المسلة

المسلة الحدث كما حدث

حمار الحقل

حمار الحقل

5 أغسطس، 2023

بغداد/المسلة الحدث:

عبدالامير الماجدي

ما عادت للحمير أهمية كما كانت وإن سوقها في العراق قد أصبح كاسداً سوى بعض المشركين باستخدامها كلحم للطبيخ وقامو بنحرها وتعليقها على واجهات بعض محال القصابة واستخدامها في بعض المطاعم على انها لحوم عجل غبي اضاع دربه بعد ان لطمته شمس الصيف على راسه وحيره ارتفاع سعر صرف الدولار وانقطاع الكهرباء وهكذا فقد اصبح زمن الحمير منتهيا جدا خصوصاً بعد دخول سيارات السايبا بموديلات حديثة وبصناعة شبه عراقية ليست خالصة مائة بالمائة لكنها مصنعة، فلماذا نتمسك بالحمير والسايبات موجودة بأسعار مغرية وقد تصل قيمتها الإجمالية إلى تسعة ملايين دينار؟

فما عاد للحمير أهمية وهي الآن تنهق بأعلى أصواتها كي ينتبه لها الموجودون من جديد عسى أن يلتفت لها أحد ويجعل منها رمزاً وطنياً بإجلاسها على كراسي مسؤولية الحقل او حتى الغابة.

ولن تتغير النظرة إلى الحمير فقط، بل إن الجميع أصبح يعي خطورة أن تمشي الأغنام خلف حمار لعين لا يعرف سوى طريق واحد وهو يجتر في حظيرته في كل الأوقات، فذاك الزمان ولّى وأصبح من الماضي، وما عادت للماعز أهمية ايضا حينما اتفقت مع الثعالب على وضع الحمار في مكان غير مناسب وليس بمكانه حينما جعلوا منه سيداً لهم وأقنعوا بعض الحيوانات المتوحشة من أكلة اللحوم بوجبات مقددة ونبيذ أحمر وأقنعوا آكلات النبات بعشب أخضر من برسيم وجت منقح وخالٍ من وجود حشرات فيه فالأغلب قد اتفق الكل على أن يقوده حمار والمنتفعون تدخلوا و جعلوا منه حماراً مميزاً سيأخذ بيد الحيوانات إلى مكان جميل، ولكن سرعان ما خاب ظن الجميع وبدأت حملة للتظاهر على سلوك الحمار الذي وضع حميراً في كل مفاصل الحقول لتبدأ فصول الفساد ويختفي البرسيم ليصبح مصنعاً بالخارج والجت يأتون به من حقول الخارج، ونضب النهر واختفت الأسماك ومات الزرع ليكتشف القوم أن الحمير لا تفيد بالقيادة وقد وضعوا ثقتهم بحيوان غبي لا يفقه غير أكل النباتات الطازجة ورزم الورد فتهاوى الحقل والبحث جار عن شريف رغم أن الحمار وبقيته ما زالوا ينهقون بأنهم الأصلح لقيادة الحقل لكن من في المكان لا ينتبه لهم مطلقاً، وهكذا سينتهي دورهم وترتاح الرعية من غبائهم.


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.