بغداد/المسلة الحدث: تعتبر الاقتصادات المعتمدة على النفط فقط عرضة لتقلبات سوق النفط العالمية اذن ان التغيرات في الأسعار يتسبب في تقلبات اقتصادية وعجز في الميزان التجاري.
وفي العراق، يؤدي التركيز الكبير على النفط إلى تجاهل أو إهمال قطاعات أخرى من الاقتصاد، ويترتب على ذلك تنمية غير متوازنة واعتماد ضعيف على الصناعات الأخرى، مما يجعل الاقتصاد ضعيفاً وعرضة للتقلبات.
ودعا الخبير الاقتصادي بلال خليفة، الجمعة، الحكومة العراقية الى تقليل اعتمادها على النفط كون اعتماد العراق على النفط في رفد موازنته العامة بالأموال سيكون سلبيا.
وأضاف خليفة ان اعلان زيادة مخزون النفط الأمريكي الخام لتسجل ارتفاعًا بأكثر من 5 مليون برميل، بينما كانت التوقعات انخفاض في حدود 920 ألف برميل، فبعد ارتفاع مفاجئ في مخزونات الخام الأمريكية مما أثار مخاوف بشأن الطلب. ولذلك انخفضت العقود الآجلة لخام برنت 29 سنتا، أو 0.4 بالمئة، إلى 74.60 دولارا للبرميل.
وبين خليفة، ان احد المؤثرين في أسعار النفط هو بيانات وزارة الطاقة الامريكية حول المخزونات الاستراتيجية من النفط الخام، حيث دائما ما تستخدم الخزين في التأثير على سعر النفط وكما لاحظنا اول أيام الحرب الروسية الأوكرانية.
و العراق يعتمد بشكل كبير على واردات النفط ما يجعله أقل استقلالية في اتخاذ قراراته الاقتصادية، و ستكون الاقتصادية للدولة عرضة لتقلبات أسعار النفط العالمية وقرارات الدول المصدرة للنفط، وهذا يمكن أن يؤثر سلبًا على الاستقرار الاقتصادي والنمو المستدام.
وعلى صعيد التعاون الإقليمي في مجال الاستثمار قال خليفة ان على الحكومة ان تحذوا حذوا دول الجوار لكن بدون الإعفاءات الكمركية كي لا نقلل من حجم الإيرادات غير النفطية، خصوصا وان وزير الاقتصاد والمالية الإيراني يبحث مع نظيره السعودي التعاون الجمركي والاستثماري والتجاري، وصياغة توقيع مذكرات تعاون مشترك، وكذلك الاستثمار في قطاعات النفط
وشدد الخليفة على ان يقوم العراق بصناعة سايلو لخزين استراتيجي خصوصا مع استمرار الازمة الأوكرانية وشحة امداد العالم بالحبوب ابان الحرب وضعتنا امام موقف صعب وفيجب ان نحذوا حذوا السعودية التي اعلنت عن بناء أكبر طاقة تخزينية للحبوب في الشرق الأوسط، برفعها بنسبة 40% إلى 3.5 ملايين طن مقارنةً بـ2.5 مليون طن في 2016، وذلك لتحقيق الأمن الغذائي.
وأشار خليفة الى مسالة هبوط الدولار في الدول المجاورة للعراق اذ ان قيمة الليرة التركية تهبط بنسبة 0.15% من 19.58 إلى 19.61 ليرة مقابل الدولار الواحد، وذلك في أول يوم من التعاملات بعد الانتخابات الرئاسية التي تقرر اجراءها بعد أن حصل المرشحون على نسبة أصوات أقل من 50% . حيث ان هذا الهبوط لسعر الدولار في الدول المجاورة له تأثيرين على العراق، الأول هو ان البضائع التي يستوردها العراق من تركيا تصل الى 13 مليار دولار سنويا وبالتالي سينعكس الامر إيجابيا على العراق، الاحتمال الثاني هو ما شهدناه نهاية العام الماضي بان الدولار قلت قيمته في اكثر من دولة مجاورة للعراق واحتمال ان ينخفض أيضا هنا ولذلك يجب العمل على استقرار السوق الذي يعتمد على الدولار في معاملاته التجارية الخارجية بعرض دولار اكثر ومنع تهريبه للخارج بالحوالات السوداء.
وعلى صعيد اخر يحذر خليفة، من ركود اقتصادي حيث جددت وزارة الخزانة الأمريكية تأكيدها على إمكانية دخول اقتصاد الولايات المتحدة في ركود بسبب تفاقم أزمة سقف الدين في البلاد، مع اقتراب الموعد الذي تنفد فيه السيولة الفيدرالية والمتوقع عند حلول شهر يونيو المقبل أو منتصفه خصوصا وان وزارة الخزانة الأمريكية تستبعد القدرة على الوفاء بجميع التزامات ديون الحكومة الأميركية بحلول شهر يونيو 2023، مما يؤدي إلى تخلف أمريكا عن سداد الديون لأول مرة في تاريخها.
وأشار خليفة الى ان الرئيس الأمريكي بايدن يقول إن المحادثات تمضي قدماً مع الكونجرس فيما يتعلق برفع سقف الديون الحكومية في الولايات المتحدة المهددة بكارثة اقتصادية مطلع يونيو المقبل في حال التخلف عن السداد، مضيفاً أن المزيد سيُعرف عن التقدم المُحرز في اليومين المقبلين,
وأضاف ان أمريكا هي من تمتلك الاقتصاد الأكبر في العالم ويأتي بعدها الصين ثم الاتحاد الأوروبي وبالتالي ان الركود الاقتصادي يعني انخفاض الطلب على النفط وانخفاض سعرة وهذا يعني قله في الإيرادات النفطية العراقية وزيادة في العجز في الموازنة العامة الاتحادية ولذلك يجب الاهتمام بالإيرادات غير النفطية وتعظيمها والاهتمام في الصناعة والزراعة لغرض تقليل خروج العملة الصعبة لشراء البضائع من الخارج.
وتابع خليفة ان أسعار النفط حاليا مرتبطة بالدولار منذ معاهدة ببريتون وودز وبالتالي يجب اخذ التدابير الكافية للحيلولة دون التاثر بانهيار مصارف جديدة في العالم عن طريق تنويع العملة الصعبة بغير الدولار وبيع النفط بعملة أخرى كاليوان الصيني.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
المطر يتساقط في أنحاء العراق
تحذيرات من بقعة زيتية في نهر دجلة تتجه نحو تكريت
شلل مروري في شوارع بغداد خلال ساعات الذروة يعوق الحياة