المسلة

المسلة الحدث كما حدث

الأفعى الصينية تزحف نحو عروق النفط العراقي وواشنطن تفشل في مواجهتها

الأفعى الصينية تزحف نحو عروق النفط العراقي وواشنطن تفشل في مواجهتها

24 مايو، 2024

بغداد/المسلة الحدث: شهدت الساحة النفطية العراقية تحولات كبيرة في الآونة الأخيرة، مع تزايد النفوذ الصيني في هذا القطاع الحيوي، حيث فتحت الحكومة العراقية الباب واسعًا أمام الشركات الصينية لبسط هيمنتها على صناعة النفط والغاز في البلاد.

ويمثل العراق بالنسبة إلى بكين محطة ضخمة لتعبئة النفط والغاز، تدعم نموها الاقتصادي المتصاعد، في حين لم تقف الولايات المتحدة مكتوفة الأيدي أمام هذا التغلغل الصيني، إذ بدأت بالفعل حملة لتحييد نفط إقليم كردستان العراق وضمان استمرار تدفقه، وبالتالي الحفاظ على مصالح الشركات الأمريكية العاملة في هذا القطاع.

وتُرحب قوى سياسية عراقية موالية لإيران بالتواجد الصيني المتزايد، معتبرة إياه ثمرة لعداء واشنطن ولعقوبات أمريكية فرضت على بغداد في السابق، فيما لن تسكت الشركات الأمريكية المتضررة في جنوب العراق وفي كردستان نتيجة تصدير نفط الإقليم، وستضغط على الساسة الأمريكيين لإيجاد فرص تعويضية.

من جانبه، يسعى إقليم كردستان العراق إلى استغلال هذه الظروف للحصول على دعم واشنطن في مواجهة ضغوط بغداد ورغبتها في السيطرة على النفط الكردستاني.

وتعود جذور التنافس الأمريكي-الصيني على النفوذ في العراق إلى ما بعد الغزو الأمريكي للبلاد عام 2003، حيث سيطرت الشركات الأمريكية على معظم عقود استكشاف وإنتاج النفط في العراق لسنوات عديدة. لكن مع تزايد الاستثمارات الصينية في المنطقة وسعي بكين لضمان إمدادات الطاقة لدعم نموها الاقتصادي، بدأت الشركات الصينية تكتسب حصة أكبر في السوق النفطية العراقية.

ووفقًا لتقديرات محللين، استحوذت الشركات الصينية على نحو 50% من إنتاج النفط العراقي، في حين تراجعت حصة الشركات الأمريكية إلى أقل من 25% رغم هيمنتها السابقة على هذا القطاع الحيوي.

ويعتبر هذا التحول غير مرغوب فيه بالنسبة للإدارة الأمريكية، التي تخشى من تنامي النفوذ الصيني في منطقة الشرق الأوسط الغنية بالنفط والغاز. لذلك، بدأت واشنطن حملة لتحييد نفط إقليم كردستان العراق وضمان استمرار تدفقه إلى الأسواق العالمية عبر الشركات الأمريكية، في محاولة لاستعادة بعض النفوذ في هذا القطاع الحساس.

من ناحية أخرى، ترحب القوى السياسية الموالية لإيران في العراق بالتواجد الصيني المتزايد، معتبرة إياه ثمرة لعداء الولايات المتحدة ولعقوبات فرضتها على بغداد في السابق. وتسعى هذه القوى إلى تقليص النفوذ الأمريكي في البلاد وتعزيز علاقاتها مع حلفاء إقليميين مثل الصين وروسيا.

وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنها على اتصال دائم مع المسؤولين في بغداد وأنقرة وأربيل والشركات الأميركية المتضررة من عملية التوقف لاستئناف تصدير نفط إقليم كردستان العراق عبر خط أنابيب ميناء جيهان التركي.

وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل، في مؤتمر صحفي عقده في واشنطن، إن “تطوير طرق مختلفة لإيصال الطاقة العراقية إلى الأسواق العالمية يصب في مصلحة العراق والولايات المتحدة”.

وجاءت تصريحات باتيل بالتزامن مع زيارة مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون موارد الطاقة جيفري بايت إلى أربيل، وحثه على زيادة الإنتاج في الإقليم.

وفيما يأتي تحرك بايت ضمن سياق دعم فرص الشركات الأميركية، يسعى الإقليم للحصول على دعم واشنطن في مواجهة ضغوط بغداد ورغبتها في السيطرة على النفط في كردستان العراق.

ويمثل الإبطاء في تصدير نفط الإقليم خسارة للشركات الأميركية التي فقدت حظوتها في بقية مناطق العراق لصالح الصين وروسيا. وقبل أيام منح العراق مجموعة تشونغمان الصينية للبترول والغاز الطبيعي استثمار تطوير حقل “شرقي بغداد – الامتدادات الشمالية”.

وفازت مجموعة يونايتد إنرجي الصينية باستثمار حقل الفاو في البصرة بجنوب البلاد.

وكما فازت شركة جيو جيد الصينية بتطوير حقل زرباطية للنفط والغاز في محافظة واسط بشرق البلاد.

وشهدت الأيام التالية فوز تشونغمان بحقول الفرات الأوسط (الكفل وغرب الكفل ومرجان) النفطية والغازية. وفازت شركة تشنهوا الصينية باستثمار حقل أبوخيمة ضمن محافظة المثنى.

وأعلِن عن فوز شركة جيو جيد باستثمار رقعة جبل سنام النفطية التي تقع ضمن محافظة البصرة على الحدود العراقية – الكويتية. أما شركة سينوبك الصينية فقد فازت باستثمار تطوير الرقعة 7.

 


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.