بغداد/المسلة الحدث:
علي مارد الأسدي
سؤال يتردد دائمًا.. كيف وقع أكثر من ألفي شاب شيعي أعزل ضحية لعشرات من المسلحين في صلاح الدين؟!
للإجابة عن السؤال، علينا فقط إلقاء نظرة فاحصة على شريط الأحداث قبل وقوع المجزرة الطائفية، ومراجعة التغطية الإعلامية المُضلِلة التي كانت تعج بالشعارات الوطنية الجوفاء، المزيفة، الخالية من المصداقية والشفافية والأمانة في نقل الأحداث والصراعات داخل العراق.
ومن دون شك سننتهي بعد دراسة التغطية الإعلامية آنذاك، بشقيها الرسمي والحزبي، إلى تحميل الإعلام مسؤولية كبيرة في تضليل وتجهيل الشعب، وبث شعور مزيف بالأمن والطمأنينة لدى عامة الشيعة، ومنهم ضحايا مجزرة صلاح الدين، الذين فهموا أن ما كان يجري من إحتجاجات وتفجيرات وأعمال عنف منظمة وموجهة، ذات محركات ومصالح وغايات سياسية ليس إلا !!
وفيما كانت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي تغرق بالشعارات التي تتغنى وتمجد باللحمة الوطنية العراقية المزعومة، كانت الشوارع والساحات والمدن الشيعية تغرق بدماء وأشلاء ولحوم الأبرياء التي ظلت لسنوات طوال، تجمع في أكياس سوداء وتدفن في ظل بهرجة وطنية يروج لها الإعلام ولا تسمح بالكشف عن الهوية الدينية للمقتول والقاتل وأسباب القتل.
يقول أحد الناجين من المجزرة الطائفية:
اعتقدنا، بحسب ما كنا نشاهد في الإعلام، أن القضية كلها هي مشكلة محصورة بين بعض السياسيين السنة والسيد نوري المالكي شخصيًا. ولم نكن نتصور للحظة واحدة، ونحن نغادر قاعدة سبايكر مطمئنين من دون سلاح، وبهذا العدد الكبير، أن نتعرض إلى الخديعة والخيانة والغدر من قبل (أخوتنا) في الوطن والقومية والدين، عشائر صلاح الدين، الذين كانوا يتغنون ليل نهار بإسم العراق!
علي مارد الأسدي
* الصورة في تموز عام 2016
التظاهرة الوحيدة في العراق، وربما في تأريخ العراق، التي وضعت النقاط على الحروف فيما يتعلق بالتفجيرات الطائفية التي تستهدف مدن وأحياء الشيعة.
وكان لي شرف كتابة شعاراتها وبيانها الختامي والمشاركة في الإعداد لها.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
زعماء الوسطية.. هل قادرون على توجيه السكة على مفترق طرق إقليمي؟
اشنطن “ترفض بشكل قاطع” مذكرتي التوقيف بحق نتانياهو وغالانت
القسام: أجهزنا على 15 جنديا إسرائيليا من المسافة صفر