بغداد/المسلة الحدث:
فرج الخزاعي
قبل ايام جمعني سفر مع احد الاشخاص الذي قص لي قصة دمعت لها عيني حيث قال: انه وفي ثمانينات القرن الماضي كان يتردد على زيارة دولة (الكويت) وذات مرة طلب منه احد اصدقاءه هناك ان يجلب له في المرة القادمة فسيلة نخل من صنف جيد؛ يقول صاحبنا وفعلا” قمت باحضار الفسيلة معي ولكن ماحدث عندما هممت بعبور الحدود العراقية الكويتية لم يكن في الحسبان فقد تقدم لي رئيس عرفاء شرطة يدعى عدنان وبادرني بالسؤال مالذي داخل هذا الكيس؟
فقلت له فسيلة نخل هدية لصديق لي في الكويت.. فاستشاط رئيس العرفاء غضبا” وقال: من خولك لتهدي من نخل العراق؟ والتفت لشرطي معه في السيطرة وطلب منه باصطحابي بسيارة الشرطة فورا” طالبا” منه التوجه لاحد بساتين البصرة القريبة لزرع تلك الفسيلة بنفسه وفعلا” ذهبنا وزرعنا الفسيلة وعدنا للسيطرة حتى سمح لي بعبور الحدود وحينما اكمل صاحبي تلك القصة ذهبت في الخيال واسترجعت حال العراق الذي باتت خيراته توزع ذات اليمين وذات الشمال دون وازع من ضمير او مخافة الله ثم رددت مع نفسي(خذ الوطنية من بسطاء الناس) ومرت في ذاكرتي كل مصائب العراق من التواطؤ في ترسيم الحدود مع الكويت الى السكوت عن سرقات حقول نفطنا من قبل الجارة أيران وهبات شحنات النفط للنشامى في الاردن وما يسرق من مليارات الدولارات من قبل لصوص السياسة وفي وضح النهار وبتفويض قانوني مقنن تحت شعار اسرق وسافر فان وقعت في فخ الوشاية فعد من ما سرقت وبالتراضي وكفى الله السارقين شر الخصام.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
مع عودة ترامب: العراق أمام معادلة “إما معنا أو ضدنا”
عناق دبلوماسي أم شبح العقوبات.. العراق يتأرجح في المواقف تجاه ترامب
تعداد بلا قوميات: محاولة لكتابة سرد جديد لوحدة العراق