المسلة

المسلة الحدث كما حدث

شخصيات عرفتها.. المرجع السيد محمد سعيد الحكيم

شخصيات عرفتها.. المرجع السيد محمد سعيد الحكيم

6 أبريل، 2023

بغداد/المسلة الحدث: د. صلاح عبد الر زاق

الأسرة والنشأة

هو السيد محمد سعيد نجل آية الله السيد محمد علي بن السيد أحمد الحكيم. ويرقى نسباً إلى الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام. وهو السبط الأكبر للمرجع الأعلى السيد محسن الحكيم. وكان والده السيد أحمد الحكيم عالماً جليلاً ومجتهداً معروفاً.

ولد السيد محمد سعيد الحكيم في النجف الأشرف عام ١٩٣٦. وقد حظي برعاية والده لما وجد فيه من الاستعداد والقدرة على البحث العلمي. فباشر الوالد بتدريس ابنه محمد سعيد الدروس الفقهية المطلوبة في مناهج الحوزة العلمية حتى أنهى على يديه جل دراسة السطوح العالية.
في شبابه صحب كبار العلماء والفقهاء أمثال خاله السيد يوسف الطباطبائي الحكيم والشيخ محمد طاهر الشيخ راضي والسيد علي بحر العلوم والشيخ صادق القاموسي والشيخ هادي القرشي وكان يحضر مجالسهم.

دراسته وتدريسه في الحوزة العلمية
نظراً لنبوغه المبكر عهد إليه المرجع محسن الحكيم بمراجعة موسوعته الفقهية (مستمسك العروة الوثقى) استعداداً لطباعتها، فقام بذلك خير مقام. وكان السيد محمد سعيد يراجع الإمام الحكيم في بعض القضايا. الأمر الذي اكتشف فيه الإمام الحكيم مدى تفوقه العلمي فطلب منه مراجعة بعض الأجزاء المطبوعة منها.
درس السيد محمد سعيد على أيدي كبار فقهاء النجف الأشرف وأبرزهم والده السيد محمد علي الطباطبائي الحكيم حيث درس اللغة والنحو والمنطق والبلاغة والأصول والفقه. ودرس على يد جده لأمه المرجع محسن الحكيم أبواب الفقه. ودرس على المرجع الشيخ حسين الحلي الفقه والأصول. كما درس لدى السيد الخوئي في علم الأصول لمدة عامين.

بعد أن أتم السيد محمد سعيد عدة دورات في تدريس مستوى السطوح العالية للدراسة الحوزوية ، شرع في عام ١٩٦٨ بتدريس البحث الخارج علي كتاب (كفاية الأصول) للآخوند محمد كاظم الخراساني، وهو أشهر كتب الحوزة العلمية في أصول الفقه. وأتم الجزء الأول منه عام ١٩٧٢ حتى أتم الدورة الأصولية عام ١٩٧٩ ، ثم بدأ بدورة أصولية ثانية رغم ظروف الاعتقال التي تعرض لها في الفترة بين عامي ١٩٨٢ إلى عام ١٩٩٠ .
وقام بتدريس الفقه بمستوى البحث الخارج على كتاب (المكاسب) للشيخ الأنصاري في عام ١٩٧٩ . وفي عام ١٩٨١ بدأ بتدريس الفقه الاستدلالي على كتاب (منهاج الصالحين) للإمام محسن الحكيم.
وقد تخرج على يديه نخبة من علماء الحوزة العلمية حتى بلغ موقع المرجعية وصار أحد أربعة مراجع النجف الأشرف.

المرجع الحكيم يختفي عن النظام

قبل سجنه قد تم منع السيد محمد سعيد الحكيم من السفر من قبل النظام البعثي منذ وصوله للسلطة عام ١٩٦٨ ولم يرفع عنه حتى عام ١٩٧٤ عندما سمح له بالسفر لحج بيت الله الحرام. وبعد الحج بفترة أعيد منع السفر عليه مع المراقبة الشديدة.

في أحداث انتفاضة صفر عام ١٩٧٧ المتمثلة بقيام السلطة بمنع زوار الامام الحسين عليه السلام الذين كانوا يسيرون مشياً من النجف إلى كربلاء في زيارة الأربعين ، قامت قوات النظام البعثي باستخدام الطائرات والدبابات والمدرعات في تفريقهم واعتقالهم ومن ثم سجنهم وإعدام بعضهم. وقد عرفت بأحداث خان النص حيث وقعت المصادمة مع الزوار.

أصرّ السيد محمد سعيد الحكيم على المشي مع الزوار برفقة ثلة من فضلاء وشباب أسرة الحكيم ، والذين استشهد بعضهم فيما بعد. وواصلوا المسير حتى وصلوا حرم الامام الحسين (ع) رغم وجود سيطرات النظام وجيشه الكثيف. وصارت قوات الأمن تلاحق جميع الشخصيات وقادة المواكب الذين شاركوا في الانتفاضة.

بعد عمليات القتل والاعتقال الجماعي للمشاركين في الزيارة ، وصل لعلم السيد محمد سعيد أنه من المطلوبين للنظام. اضطر السيد محمد سعيد الحكيم إلى مغادرة بيته مع أبنائه للاختفاء عن عين السلطة. أقام في أحد البيوت المهجورة لا يعلم به أحد سوى زوجته التي كانت تتردد عليه خفية بعيداً عن أزلام النظام وعيونه. بقي مختفياً حتى أصدرت محكمة الثورة أحكامها بالاعدام والسجن على مجموعة من المعتقلين من الزوار، وإلى ما بعد غلق قضية خان النص.

في ١٧ تموز ١٩٧٩ وصل صدام لسدة رئاسة الجمهورية ، ودخل الشعب العراقي في محنة كبيرة وكابوس أشد ظلمة. فكانت الضغوط والملاحقات تتصاعد على العراقيين وخاصة طلاب وأساتذة الحوزة العلمية في النجف الأشرف التي كانت تقلق النظام بعد أن شاهد سقوط الشاه على يد الامام الخميني وما أحدثت من هزة عنيفة في المنطقة والعالم. وقد تعرض الشهيد محمد باقر الصدر للاعتقال ثم الإعدام في ٩ نيسان ١٩٨٠ . كما تم تسفير عشرات الآلاف من العراقيين بحجة أن أصولهم إيرانية. ولم ينته عام ١٩٨٠ حتى شن صدام الحرب على الجمهورية الإيرانية والتي استمرت ثمان سنوات وراح ضحيتها مليون عراقي.

صدام والمؤتمر الإسلامي الشعبي
أثناء الحرب على إيران حاول صدام تحشيد الرأي العام الإسلامي ضد إيران وإيجاد الضد النوعي للإعلام الإيراني الذي يستند على الشعارات والمفاهيم الإسلامية. وكان صدام يستشعر الخطر الإعلامي وتأثيره أكثر من غيره لأنه يدرك أهمية الترسانة الإعلامية التي بناها لإقناع العرب والمسلمين بممارساته وحروبه. ورغم أن الاعلام العربي وخاصة الخليجي والغربي كان يقف إلى جانب صدام لكنه بقي يفتقد للدعم الديني المهم في الحرب ضد إيران الاسلامية.
دعا صدام إلى عقد مؤتمر بعنوان (المؤتمر الإسلامي الشعبي) في بغداد ، على أساس أن يحضره علماء المسلمين من خارج العرق وداخله ليكونوا ضمن الجوقة الدعائية لنظام البعث، ولإظهار أن علماء المسلمين يدعمون مواقفه ومعاركه ضد المسلمين الإيرانيين بذريعة فتوى العلماء بالجهاد ضد (البغاة الإيرانيين) على حد زعمه.
وكان من اللازم الضغط على علماء الحوزة العلمية في النجف الاشرف بهدف إشراكهم بالمؤتمر بكل الطرق. وانتهى الأمر بضرورة استقدام عدد من أسرة آل الحكيم لما لهم من مكانة علمية وجماهيرية ، وإبراز أن الأسرة لا تؤيد الشهيد السيد محمد باقر الحكيم الذي كان يقود المعارضة من طهران.

اعتقال آل الحكيم وإعدام كوكبة منهم

أرسل صدام عدة وفود إلى أسرة الحكيم يدعوهم للمشاركة في المؤتمر لكنه وجد صدوداً كبيراً. عندها عاد لاستخدام أساليب القوة والتهديد والتلويح بالعقوبات إذا لم تنفذ الأسرة ما يريد صدام.
أرسل النظام وفداً يضم مدير أمن النجف الأشرف المعروف باسم أبي مخلص وشخصاً آخر قال إنه مبعوث صدام إلى بيت السيد الشهيد محمد رضا نجل المرجع السيد محسن الحكيم. أبلغ الوفد أن صداماً يصر على مشاركة الأسرة في المؤتمر ، وأنه إذا رفضت الأسرة الحضور سيعتبرها معادية له. رفض السيد محمد رضا الحضور مهما كانت الظروف والضغوط. خرج الوفد غاضباً لفشل المهمة التي أوكله إياها صدام.
عقد المؤتمر في عام ١٩٨٣ ولم يحقق هدفه الداخلي رغم حضور مئات من العلماء السنة من خارج العراق وداخله. شعر النظام بفشله بسبب تغيّب آل الحكيم عنه ، فأصدر صدام أمراً باعتقال الأسرة انتقاماً منها.
بعد حوالي أسبوعين على انعقاد المؤتمر وفي ليلة ٩ / ١٠ مايس ١٩٨٣ تم اعتقال أكثر من سبعين شخصاً من أسرة الحكيم بضمنهم مراجع ومجتهدين أمثال السيد يوسف الحكيم والسيد محمد علي الحكيم والسيد محمد حسين الحكيم والسيد محمد تقي الحكيم والسيد مجيد الحكيم والسيد عبد الصاحب الحكيم والمترجم له السيد محمد سعيد الحكيم وابنه السيد رياض وفيهم سيدات وأطفال لم يبلغوا الحلم. كانت جريمة وحشية لم تجد لها نظيراً في تاريخ العراق والنجف الأشرف. تعرض المعتقلون لصنوف التعذيب في زنزانات مديرية الأمن العامة. وتم إعدام كوكبة منهم تضم ستة عشر من العلماء والشباب في وجبتين (واحدة ستة والأخرى عشرة شهداء) غادروا هذه الدنيا صابرين مظلومين.

المرجع السجين

لعل السيد محمد سعيد الحكيم من القلائل من المراجع العظام الذي تعرض للسجن فترة طويلة. في حين تعرض بعض المراجع للاعتقال لمدة قصيرة كالشهيد السيد محمد باقر الصدر والسيد علي السيستاني وآخرين. بقي السيد محمد سعيد الحكيم سجيناً لمدة ثمان سنوات وأشهر من ٩ مايس ١٩٨٣ ولغاية ٧ حزيران ١٩٩١.
في المعتقل تعرض السيد محمد سعيد ووالده السيد محمد علي والكثير من شخصيات الأسرة للتحقيق المتواصل مع الإساءة التي يتفنن أزلام النظام بها. بدأ السيد يعتاد مع أجواء المعتقل ويوصي باقي المعتقلين بالصبر والثبات والتوكل على الله.
ولتوافر الوقت والتفرغ التام بدأ السيد محمد سعيد بإعطاء دروس في تفسير القرآن للمعتقلين. وعندما شعر حراس السجن بنشاطه وتفسيره فتحوا تحقيقاً معه لأن التثقيف الديني كان ممنوعاً ويعرض صاحبه لعقوبة الإعدام. اضطر السيد للتوقف عن التفسير لكنه استمر في إلقاء محاضرات بشكل سري في المناسبات الإسلامية. كما بادر إلى تحفيظ القصائد الدينية التي كان يحفظها لبعض شباب الأسرة بعيداً عن مراقبة الحراس.

في شهر آذار ١٩٨٥ قامت السلطة بنقل المعتقلين من آل الحكيم من معتقل مديرية الأمن العامة في بغداد إلى سجن أبي غريب السيء الصيت. وتم إيداعهم في الأقسام المغلقة التابعة للأحكام الخاصة المسماة بـ (قاف ٢) حيث تمنع عليهم الزيارة. وفرقوهم إلى جماعتين في زنزانتين كي لا يتصل بعضهم ببعض. وكان معهم سجناء آخرون محكومون بالسجن لمدد مختلفة من معارضي النظام البعثي.
وكانت الزنازين مكتظة بالسجناء السياسيين مما عرضهم إلى مرض السل الرئوي بسبب عدم وجود النظافة. من جانب آخر تقلصت الرقابة على السجناء مما فتح أفسح المجال أمام السادة آل الحكيم لمزيد من العمل والنشاط الفقهي والعقائدي والتربوي.

انتهز السيد محمد سعيد الحكيم الفرصة فانشغل بإلقاء المحاضرات الإسلامية والثقافية. كما توفق بتأليف عدد من الكتب الفقهية والأصولية وسيرة النبي (ص) والأئمة (ع) معتمداً على ذاكرته ويكتبها على علب السكائر. وقد أكملها بعد الافراج عنه وطبعها.
وكان يهتم بالمعتقلين ويتابع المرضى منهم بمساعدة بعض الأطباء المسجونين، ويكلف بجلب الأدوية لهم من خارج السجن. وكانت نساء الأسرة اللاتي يأتين لزيارتهم يجلب معهن أدوية للسجناء الآخرين وكذلك الملابس والمؤن. طبعا حدث ذلك بعد أن سمحت السلطة بزيارة السجناء في أبي غريب.

الانتفاضة الشعبانية والمرجع الحكيم

بعد هزيمة النظام في حرب الكويت وانسحاب القوات العراقية قام المجاهدون الثوار بانتفاضة عرفت بانتفاضة آذار ١٩٩١ التي عمت أغلب محافظات العراق وخاصة الشيعية والكردية. ورغم الاعتقالات والاعدامات والمقابر الجماعية التي غطت المدن الشيعية لكن النظام صب جام غضبه على أسرة آل الحكيم السجناء عنده. وتعرض السيد محمد سعيد الحكيم إلى صنوف التعذيب رغم ضآلة جسده وكبر سنه لكنه واجه الجلاد بصمود وصبر.

إطلاق سراح أسرة آل الحكيم

في حزيران ١٩٩١ أصدر صدام قراراً بالعفو عن المسجونين فشمل آلافاً من السجناء ومن بينهم أسرة آل الحكيم. عاد السيد محمد سعيد الحكيم إلى نشاطه في العمل التبليغي وتوزيع الكتب وإقامة الدورات والمشاريع الثقافية. كما انشغل بالدروس الحوزوية رافضاً التصدي للمرجعية بوجود السيد أبو القاسم الخوئي.
وقد سمح له النظام بمغادرة العراق للعلاج في لندن ، فزارها وبقي عدة أسابيع لكنه عاد إلي العراق رغم إصرار بعض المؤمنين عليه بالبقاء خارج العراق.

التصدي للمرجعية

بعد رحيل السيد الخوئي عام ١٩٩٢ كثر الرجوع إلى سماحته والطلب منه بالتصدي للمرجعية من قبل المؤمنين وفضلاء الحوزة العلمية من داخل العراق وخارجه فاقتنع بذلك وأعلن عن مرجعيته ورتب مكتبه وممثليه ودروسه وطلابه.
وأبدى سماحته اهتماماً ملحوظاً بالجماهير العراقية وكذلك الجاليات العراقية المقيمة في أوربا وأمريكا وكندا وأستراليا والبلدان المسلمة الأخرى. كما اهتم بأمور المؤمنين في الباكستان وأفغانستان وآذربايجان والقفقاس. وكان لا يتوانى في إصدار البيانات والتنديد بعمليات القتل العشوائي ضد الشيعة وتفجير مساجدهم وحسينياتهم في الباكستان. ويرسل الرسائل إلى الرؤساء فيها مثل نواز شريف. كما تعاون مع رئيس جماعة نهضة العلماء في أندونيسيا عبد الرحمن وحيد في إفشال مخطط الوهابية لتكفير الشيع ومنع نشاطاتهم هناك عام ١٩٩٥ . وأبلغ سماحته الحكومة الماليزية بقلق المرجعية الدينية بسبب اعتقال عدد من الشيعة هناك بتأثير الجماعات المتطرفة. وتم التنسيق مع الشيخ محمد مهدي شمس الدين رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان حول ذلك الأمر. واستنكر سماحته تصريحات مفتي الأزهر لتكفير الشيعة. واتصل بالشيخ شمس الدين للضغط على مفتي الأزهر لتلافي تلك التصريحات ومنع تكرارها.
كان أحد المرجعيات البارزة للمسلمين الشيعة، ليس في العراق وحسب، بل كان له مقلدون في دول الخليج العربي، وإيران، ولبنان، وباكستان، وأفغانستان، والهند، فضلاً عن الولايات المتحدة الأميركية، والقارة الأوربية.
وقد أيد سماحته وثيقة مكة المكرمة عام ٢٠٠٦ التي كتبت بإشراف مكتب السيد السيستاني وإطلاع المرجع الأعلى. وقد وقّع عليها عدد من العلماء والمفكرين العراقيين من الشيعة والسنة والتي اشتملت على عشرة بنود تؤكد على الاحترام المتبادل بين السنة والشيعة فيما يتعلق بالعقائد والأموال والأنفس والمساجد والحسينيات والأوقاف وحرمة قتل المسلم بسبب عقيدته ومذهبه. كما أكدت على تحقيق المصالحة الوطنية في العراق ومواجهة الجماعات المسلحة.

وفاته

في يوم الجمعة ٢٥ محرم عام ١٤٤٣ هج الموافق ٣ أيلول ٢٠٢١ رحل إلى ربه عن عمر ناهز ٨٥ عاماً اثر إصابته بسكتة قلبية ، بعد ثلاثة أيام من إجراء عملية جراحية في مستشفى الحياة الأهلية بالنجف الأشرف.
وقد نقلت جنازته من مكتبه إلى كربلاء المقدسة أولاً حيث شارك الآلاف في تشييع جنازته. ثم نقلت إلى النجف الأشرف ليقام تشييع آخر ثم جرت مراسم الصلاة على الميت في صحن الامام علي (ع) شارك فيه عشرات الآلاف بضمنهم أساتذة وطلاب الحوزة العلمية وشخصيات سياسية وحكومية وعسكرية. وتم دفن الفقيد في غرفة رقم ٢٨ في الصحن المطهر.

وفيما أعلنت الحكومة الاتحادية في بغداد الحداد العام ليوم واحد ، قررت الحكومة المحلية في النجف الاشرف حدادا لمدة ثلاثة أيام.

وقد أصدر المرجع الأعلى السيد علي السيستاني بياناً عزّى فيه رحيل الفقيد الحكيم جاء فيه:

(( بسم الله الرحمن الرحيم
إنا لله وإنا إليه راجعون

تلقيت ببالغ الأسى والأسف نبأ رحيل العالم الرباني فقيه أهل البيت ( علیهم السلام) آية الله السيد محمد سعيد الطباطبائي الحكيم (رضوان الله عليه).
لقد خسرت الحوزة العلمية في النجف الاشرف بفقده أحد أعلامها وفقهائها البارزين، الذي نذر نفسه الشريفة لنصرة الدين والمذهب وكرس حياة المباركة لخدمة العلم واهله وخلف تراثا علميا جليلا يحظى بمكانة سامية.
وإنني اذ أعزّي في هذا المصاب الجلل امامنا صاحب العصر (ارواحنا فداه) والحوزات العلمية وأسرة الفقيد السعيد – ولاسيما اخويه الجليلين وانجاله الكرام ـ والمؤمنين عامة، اسأل اللہ العلي القدير أن يرفع درجته في عليين ويحشره مع اوليائه محمد وآله الطاهرين وأن يلهم اهله ومحبيه الصبر والسلوان ، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم”.
علي الحسيني السيستاني ، ٢٦ المحرم الحرام ١٤٤٣ هجرية الموافق ٤ أيلول ٢٠٢١ ))

وعزى المرجع الديني آية الله الشيخ بشير النجفي بوفاة المرجع الديني الكبير آية الله السيد محمد سعيد الحكيم ببيان جاء فيه:
“فجعت الأمة الإسلامية وأتباع أهل البيت (ع) بالخصوص بنبأ رحيل المرجع الديني الكبير العظيم آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم عن هذه الدنيا الفانية إلى الرفيق الأعلى وإلى أحضان جدّه رسول الله ص وأمه الزهراء وأبيه علي بن أبي طالب عليهم السلام”.
وأضاف، إن “المرجع الراحل قد وُفِّق لخدمة دين جدّه وتربية العلماء في حوزة جدّه {ع} أكثر من نصف قرن”.
وتابع المرجع النجفي :”إننا بهذا المصاب الجلل نقدّم التعازي إلى ولي الله الأعظم عج وأسرته الكريمة وإلى العلماء وإلى المؤمنين كافة، فسلام الله عليه يوم ولد ويوم توفّاه الله ويوم يبعث حياً، تغمده الله سبحانه بوافر رحمته إنه سميع مجيب ولا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم”.

وأصدر المرجع الديني سماحة آية الله الشيخ محمد إسحاق الفياض، بيان تعزية جاء فيه:

(بسم الله الرحمن الرحيم
(الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون)
تلقينا ببالغ اﻷسى والحزن نبأ رحيل فقيه أهل البيت عليهم السلام آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم (قدس سره) الذي قضى عمره المبارك في نشر تعاليم أهل البيت عليهم السلام، وخدمة المؤمنين والحوزة المباركة.
وبهذه المناسبة اﻷليمة نرفع تعازينا إلى مولانا صاحب العصر (أرواحنا فداه) وإلى الحوزات العلمية واﻷسرة الكريمة من السادة آل الحكيم لا سيما أبناءه وإخوته اﻷجلاء والمؤمنين كافة.
ونسأله تبارك وتعالى أن يتغمد الفقيد السعيد بواسع رحمته ويحشره مع أجداده محمد وآله والطاهرين ويلهم ذويه ومتعلقيه ومحبيه الصبر والسلوان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
محمد إسحاق فياض ، ٢٦ محرم الحرام ١٤٤٣ هجري الموافق ٤ أيلول ٢٠٢١ م )
من جانبه نعى سماحة السيد عمار الحكيم وفاة المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم جاء فيه:
فجيعة كبرى ألمت بقلوبنا وقلوب المسلمين واتباع أهل البيت و شعبنا العراقي برحيل علم كبير من أعلام مدينة العلم والعلماء النجف الأشرف وحوزتها المباركة وركن من أركان المعرفة والهداية والفقاهة عميد أسرة آل الحكيم”.
وأشار الى ان المرجع الرحل “من أسرة العلم والفقاهة والشهادة، تلك القامة العلمائية التي امتازت بالزهد والعلم والحرص على الدين والوطن لترتحل راضية مرضية إلى بارئها بعد عمر قضاه في التدريس و بناء جيل من العلماء العاملين وترصين مباني مدرسة أهل البيت عليهم السلام في الفقه والأصول والعقيدة والجهاد في سبيل الله والسجون والزنازين المظلمة في عهود الدكتاتورية.

وأصدرت هيأة الحشد الشعبي بياناً جاء فيه :

نرفع آيات الحزن والأسى بالمصاب الأليم للأمة المتمثل برحيل آية الله العظمى المرجع السيد (محمد سعيد الحكيم) الذي غادرنا جسدا نهار هذا اليوم إثر سكتة قلبية”.
وأضاف “لقد كان للمرجع الكبير سفر خالد في ميادين الحوزة العلمية وحلقات تدريس العلوم الدينية ورعاية المنظمات الاجتماعية التكافلية، فضلا عن مقارعته النظام المقبور ودعمه وإسناده للحركة الجهادية في العراق خلال معاصرته المراحل الصعاب الشداد التي مر بها بلدنا الصابر، ومنها محنة الإرهاب الدموي وما رافقها من تداعيات حتى تأسيس الحشد الشعبي الذي نال دعمه المؤثر ووصاياه المهمة الى جانب بقية المراجع العظام في النجف الأشرف”.
وتابع البيان “إذ تعزي هيأة الحشد الشعبي الامة الاسلامية والشعب العراقي واسرة آل الحكيم المجاهدة فإنها تؤكد أن ما تركه السيد الحكيم هو ارث كبير وخط ماثل سيبقى نور هدى وهداية في سبيل حفظ الدين وحماية الارض والمقدسات”.

مؤلفاته المرجع الحكيم

بلغت مؤلفات السيد محمد سعيد الحكيم أكثر من عشرين بين كتاب ورسالة فقهية:
• المحكم في أصول الفقه، وهو دورة في علم الأصول كاملة وموسعة، تشتمل على ستة مجلدات، اثنان منها في مباحث الألفاظ والملازمات العقلية، ومجلدان في مباحث القطع والأمارات والبراءة والاحتياط، ومجلدان في الاستصحاب والتعارض والاجتهاد والتقليد.
• مصباح المنهاج ، وهو فقه استدلالي موسع على كتاب (منهاج الصالحين)، وقد أكمل منه إلى الآن خمسة عشر مجلداً، في الاجتهاد والتقليد، وكتاب الطهارة، وكتاب الصوم، وكتاب الخمس ـ كتبه في فترة الاعتقال القاصية ـ وكتاب المكاسب المحرمة.
• الكافي في أصول الفقه ، دورة في تهذيب علم الأصول، بدأ بها في فترة الاعتقال، اقتصر فيها على البحوث المهمة في علم الأصول، طبع في مجلدين.
• كتاب في الأصول العملية، كتبه اعتماداً على ذاكرته في فترة الاعتقال لم يكن بين يديه أي مصدر، ودرّس الكتاب نفسه آنذاك، ولكنه ـ وللأسف ـ أتلف في فترة الاعتقال للخشية في العثور عليه حيث تسربت أخبار بوجود حملة تفتيش وكان العثور عليه قد يؤدي إلى الإعدام.
• حاشية موسعة على رسائل الشيخ الأنصاري مهيئة للطبع في ستة مجلدات.
• حاشية موسعة على كفاية الأصول، كتبها أثناء تدريسه الخارج على الكفاية في خمسة أجزاء.
• حاشية موسعة على المكاسب، كتبها أثناء تدريسه خارج المكاسب، تقع في مجلدين، إلى مباحث العقد الفضولي.
• تقريرات درس الإمام السيد الحكيم (قدس سره) في كتب: النكاح، والمزارعة، والوصية، والضمان، والمضاربة، والشركة.
• تقريرات بحث أستاذه الشيخ الحلي (قدس سره) في علم الأصول.
• تقريرات بحث أستاذه الشيخ الحلي أيضاً، في الفقه.
• تقريرات بعض ما حضره عند آية الله العظمى السيد الخوئي (قدس سره).
• كتابة مستقلة في خارج المعاملات ، كان سيدنا المترجم له (قدس سره) ينوي إكماله عندما تسنح له الفرصة.
• رسالة عملية في فتاواه، في العبادات والمعاملات وفي ثلاثة أجزاء بعنوان (منهاج الصالحين).
• فقه القضاء ، بحث استدلالية في مسائل مستجدة في القضاء
• الأحكام الفقهية: وهي رسالة عملية أيضاً، ترجمت الى اللغتين الفارسية والاردو.
• الفتاوى: وهي أجوبة استفتاءات كانت ترد على سماحته في مختلف الموضوعات، ترجمت أيضاً إلى اللغة الفارسية ، صدر منها القسم الأول.
• رسالة توجيهية إلى المؤمنين في جمهورية آذربايجان والقفقاس، ترجمت كذلك إلى اللغة الآذرية.
• رسالة توجيهية إلى حجاج بيت الله الحرام.
• رسالة في الاصولية والاخبارية.
• فقه الكومبيوتر والانترنت.
• فقه الاستنساخ البشري
• مرشد المغترب ، توجيهات وفتاوى
• رسالة أبوية ومسائل فقهية تهم المغتربين
• أصول العقيدة
• حوارات فقهية
• في رحاب العقيدة ، وهو حوار مفصل في ثلاثة أجزاءـ مع أحد الشخصيات الاردنية حول الكثير من مسائل العقيدة.
• فاجعة الطف ، أبعادها ، ثمراتها وتوقيتها ، بحث تحليلي في النهضة الحسينية
• الأحكام الفقهية ، وهي رسالته العملية في العبادات والمعاملات.

مراسلاتي مع سماحته

كان المرجع الحكيم يولي اهتماماً كبيراً بالجاليات العراقية المقيمة في المهجر. وكان مكتبه يقوم بإرسال الخطابات والبيانات في المناسبات الإسلامية والأحداث التي يكون الشيعة ضحيتها. وكنت أستلم رسائله وتوجيهاته بالفاكس وهو الوسيلة الأسرع آنذاك في التسعينيات حيث لا وجود للواتساب وغيره من برامج المنصات الاجتماعية. نعم كان الإيميل موجوداً لكن النظام العراقي كان يمنع استخدام الايميل أو البريد الالكتروني والحواسيب والطابعات الشخصية ، ويمنع بيع أجهزة الاستنساخ حيث يقتصر استخدامها على مكاتب معينة مرتبطة بأجهزة الأمن.

توجيهاته للمغتربين

وكان سماحته يبعث توجيهاته قبل شهر محرم الحرام وشهر رمضان وغيرها من المناسبات الإسلامية. وكان لا يتردد في إظهار تضامنه وتعاطفه مع المؤمنين خارج العراق حيث يقول في بعض توجيهاته آنه (لا يزال في ألم وحسرة لمعاناتهم في غربتهم، ولفراقهم لبلادهم وأهاليهم. ولا زلنا نبتهل إلى الله جل شأنه في أن يعينكم جميعاً في محنتكم، ويلطف بكم في بليّتكم، ويحسن لكم التيسير، ولا يخذلكم في العسير ، وأن يعينكم ولا يكلكم إلى أنفسكم في الأمور إنه الرؤوف بالمؤمنين، الرحيم بهم).

وكان يوصي بالتمسك بالقيم والأخلاق الإسلامية التي تعكس منهج أهل البيت عليهم السلام. ويؤكد على أهمية العناية بالجيل الثاني والثالث في المهجر حيث يقول سماحته (عليكم بالاهتمام بالجيل الجديد الذي ولد أو نشأ في بلد الغربة. هذا الجيل الذي لم يعش الجو الذي عشتموه، ولا ألف المفاهيم التي ألفتموها، بل عاش في جو بعيد عن ذلك… فعليكم أن تغذّوهم بأصول الإسلام والايمان وتعاليم الدين الحنيف ، والخلق الإسلامي الرفيع… وتهيئوا لهم الجو المناسب في البيت وفي مجالسكم ومجامعكم ومعاهدكم، لينشدّوا لتلك الجذور الطيبة والأصول المثمرة، حتى يعيشوها في وجدانهم وعقولهم).

ويتناول سماحته العلاقة بين المؤمنين والمجتمعات الغربية المضيفة لهم فيقول ( كما أكد أئمتنا (ع) على حسن مخالطة الناس ومعاشرتهم بالمعروف واحترام مشاعرهم.
وأنتم أيها المؤمنون المغتربون في بلا تعّود أهلها احترام القانون ، ومراعاة النظام وتقديسه، وهم ينظرون إليكم كضيوف في بلادهم، ونزلاء عندهم ، يرون أنهم قد أحسنوا إليكم حين قبلوكم واستضافوكم. وكلما ظهر منكم الالتزام بالنظام واحترام القانون كبرتم في نفوسهم، وفرضتم احترامكم عليهم، واحترام دينكم ومبادئكم الشريفة).

وكان سماحته يجيب على استفتاءات المغتربين فيما يتعلق بأمور الخاصة بدول المهجر مثل حكم الصيام في نهار يمتد إلى ٤٥ يوماً في النرويج. وكذلك أحكام الأطعمة أو المواد المضافة إليها ، والذبح الحلال وعلاج أمراض العقم وأطفال الأنابيب ومنع الحمل، ومصافحة النساء الأجنبيات. إضافة إلى أحكام الفوائد والبنوك والقروض . كما حذر سماحته من مشاهدة المسلسلات المكسيكية التي تجعل الخيانة الزوجية شيئاً طبيعياً.

ومن الإصدارات الرائعة بهذا الصدد كتابه (مرشد المغتربين) المخصص لمسائل الهجرة وفقه المهجر. وهو كتاب كبير الحجم (٥٠٠ صفحة) يضم واحد وعشرين فصلاً في مسائل الهجرة والمغتربين. تناول سماحته الكثير من مسائل الابتلاء في الغرب بدءا من العقائد والأخلاق ، مروراً بممارسة العبادات ، وانتهاءاً باجتناب الأعمال المحرمة في البيع والشراء والغش والتدليس والكذب والتحايل على القوانين الغربية.

لقائي مع المرجع الحكيم

كنت أعمل مديراً عاماً للعلاقات والاعلام في ديوان الوقف الشيعي وكنت عضوا في الهيأة العراقية للغذاء التي تشرف على إجراءات الذبح الشرعي .
في ٣١ أذار عام ٢٠٠٤ سافرت إلى النجف وتوجهت مباشرة إلى منزل المرجع السيد محمد سعيد الحكيم الذي يقع في حي الجديدة. هذا المسكنُ الزهيد في معماره، كان مقصداً لمختلف زوار مدينة النجف، من سياسيين وباحثين وإعلاميين وسفراء، من مختلف الأديان والمذاهب، حيث طالما استقبل المرجع الحكيم شخصيات من تيارات عدة، كانت تجد لديه القدرة على الحوار المنفتح دون عُقد.
في إحدى المرات، زاره وفدٌ من رجال الدين المسيحيين، استقبلهم بحفاوة، وقال لهم: أنتم تبحثون عن الحقيقة، وأنا أبحث عن الحقيقة، فتعالوا نبحث عنها سوية. وبحسب راوِية القصة والذي كان حاضراً، يقول: كان السيد الحكيم في هذا المجال شخصية غير تقليدية بالمعنى الكلاسيكي، فقد كان محباً للحوار مع مختلف العلماء والإعلاميين والباحثين، وكان يجلس ويستمع ويتحدث لهم بحيوية كبيرة، وكان مجلسه عامراً بزوار النجف.

استقبلني ولده السيد رياض ، ثم دخلت صالة واسعة هي (البراني) ، سلمت على المرجع السيد الحكيم وكان طاعناً في السن، عليه آثار التعب البدني بسبب الفترة التي قضاها في سجون صدام، لكن روحه ونفسه كانت أريحية ومنفتحة ومتفائلة.
حدثته عن وظيفتي ومهمتي التي قدمت من أجلها ، وأعطيته فكرة عن قضية الذبح الإسلامي والإشكالات التي ترافقها خاصة عندما تكون بعيدة عن الرقابة الشرعية. ثم طرحت عليه مجموعة من الأسئلة أعددتها مسبقاً فأجابني حسب فتواه ، وأكد على الذبح باليد وأهمية التسمية على الذبيحة واستقبال القبلة أثناء الذبح. وأما بالنسبة للحم المستورد فقد قال بأنه إذا كان مستورداً من دولة مسلمة ويحتمل أن يكون الذبح شرعياً فاللحم حلال. وإذا كان من بلد كافر أو من بلد مسلم وتعلم بأنه غير مذكى بالوجه الشرعي فهو حرام.
وحول هدف الهيأة العراقية للغذاء قال المرجع السيد الحكيم: إن الإشراف على الذبح في العراق هو أفضل لأن هناك تسامحاً كثيراً في الذبح حالياً ، ويفضل أن تشكل لجنة للإشراف على هذا الأمر ، بل قد يكون واجباً. وحول استيراد اللحم من الخارج قال سماحته: يفضّل وجود مسلمين يشرفون على عملية الذبح. وبارك جهودنا في توفير اللحم الحلال للناس ثم قال: أنتم أهل هذه البلاد وتعرفون أنها قدوة للناس وليس كسائر البلدان لما يمثله من أهمية وهيبة وقدسية في نفوس المسلمين. ووجود العتبات المقدسة وخاصة مرقد أمير المؤمنين (ع) ، فالحفاظ على قدسية البلد أمر هام .
والغريب أن السيد محمد سعيد الحكيم كرر أمامي مرتين جملة يقول فيها: ( أنا عندما كنت في لندن للعلاج ، كنت آكل اللحم وأنا مطمئن أنه حلال، أكثر من العراق لأن تلك الدول تصدق مع الناس، وعليها رقابة شديدة ، فلا تكذب على أهلها). لقد كان سماحته يوضح الأمور بشكل عملي ، ويدعو إلى مراقبة اللحم الحلال في السوق العراقية ، وضرورة اتخاذ كل الإجراءات للتأكد من أنه مذكى حسب الشريعة الإسلامية.
وفي ختام اللقاء سلمت على سماحته وأوصى بإعطائي عدداً من كتبه فقام ولده الصالح السيد رياض الحكيم بذلك ورافقني حتى مغادرة المكتب.

 


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author