بغداد/المسلة: قال الخبير الاقتصادي منار العبيدي حول العلاقات التجارية بين العراق وتركيا ان البيانات الاقتصادية الأخيرة أظهرت أن العراق يحتل المركز الأول كأكبر مستورد للسلع الغذائية التركية، حيث استحوذ على 14% من إجمالي الصادرات التركية إلى مختلف دول العالم، بقيمة بلغت 1.6 مليار دولار أمريكي في النصف الأول من عام 2024. وتأتي ألمانيا في المرتبة الثانية بنسبة 8% وبقيمة صادرات تصل إلى 957 مليون دولار.
وأضاف العبيدي مفصلاً أهم السلع الغذائية المستوردة من تركيا خلال هذه الفترة، حيث تصدر الطحين القائمة بقيمة 238 مليون دولار، تليها لحوم الدواجن بـ185 مليون دولار، ثم البسكويت المحلى بـ143 مليون دولار.
وحذر العبيدي من تبعات هذا الاعتماد الكبير على الواردات التركية، قائلاً: “تركيا تستغل مواردها المائية لتعزيز إنتاجها الزراعي وتصديره إلى العراق، مما يضع العراق في موقف ضعيف تفاوضياً فيما يخص قضية المياه.”
وفي إشارة إلى قرار الحكومة العراقية برفع التعرفة الكمركية على الطحين المستورد ابتداءً من 1/9/2024، توقع العبيدي “هجوماً إعلامياً” يهدف إلى الضغط لإلغاء هذا القرار، مشدداً على أهمية تطبيق القرار بشكل موحد في جميع المنافذ، بما فيها منافذ إقليم كردستان.
واختتم العبيدي تصريحه بالقول: “الأيام القادمة ستكشف مدى جدية تطبيق هذه الإجراءات وتأثيرها على الاقتصاد العراقي.”
وتعكس هذه الأرقام مدى اعتماد العراق على الواردات الغذائية التركية، مما يشكل تحدياً كبيراً للأمن الغذائي العراقي ويضعف موقفه التفاوضي في قضايا أخرى كالمياه.
و استخدام تركيا للسدود لتعزيز إنتاجها الزراعي يؤثر سلباً على الموارد المائية العراقية، مما يزيد من اعتماد العراق على الواردات.
كما ان قرار رفع التعرفة الكمركية على الطحين المستورد يمثل خطوة نحو حماية الإنتاج المحلي، لكن نجاحه يعتمد على التطبيق الشامل والصارم.
والتساؤلات حول تطبيق القرار في منافذ إقليم كردستان تسلط الضوء على تحديات الحوكمة والتنسيق بين الحكومة المركزية والإقليم وان الهجوم الإعلامي عليه يشير إلى وجود مصالح اقتصادية قوية قد تعارض هذه الإجراءات الحمائية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
محافظ المثنى يكشف عن فتح مقبرة جماعية: أكثر الجماجم لأطفال صغار
أسباب الانهيار وفرار الأسد: هرب الضباط الفاسدون وتركوا الجنود لمصيرهم
تحديات داخلية تضغط على الاقتصاد: تقلبات أسعار النفط وارتفاع تكاليف الإنتاج