بغداد/المسلة: في بلد يشهد شللاً سياسياً منذ عدّة أشهر، جاء اقتحام مئات المتظاهرين للبرلمان العراقي، في استعراض جديد لمناصري زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، فيما قال المحلل السياسي وليد الطائي انها محاولة ضغط جديدة، واستمرار مثل هذه الحالات سوف يقود الى فوضى عارمة .
ويعيش البلد في مأزق سياسي بعد عشرة أشهر على الانتخابات التشريعية المبكرة التي جرت في تشرين الأول/أكتوبر 2021، فلا يزال العراق من دون رئيس جديد للجمهورية، ولم يكلّف رئيس جديد لتشكيل الحكومة بعد.
وسط هذه التعقيدات، هل هناك خطر من تصعيد إضافي قد يكون أكثر عنفاً؟
يبدو ان ذلك ممكنا، اذ قال مدير مكتب والد زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، في بغداد، إبراهيم الجابري، الخميس (28 تموز 2022)، الشعب يقول أليس السبت بقريب، في تلميح إلى موعد جديد للتظاهرات.
وكتب الجابري في تدوينة على “فيس بوك” إن “الشعب يقول أليس السبت بقريب”.
وقال الكاتب والباحث عدنان ابوزيد ان وزير الصدر ذكر عن الصدر أنه لن يتدخل مستقبلاً في التظاهرات إذا “استمر الفاسدون على غيّهم وعنادهم” على حد تعبيره، وهي دلالة واضحة على ان زعيم التيار الصدري قرر الضغط بالتصعيد. وقال عدنان ابوزيد ان ورقة التظاهرات خطرة على النظام السياسي برمته، فلو اندلعت على نطاق واسع فلن يتمكن احد من ايقافها حتى التيار الصدري نفسه.
وحذر الكاتب والمحلل السياسي وليد الطائي ايضا من تحشيد مقابل يقوم به خصوم الصدر، سواء من جماهير الاطار او من غيره، الامر الذي يحدث صداما خطيرا في الشارع.
– لماذا لا رئيس حكومة حتى الآن؟ –
يعود منصب رئيس الوزراء في العراق تقليدياً إلى شخصية شيعية يجري اختيارها بالتوافق بين القوى السياسية الشيعية المهيمنة على المشهد السياسي.
لكن مقتدى الصدر، أراد تغيير هذه القاعدة بعد فوز تياره بـ73 مقعدا في انتخابات تشرين الأول/أكتوبر التشريعية. وحاز بذلك أكبر عدد من المقاعد في البرلمان، وأراد أن يكون تياره هو من يسمي رئيس حكومة “أغلبية” إلى جانب حلفائه.
وبعد أشهر من المفاوضات، ترك الصدر لخصومه في الإطار التنسيقي، تحالف قوى شيعية، مهمة تشكيل الحكومة بعدما قام بخطوة مفاجئة بسحب نوابه من البرلمان.
ويضمّ الإطار خصوصاً كتلة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي وكتلة الفتح الممثلة للحشد الشعبي،.
تطلّب الأمر أشهراً طويلةً من الأخذ والرد، لكن الإطار التنسيقي أعلن الاثنين محمد شياع السوداني مرشحه لرئاسة الوزراء، وهو وزير ومحافظ سابق، يبلغ 52 عاماً، ومنبثق من الطبقة السياسية التقليدية. ويعتبره الصدريون كذلك مقرباً من نوري المالكي.
في ظلّ هذا السياق السياسي، اقتحم مئات من مناصري التيار الصدري البرلمان الواقع في المنطقة الخضراء المحصنة في وسط العاصمة وتضمّ مقار حكومية وسفارات الأربعاء، احتجاجاً على ترشيح السوداني.
– هل يحصل تصعيد؟ –
يرى الأستاذ في جامعة بغداد إحسان الشمري أن “الرسالة الأهم مما حصل هي أن الخارطة السياسية المقبلة، مهما كانت، لن تمضي طالما كان التيار الصدري خارج البرلمان العراقي”.
بدوره، يشرح الباحث ريناد منصور من مركز أبحاث Chatham House أن الصدر يأمل “استخدام قوة الشارع لإسقاط محاولات خصومه في تشكيل الحكومة”، موضحاً “نحن أمام أطول مسارٍ لعملية تشكيل حكومة” شهدته البلاد.
لم يكن اقتحام البرلمان الخطوة الأولى التي يتجه إليها الصدر لاستعراض قوة تياره.
ففي منتصف تموز/يوليو الماضي، تجمّع مئات الآلاف من أنصاره في صلاة جمعة موحّدة في بغداد تلبية لدعوته، في انعكاس لمدى اتساع القاعدة الشعبية التي يتمتّع بها.
في هذا السياق المتوتّر، تزداد الأصوات المتحدّثة عن احتمال الذهاب إلى انتخابات نيابية مبكرة تعيد خلط الأوراق، وتأتي بـ329 نائباً جديداً.
وقد يكون ذلك حلاً يسهل قبوله من التيار الصدري الذي لم يعد ممثلاً داخل البرلمان. لكن الأمر دونه تعقيدات عديدة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
رائحة صفقة روسية – تركية – “إسرائيلية” وراء انهيار نظام الأسد
احباط عملية تلاعب في منفذ سفوان بقيمة أكثر من 30 مليون دينار
العراقيون في المرتبة 70 بمؤشر الجوع العالمي