المسلة

المسلة الحدث كما حدث

عقلنة الرد على التدنيس

عقلنة الرد على التدنيس

22 يوليو، 2023

بغداد/المسلة الحدث: كان احتجاج العراقيين على احراق المصحف، عاصفا، يدل على حرصهم على دينهم وعلمهم الذي تدنّس في السويد، وفي حين لا أحد يلومهم على التعبير عن المشاعر الفياضة، لكن انجرار الدولة، وراء الانفعالات المنفلتة التي احرقت السفارات، وقصفت الشركات، موضع انتقاد.

٠٠

القرار الرسمي، انقاد إلى الشعبوية التي قادت الاحتجاجات الفوضوية، وفرضت نفسها على الدولة، في سلوكيات مدمرة للذات، تعكس حالة من اللا دولة في العراق.

٠٠

دول كبيرة، مثل إيران، ادارت الازمة بطريقة مركزية، لم تشتعل فيها سفارة، ولم تنقطع معها علاقة دبلوماسية.

٠٠

كنا نأمل أن يكون السلوك الارتدادي، ناضجا، يدل على قدرة الدولة على السيطرة على عواطف شعبها وليس الانجرار وراء المشاعر المتوترة.

٠٠

الدول المتحضرة، تُشرّح قرارها الرسمي على الطاولة، وتدرس الأرباح والخسائر، ليكون رد فعلها مؤثرا على الدول المدنسة للمقدس، من دون إن تجرح نفسها بنفسها.

٠٠

لا يمكن إن يكون القرار، رهينة مقتحمي السفارات، الذين ألبوا الدول الكبرى على العراق، باعتباره مارقا، لا يحفظ أمن الممثليات الدبلوماسية.

٠٠

الدولة العراقية وبعد نحو عقدين من التغيير، من المفترض انها بلغت سن الرشد في القرارات والسياسات، وانها هي التي تقود الشارع، لا العكس.

٠٠

الانفعالات المندفعة نحو الحرق وقطع العلاقات، وإيقاف عمل الشركات، ليست حلولا واقعية، وغير ممكنة التطبيق، لأسباب تتعلق بقوانين الدول، وعقود الشركات، وكان الاجدر، هو الاحتجاج السلمي المثمر، والرد الدبلوماسي الواقعي الذي يحرج الدول المدنسة، ولا يهدي لها التبرير، في اتهام العراق، بخرق القانون الدولي، وتشويه صورته باعتباره بلدا ليس آمنا، يتحكم فيه ضيق افق الزعامات الفرعية.


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author