها يعني انتهاء تهديد الحوثيين لامنها القومي  وايضا ايران ترى من الخطأ ترك السعودية في تلاطم امواج اعداء الاسلام ليس دفاعا عن نظامها، وانما احتراماً لقدسية ما تحتضنه ارضها”.

وفي ذات السياق يستطرد المحلل السياسي د.كاظم جابر بالقول ان “اهمية تطبيع العلاقات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية، لما يمثلانه من خزان للطاقه فضلاً عن الموقع الستراتيجي للبلدين ودورهم في مشروع طريق الحرير الصيني”.

ويكمل جابر ان ” عودة العلاقات لاتقتصر على هذين البلدين بل سينعكس اثره الايجابي على التوطئة لحل المشاكل العالقة في بقية دول غرب آسيا في لبنان واليمن والعراق ودول الخليج والتوجه نحو تقاسم منافع المشروع الصيني وبادارة صينية تتسم بالحكمة والدوبلوماسية الهادئة والحذرة  ووفق رؤية ستراتيجية للتحرك نحو تحقيق أهداف طريق الحرير”.

واوضح انه ” في هذا الإتفاق وجدت المملكة العربية السعودية ضالتها في ايجاد البديل عن الحماية الأمريكية المزعومة من خلال الاتفاق الامني مع إيران باعتبارها قوة ردع معتبره في الخليج الفارسي، اثبتت فاعليتها في مواجهة التحديات والاستفزازات الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية في مواقف متعددة”.

وبين انه ” كان واضحاً دور العراق وسلطنة عمان في الترتيب لهذا التطبيع ذي الانعطافه التاريخية في العلاقات مابين السعودية وإيران لما تمثله هذه العلاقات من عداء تاريخي نتيجة الضد في المعتقد وفلسفة ادارة الدولة”.

من جانبه يرى الاعلامي حسن كريم ان “الرياض لجأت لذلك تمردا على واشنطن ومخالفة لرغبتها فذلك أمر جيد وتطورا لافتا في ذهنية حكام المنطقة، وان كان ذلك تم كورقة ضغط على واشنطن فسرعان ما سينفسخ العقد وستعود الرياض الى حضن واشنطن حالما تقدم لها التنازلات”.

واوضح انه أن “كنت اميل للخيار الأول بلحاظ التكلفة الباهضة للحرب على اليمن وتنامي القدرة العسكرية لطهران والعجز والشيخوخة الذي أصاب امريكا وفشلها في حماية حلفائها والحرب في اوكرانيا قدمت البرهان على أن المتغطي بامريكا عريان”.

هذا ويؤكد المحلل السياسي محمد صادق الهاشمي ان “أمريكا تعاني الصدمة الكبيرة من التفاهم الإيرانيّ السعوديّ لأسباب كثيرة تتعلّق بحساباتٍ جوهريةٍ، منها مستقبل بايدن، ومنها ما يتعلّق بدور الصين، ومستقبل العلاقات الأمريكيّة السعوديّة وغير ذلك”.

وبين ان “إيران تمكنت من أنْ تدعم وتستنهض خطّ المقاومة الإسلاميّ ضدّ أمريكا، فإنّ المتغيّر الكبير في الجغرافيا السياسية أشْعَرَ السعوديّة ودول الخليج المرتبطة مصالحُها مع أمريكا أنّها محاصرةٌ بعد قوّة المقاومة في لبنان وإيران والعراق وسوريا واليمن , نعم تمكّنتِ المقاومةُ أنْ تفرض وجوداً واضحاً في المنطقة، وهذا الوجود تمثّله عناصر القوّة المتعددة والشعوب الشجاعة , والذي شكّل طوقاً يحاصر السعوديّة”.

واوضح ان “شعور السعوديّة ودول الخليج بقوّة المقاومة وتفوقها وسلاحها وتطوّرها وصمودها في عموم المنطقة، جعل السعوديّة تطلب من أمريكا تفكيك الحصار عنها، خصوصا أنها غرقت في حرب ثمان سنوات مع الحوثيين، إلّا أنّ أمريكا لم تقدّم شياً إلّا مشروع (الإبراهيمية)”.

ويؤكد الكاتب حسام الحاج ان “السعودية اختارت الشرق لأن زواجها الكاثوليكي مع الولايات المتحدة وصل الى طريق اللاعودة لحد الأن على الأقل، من جانب أخر شكل الاتفاق السعودي الإيراني، باستئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين المقطوعة منذ سبعة أعوام صفعة دبلوماسية قوية لإسرائيل ، كونه أحبط مساعي “إسرائيلية” استمرت لأعوام”.

وبين انه “من المنطقي ان لاتنجح المساعي لإسرائيلية وذلك لأفتقار بنيتها الأستراتيجية لشروط التحالفات الإستراتيجية مع الدول العربية وهي القيم المشتركة فالدولة العبرية لاتتطابق من حيث القيم مع الدول العربية و الإسلامية، وحيث لاتوجد مصالح مشتركة”.

ويقول الكاتب د.بلال خليفة ان ” المملكة العربية السعودية هي أكبر منتج للنفط في العالم وبالتالي اوجست خيفة من القرار الأوربي والذي من الممكن ان يستخدمه الغرب ضدها وبالتالي بدأت باتخاذ خطوات مهمة جدا على الصعيد العالمي، بالتقرب الى المعسكر الشرقي”.

وبين ان “التقارب الإيراني السعودي الا حلقة من تلك الخطوات الصحيحة والكبيرة والتي حتما ستغير خارطة القوى العالمية وخصوصا في مجال الطاقة في العالم”.

واوضح ان “الدولتين تمتلكان احتياط كبير من النفط فالسعودية تمتلك الاحتياط الثاني في العالم وإيران تمتلك الاحتياط الثالث في العالم ولكم ان تتخيلوا ان أكبر احتياط نفطي عالمي في العالم هو خارج الهيمنة الغربية”.

ويرى المحلل السياسي عباس الشطري ان “السعودية حاولت  بشتى الطرق واقساها لوقف النفوذ الإيراني في العراق واليمن ولبنان وسوريا وغيرها من الدول لكن دون جدوى ووجدت حصيلة ذلك تعقيد الموقف مع ايران دون بارقة امل بزحزحة ايران عن مواقعها وخصوصا وقوعها في الفخ اليمني الذي جعلها في أصعب موقف لاتحسد عليه”.

وبين الشطري ان ” الصواريخ اليمنية وجدت طريقها إلى الرياض وغيرها من المدن كما أنها أدركت أن الزمن تغير تماما بعد عدم نجاحها مع حليفاتها في إسقاط نظام بشار الأسد وعدم سقوط صنعاء والحديدة بيد العوبتها الحكومة اليمنية المدعومة عربيا وغربيا فضلا عن بروز رأس التنين الصيني على الساحة الدولية ومنافسته الشديدة للوجود الغربي في المنطقة”.

واوضح ان “السعودية وجدت لا مناص من إعادة ترتيب علاقاتها مع إيران خصوصا وأن اي اعتداء أميركي إسرائيلي على منشآت إيران ستكون السعودية في مرمى صواريخ ايرانية متطورة ستدك القواعد الأميركية في الظهران والخبر”.

في ذات الموضوع يقول الكاتب نعيم الهاشمي الخفاجي ان “منطقة الشرق الأوسط والخليج بحاجة ماسة لتنقية الأجواء والعمل على عودة العلاقات الطبيعية والأخوية بين دول الخليج وايران وسوريا وتركيا”.

واوضح انه “لا يمكن بقاء أعمال العنف والحروب إلى مالانهاية، والعمل على منع التدخلات الأجنبية، الفلسطينيين اختاروا خيار السلام بعد حرب الخليج الأولى بعد هزيمة صدام الجرذ بالكويت، وحضروا مؤتمر سموه مؤتمر مدريد للسلام، النتيجة بقت المماطلات والقتل مستمر ليومنا هذا”.

وترى النائب السابق سميرة الموسوي ان “هذا الاتفاق التاريخي برعاية صينية، لان  الصين هي المرشحة لإرساء نظام عادل عالمي جديد بالتعاون مع دول كبرى جديرة بالثقة ومنها إيران الاسلامية ، ويضاف الى هذا كله أن الصين حين تعقد إية إتفاقية لا تضع أية إشتراطات سياسية أو غيرها مما يثلم السيادة وكرامة الوطن والشعب ،فالصين جديرة بالثقة ورعايتها لأي إنجاز ستكون مضمونة”.

واوضحت الموسوي انه “على هذه الاسس كان الاتفاق على إستئناف العلاقات فكان كفّاً متعاظمة صفعت الوجود الصهيوإمبريالي،  وركلت مخططات الهيمنة وأوهام التوسع بالقوة أو بالحرب الناعمة ، أو بالفوضى الخلاقة، ولذلك فقد أعترت العالم المتنمّر وأعوانه من الغوغاء الاذلاء الدهشة والرعشة من هذا التطور النوعي.

ويرى المحلل السياسي عباس الزيدي ان “السعودية التي  عملت على دفع  الانظمة  التي تحت  سطوتها  الى التطبيع  لتلتحق بهم فيما بعد ، لانها تحاول ارضاء روسيا وفي نفس الوقت لاتخسر امريكا ولاتثير غضبها فهي ربيبتها وتأتمر بامرها”.

وبين ان “الرياض تحاول ان تحجز لها مقعدا في مشروع الصين ومشروع الشام معا  فهي لاتريد ان تضع بيضها  في سلة واحدة، ولا تريد ان تخسر موقعها الاقليمي المهزوز وهي حريصة ان لا تنفلت دول الخليج  من عقال سطوتها”.

واشار الى انها “على المستوى الاقليمي تحاول ان تكون الريادة والقيادة لها وهذا خارج موازين القوى المطلوبة  حسب السياقات المعروفة، ووفق مفهوم الخلافة والوالي الشرعي تحاول السيطرة على الأنظمة  والشعوب العربية والاسلامية”.

ونوه الى ان “السعودية تحاول ان تجد لها مأمن من الازمات الني تواجهها وخصوصا من ردود الافعال  الكارثية المتوقعة عليها سواء حال حصول حرب في المنطقة  او عدوان على جمهورية ايران الاسلامؤة او نتيجة لعدوانها على اليمن”.

ويقول الكاتب حازم احمد فضالة ان “الصين أثبتت بشراكتها في هذا الاتفاق، أنها مشتركة في قيادة الدبلوماسية وإدارتها في (غرب آسيا)، وهنا نقرأ متغيرًا جيوسياسيًا في السياسة الصينية، إذ انتقلت من التقوقع الجغرافي إلى اللعب الجيوسياسي، وهي شريك في تفعيل الدبلوماسية بين: سورية – السعودية، لبنان – السعودية، اليمن – السعودية… فضلًا عن إيران”.

وبين ان “الحضور الصيني الدبلوماسي الجيوسياسي في غرب آسيا، يستلزم -بالضرورة- تراجعًا جيوسياسيًا أميركيًا في غرب آسيا، والأميركي يعلم ذلك، وهو يتماهى معه”.

واشار الى ان ” المشروع الأميركي الإستراتيجي الذي بدأه الرئيس الأميركي الماضي ترمب، وهو (اتفاقات إبراهام – التطبيع)، وفعَّله ودعَّمه الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن؛ تحول إلى نفايات تكتيكية، تُرْكَم على إسرائيل “.

بينما يؤكد الكاتب وليد الطائي ان “التصالح السعودي الإيراني، هو تصالح يشمل منطقة الشرق الأوسط، سيسهم في استقرار بلدان كثيرة مثل اليمن سوريا لبنان العراق على كل المستويات الأمنية والاقتصادية والسياسية والإعلامية وإنهاء الصراعات والاحتقان الطائفي”.

وبين ان “العراق كان الراعي الرسمي لهذه المصالحة انطلقت في عهد حكومة عادل عبد المهدي، وسيكون داعما اساسياً لكل مشروع استقرار يسهم في استقرار المنطقة “.

وفي الختام يرى “مدير مركز الاتحاد للدراسات الاستراتيجية” محمود الهاشمي  انه ” لم يكن الاعلان عن عودة العلاقة بين السعودية وايران بالشيء غير المتوقع فكلا البلدين في حاجة الى مثل هذا الاعلان ،لاسباب عديدة تقع في مقدمتها التحولات الدولية التي تفرض اعادة النظر بالعلاقان بما يؤمن مصالح البلدان”.

ويضيف الهاشمي ان “برودة الاستقبال للرئيس الاميركي (بايدن)من قبل المسؤولين السعوديين ،وقمم السعودية الثلاث مع الصين افصحت عن تحول كبير بالمنطقة وان قادة البلد باتوا يرون في امريكا دولة لاتحترم تاريخ العلاقة مع اي بلد بالعالم فيما كان مشهد هروب الجيش الاميركي من افغانستان وقبلها من العراق ينهي اسطورة امريكا التي (لاتقهر)”.

واوضح ان “ايران بقيت تردد على مدى السنوات ان دول المنطقة بحاجة الى ترتيب علاقاتها وابعاد الارادات الدولية عنها ،وانها قادرة على حماية نفسها حتى تيقن الجميع ان ذلك (حقيقة )”.

ولفت الى ان “اصدقاء اميركا باتوا في وضع خطير بالمنطقة، فالاردن ومصر (المطبعتين )يعانيان من (الفاقة) وتدهور اقتصادي كبير ،ودول الربيع العربي في حال من الفوضى ،فيما اسرائيل بدأ الهزال يدب في اوصالها”.

ونوه الى ان “العلاقة بين السعودية وايران مهمة، لان في ذلك استقرارا لمنطقة الشرق الاوسط باجمعها، واكثر الدول انزعاجا هو الكيان الاسرائيلي المؤقت فقد فقدَ كذبة (التهديد الايراني)”.


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.