بغداد/المسلة الحدث: قال متحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية يوم الأحد إن وزير الدفاع بوريس بيستوريوس ألغى زيارة كانت مقررة للعراق والأردن، مشيرا إلى مخاوف أمنية بعد إضرام النار في السفارة السويدية ببغداد الأسبوع الماضي احتجاجا على حرق المصحف.
و يعتبر الغاء الزيارة من تبعات حرق السفارة السويدية في العراق وحرق مقر منظمة انسانية دانماركية في البصرة.
وتظاهر عدة ألوف من العراقيين في بغداد يوم السبت بخصوص أحدث حرق أو إتلاف للمصحف خلال احتجاجات معادية للإسلام في السويد والدنمرك.
وأوضح المتحدث أن إلغاء زيارة بيستوريوس، التي كان من المفترض أن تستمر عدة أيام، جاء أيضا ردا على احتجاجات عنيفة ضد منظمة دنمركية غير حكومية في العراق.
وأضاف المتحدث أن ذلك، إلى جانب احتمال حدوث مزيد من الاحتجاجات في الأيام المقبلة، دفع قوات الأمن الألمانية للنصح بإلغاء الزيارة، مردفا أنها ستأتي في وقت لاحق، قد يكون خلال الربع الأخير من العام.
ويتحدث المحلل السياسي حيدر سلمان عن الهجوم المسلح على المجلس الدنماركي للاجئين في البصرة، وكيف ان المجلس اصدر بيانا يؤكد أن موظفيه “لم يتعرضوا لأذى جسدي، لكن المبنى قد أحرق.
وقال ان الموقع يعمل بالمجال الإنساني ولاي نبغي أن يكونوا هدفا للعنف، مشيرا الى ان المجلس يعمل في العراق منذ 20 عام، ويقدم الدعم للسكان المتضررين من النزاعات والنزوح، وينفّذ عمليات نزع للألغام.
ويسأل سلمان: لانعرف من يحيك هذه المؤامرات على هذا الشعب ولماذا يستهدف من يريد افادته.
واضاف: ناسف لمن ثقافته متدنية لايميز بين الصالح والطالح، لكننا في الوقت نفسه نطالب بالقصاص اذا كان الاضرار متعمد واستغلال للاحداث، على اننا ندعم التظاهر السلمي الذي يوصل رسالة ايجابية ونقف بالضد من الرسائل السلبية التي لاهدف لها الا الاضرار.
وكان موقف المسلة قد افاد ان احتجاج العراقيين على احراق المصحف، كان عاصفا، يدل على حرصهم على دينهم وعلمهم الذي تدنّس في السويد، وفي حين لا أحد يلومهم على التعبير عن المشاعر الفياضة، لكن انجرار الدولة، وراء الانفعالات المنفلتة التي احرقت السفارات، وقصفت الشركات، موضع انتقاد.
وتابع الموقف: القرار الرسمي، انقاد إلى الشعبوية التي قادت الاحتجاجات الفوضوية، وفرضت نفسها على الدولة، في سلوكيات مدمرة للذات، تعكس حالة من اللا دولة في العراق.
واشار الى ان دولا كبيرة، مثل إيران، ادارت الازمة بطريقة مركزية، لم تشتعل فيها سفارة، ولم تنقطع معها علاقة دبلوماسية.
واضاف: كنا نأمل أن يكون السلوك الارتدادي، ناضجا، يدل على قدرة الدولة على السيطرة على عواطف شعبها وليس الانجرار وراء المشاعر المتوترة.
واعتبر الموقف ان الدول المتحضرة، تُشرّح قرارها الرسمي على الطاولة، وتدرس الأرباح والخسائر، ليكون رد فعلها مؤثرا على الدول المدنسة للمقدس، من دون إن تجرح نفسها بنفسها.
واستطرد: لا يمكن إن يكون القرار، رهينة مقتحمي السفارات، الذين ألبوا الدول الكبرى على العراق، باعتباره مارقا، لا يحفظ أمن الممثليات الدبلوماسية.
واعتبر موقف المسلة ان الدولة العراقية وبعد نحو عقدين من التغيير، من المفترض انها بلغت سن الرشد في القرارات والسياسات، وانها هي التي تقود الشارع، لا العكس.
وخلص الموقف الى ان الانفعالات المندفعة نحو الحرق وقطع العلاقات، وإيقاف عمل الشركات، ليست حلولا واقعية، وغير ممكنة التطبيق، لأسباب تتعلق بقوانين الدول، وعقود الشركات، وكان الاجدر، هو الاحتجاج السلمي المثمر، والرد الدبلوماسي الواقعي الذي يحرج الدول المدنسة، ولا يهدي لها التبرير، في اتهام العراق، بخرق القانون الدولي، وتشويه صورته باعتباره بلدا ليس آمنا، يتحكم فيه ضيق افق الزعامات الفرعية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
ترامب: زيلينسكي دكتاتور دمر بلاده وأوكرانيا تنهار
الصدر يدعو اتباعه لتحديث سجل الناخبين: امر لا بد منه
مدن الجنوب تختنق.. الهجرة من الأهوار تضغط على موارد المدن الحضرية