المسلة

المسلة الحدث كما حدث

الحسين ع وعبد الرزاق وصدّام

الحسين ع وعبد الرزاق وصدّام

9 أغسطس، 2022

بغداد/المسلة: عدنان أبوزيد

مدح الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد، صدّام حسين، مرارا، وتكرارا، وأضفى عليه صفات الإجلال والتقديس.

وفي خلال الحرب العراقية الإيرانية، التي نحر فيها مليون عراقي، كان عبدالرزاق، شاعر تلك الحرب السفاكة، و زمّورها الذي لا يسكت، وقد كرّمه صدام على مواقفه، وأَجْزَلَ له العطاء، حتى حاز على لقب شاعر البلاط البعثي.

ولا غرو في ذلك، فالشعراء معروفون في انتصابهم على أبواب السلاطين وتبويس اللحى، وتذللّهم عند عتبات الملوك، بإسم الوطن.

وكانت لـ عبد الرزاق، قصيدة، على النمط الكلاسيكي، في استشهاد الامام الحسين، عليه السلام، كتبها قبل إن يبزغ نجمه في سماء البعث، لكنه ما كان ليفخر بها، بل طمسها في ارشيفه، مجاراة لتلك الحقبة التي اعدمت الشعائر الحسينية.

بعد سقوط النظام 2003 ، أطل عبدالرزاق على شاشة اكثر من فضائية، وهو يجاهر بقوله القصيدة، وإعلائه شأن الإمام الشهيد في مجاراة واضحة لحقبة صعود الشيعة إلى الحكم.

اليوم يتداول كثيرون قصيدة عبد الرزاق الحسينية ومطلعها:

قَدِمتُ.. وَعَفْوَكَ عن مَقدَمي

حَسيراً، أسيراً، كسيراً، ظَمي

وقد أدامت هذه القصيدة اليتيمة، من ذكر عبد الرزاق، فيما ضاعت كل قصائد مديح صدام وحروبه السياسية والعسكرية، بين العراقيين على أقل تقدير، الذين يتداولونها وهم يدركون إن قارضها كان شاعر خراب الحروب، الأوّل.

والحقّ إن العَبْرة والدمعة على الحسين، قد سرمدت وأدامت ذكْر الكثير من الشعراء والقصاصين والرواة، ولو كانوا شياطينا.

تأمّل

 

 

 


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.