المسلة

المسلة الحدث كما حدث

من امن العقاب اساء الادب

من امن العقاب اساء الادب

26 أبريل، 2023

بغداد/المسلة الحدث: كتبت سارة جاسم..

يختطف الطفل ويقتل تقطيعا او خنقا او بضربة على الراس تهشم جمجمته، ثم يعثر على الجثة بعد أيام ويتم القاء القبض على خاطفه الذي ربما لم تكن هذه مرته الأولى بالاعتداء على طفل ولكنها الحالة الأشد قسوة وايلاماً ، اذ ان حالات التحرش والاغتصاب  من قبل الأصدقاء والاقارب للأطفال في مجتمعنا عديدة ولكن يتم التعتيم عليها كونها تمس شرف وكرامة العائلة.

زيادة وتفاقم ظاهرة “التحرش واغتصاب الأطفال” مع مطلع العام الحالي في العراق ، بعضها انتهت بالقتل وآخرين يعيشون مع هذه الذكرى البشعة التي ستبقى عالقة في اذهانهم على مر السنوات.

أحاديث كثيرة حول تفشي هذه الظاهرة ويرجعها مختصون إلى قلة الوعي وتراكم الضغوط جراء الفشل السياسي في بناء دولة مستقرة وفيها قانون يحمي المواطن من الجرائم بمختلف آثارها، فضلًا عن الحروب والفوضى المستمرة منذ عقود بالإضافةالى تعاطي المخدرات التي اصبحت أيضا جزء أساسي من ظواهر مجتمعية خطيرة .

حالات الاغتصاب المعلنة هي من الغرباء للضحية لكن ماخفي أعظم هناك حالات اغتصاب من آباء لأطفالهم وهي كارثة تذهب بالمجتمع الى منحى مخيف وخطير ، والادهى يتم سحب القضية والتنازل من قبل العائلة خوفًا من الأعراف العشائرية والعادات المجتمعية، مما يؤدي إلى غلق القضية.

” البيدوفيليا ” هذا هو المصطلح الذي يطلق على المعتدين جنسياً على الأطفال و هو اضطراب نفسي يتميّز بالانجذاب والميول الجنسي للأطفال من كلا الجنسين أو أحدهما .

هم لا يكشفون عن هويتهم ولا يتقدمون لطلب العلاج إلّا بعد تورّطهم في المساءلات القانونية نظرا لوصمة العار التي تتعقبهم.

ورغم ان العراق من أوائل الدول التي صادقت على اتفاقية حقوق الطفل التي أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1989. الا أنه يشهد ارتفاع كبير في انتهاكات الاطفال من نواحي عديدة تبدأ بالعنف المنزلي وتنتهي بالأغتصاب والقتل .

كما ان المنظومة العشائرية لها تأثير كبير في حياة المجتمع العراقي، لكن مع كل القوة التي تملكها لا نجد لها تأثير حقيقي في ردع الجريمة، فالعشائر لا تلاحق ابنائها المجرمين وتسكت عنهم، فان وقعوا في حادثة ما وقفت معهم ودافعت عنهم! وهذا ما يجعل الانسان المجرم محمي من قبل العشيرة.

يحتاج المجتمع العراقي الى فرض قوة القانون ووسائل حماية أكبر لحماية الأطفال

أذن ينبغي على الدولة ان تنزل اقصى العقوبات بحق المخالفين عن القانون وتشريع قوانين صارمة من اجل منع وتكرار مثل هكذا جرائم التي هي ضد الانسانية، والأسراع أيضاً بتشريع قانون حماية الطفل الذي لا يزال على طاولة البرلمان
وفرض الرقابة المستمرة في الأماكن المهجورة من مراكز الشرطة ، كذلك الضغط على العشائر لطرد كل فرد يغتصب الاطفال او كل من ينتهج نهجا اجراميا ،عندها يفقد المجرم غطاء الحماية العشائري.

كون للاسف العشائر دورها سلبي الى الان من المفترض ان تسلم هكذا مجرمين الى الدولة لكي تتخذ الجهات المختصة بذلك اجراءاتها بحقهم.

كما يجب ان يأخذ الاهل والكوادر التربوية دورهم بتعزيز القدرة للطفل على حماية نفسه من خلال استخدام أساليب التنبيه لمحاولات الخطف وتعليمهم على عدم الوثوق بالغرباء وعدم لمس أماكنهم الحساسة او القبول بالأختلاء مع احد وان كان من الأقارب.


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author