المسلة

المسلة الحدث كما حدث

بغداد – دمشق : انفراج وعودة

بغداد – دمشق : انفراج وعودة

19 يوليو، 2023

بغداد/المسلة الحدث:

رياض الفرطوسي

تعتبر زيارة رئيس مجلس الوزراء الاستاذ محمد شياع السوداني الاخيرة الى دمشق بمثابة خطوة بأتجاه تعزيز الامن ومحاربة الممنوعات ومناقشة ملف مياه نهر الفرات. اضافة الى عودة سوريا لمحيطها العربي والاسلامي عبر العراق. تاريخيا تميزت العلاقات بين سوريا والعراق بمراحل من المد والجزر لكن كانت اصعب مراحلها هي في الفترة التي تولى فيها صدام السلطة بعد انقلابه على البكر عام 1979 . بعد فترة وجيزة عقد صدام مؤتمرا للحزب جمع فيه كبار القياديين في قاعة الخلد ‘ والكل كان يعتقد ان هذا الاجتماع هو اجتماع حزبي تقليدي ‘ في حين كان صدام يخطط لامر اخر ‘ حينما ادعى انه اكتشف مؤامرة للاطاحه به وبفريقه لصالح النظام في سوريا . وعقب هذه العملية تم تصفية كل العناصر غير المرغوب فيها وانقطعت بعدها العلاقات العراقية السورية ‘ وكان من نتائج هذا الانقطاع توقف انبوب النفط بين العراق وسوريا مما كانت له اثار واضرارا اقتصادية فادحة على البلدين . الا ان شعورا بالتعاطف قد حصل بعد اسقاط صدام ترسخ بأتجاه الدولة السورية حيث بدأ العمل للتخلص من اثار الماضي وتراكماته السلبية . وعزز هذا التعاطف هو الجوار الجغرافي الممتد لمسافات طويلة بين البلدين . يضاف لذلك اسس العمق الاجتماعي والثقافي والانساني ‘ تكلل ذلك بعودة العلاقات الدبلوماسية وهي من القرارات الحكيمة للحكومات العراقية ما بعد 2003 ولحد الان اضافة الى تبادل الزيارات والسفراء والحوارات واللقاءات الرسمية وغير الرسمية وعلى مستويات متقدمة ورفيعة فضلا عن التعاون الامني والدفاعي والسياسي والاقتصادي والعلمي والثقافي . ويهمني هنا ان اوضح النقاط التالية في علاقة العراق بسوريا :

اولا : ان العلاقات العراقية السورية تمثل القاطرة التي ربطت بين الدول العربية والعراق.

ثانيا : عمق التواصل الثقافي والديني ووجود مزارات واضرحة دينية هي الاخرى تمثل واحدة من حلقات التفاعل بين الشقيقين سوريا والعراق . حيث تستضيف سوريا اعدادا كبيرة من الزائرين يتمتعون في الغالب بمعاملة طيبة وحميدة.

ثالثا : استحالة قطع الصلات بين البلدين لان جوهر هذه العلاقة في حالة تنامي مع بروز الدور العراقي اقليميا ودوليا ودبلوماسيا وهذا الامر يصب بأتجاه مساندة ودعم الشقيقة سوريا في ازماتها ومحنتها والتحديات التي تتعرض لها .

رابعا : البُعد الاستراتيجي في امكانية التوصل الى مصالح متبادلة . ومن شأن قوة هذه العلاقات ان يكون لها تأثيرات ايجابية على المحيط الاقليمي وبنفس الوقت يضيق الخناق على قوى الارهاب وعلى كل من يتربص للتخريب والفتن.

خامسا : لابد من استثمار هذه العلاقات استثمارا طيبا على مستوى سياسي واقتصادي وعلمي وجعل ذلك يصب بأتجاه استقرار البلدين من اجل التنمية والبناء والمستقبل.


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.