بغداد/المسلة:
محمد علي شاحوذ
لا تنتهي مشاكل امي المرضية فهي منذ نعومة اظفارها تعرضت للكثير من الامراض ونجت بفضل الله من موت محقق وهي بعمر السادسة بعدما اصابها مرض ( الكزاز), وتستمر امراضها خاصة بعدما ارتبطت بوالدي بسن مبكر وابتعدت عن اهلها, وهي تصلح أن تكون لوحدها مادة دسمة للامتحان السريري لكل طلبة كلية الطب, فهي تعاني من مشاكل في القلب والشرايين, ومشاكل لا تنتهي في المعدة والقولون والمفاصل, ناهيك عن اصابتها بالأمراض المزمنة , مع ضمور في عصب العين الايسر, وخلل في عصب السمع الايمن, وهي مقعدة لا تقوى على الحراك !!.
في مرضها الاخير ومع اشتداد الألم تلقت امي نصيحة من احدى النساء بضرورة تغير طبيبها ومراجعة طبيب آخر, غير انني وقفت بالضد من رغبتها وبينت لها ان في ذلك ضرر على صحتها, ورغم معارضتي الشديدة الا أنني اذعنت لرغبتها في الذهاب بها الى عيادة الطبيب الذي اشارت اليه صاحبتها, و مبكرا استيقظنا وذهبنا الى عيادة الطبيب, وبعد أن جاء دورها في الفحص سحبتها من كرسيها المتحرك الى داخل غرفة الفحص ووضعتها بمواجهة سرير الفحص ووقفت بجانبها, وبعد أن ألقت هي التحية على الطبيب راحت تشرح بصعوبة الاعراض التي شعرت بها في مرضها الاخير مثل الحُمَّى وتسارع في ضربات القلب وتعرُّق غير طبيعيٍّ, واضطرابات في حركة الامعاء وغيرها, ومع شرح والدتي لحالتها ظهرت علامات الانزعاج على وجه الطبيب الذي قاطعها بعصبية واضحة قائلا: يا حجية معقول كل هذه الاعراض عندك, يمكن تبالغين في وصف المرض ؟,
فما كان منها الا ان أكدت له ان كل كلمة قالتها هي فعلا ما تشعر به, وأنها مريضة ايضا بأمراض السكري وارتفاع ضغط الدم, واصرت أنها تشعر بآلام مبرحة تجتاح كل جسدها, راح الطبيب يتوتر اكثر وبدا وجهه متجهما وصار يضرب بقلمه على الطاولة وهنا صاح بها منفعلا: حجية انتي جاية تمتحنيني لو شنو؟, وبرغم اوجاعها غير أنها راحت تؤكد له بكل هدوء وبراءة ما تشعر به من اعراض جديدة, والغريب ان انفعالات الغضب زادت حدتها في وجهه ثم انفجر بها مغاضبا ومعاتبا والشرر يتطاير من عينيه الكبيرتين وكل كلمة تخرج منه كأنها قنبلة موقوتة: أنتِ تربكينني وتمنعين تشخيصي لأن الاعراض التي تدعينها لا تشير الى مرض معين, وعاد يضرب بقلمه الطاولة مجددا, فيما اكتفيت انا بالتفرج والتشفي بحال والدتي التي لم تسمع نصيحتي واصرت على تغير الطبيب, أطرقت لبرهة ثم همست في أذن الطبيب بعد أن دنوت منه : دكتور من فضلك الا تمتلك حبلا غليظا في عيادتك لنشتق به والدتي لنرتاح جميعا وننتهي من هذا الموال؟؟؟.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
موضوع المقاله سخيف وبجداره
موضوع المقاله سخيف وبجداره