بغداد/المسلة: في حادثة مروعة انفجر خط الغاز الناقل من شركة نفط الوسط، مهددًا حياة المواطنين ومتسببًا في أضرار جسيمة للبنية التحتية. هذا الحادث، الذي لم تتداوله وسائل الإعلام العراقية بشكل يليق بخطورته، يكشف عن مستوى مرعب من التواطؤ والإهمال داخل الشركة، ويطرح تساؤلات حادة حول مصير المسؤولين عن هذه الكارثة.
ووقع الحادث عندما اشتعل حريق هائل وانتشر الغاز بشكل واسع في الأحياء السكنية المجاورة، ما أدى إلى ترويع السكان وحدوث حالات تسمم متعددة. الكارثة لم تكن مجرد حادث عرضي، بل جاءت نتيجة سلسلة من الأخطاء الجسيمة التي ارتكبها بعض المسؤولين في شركة نفط الوسط. هؤلاء المسؤولون، الذين يفترض أن يكونوا حماةً للسلامة العامة، أظهروا تواطؤًا وإهمالًا صارخًا في التعامل مع خط الغاز الناقل.
و وفقًا لعضو لجنة النفط والغاز النيابية، علاء الحيدري، بدأت الكارثة عندما قرر مدير عام شركة نفط الوسط تشغيل كابسات الغاز دون التأكد من جاهزيتها أو اتباع إجراءات السلامة المطلوبة. هذه الخطوة غير المسؤولة جاءت، كما يبدو، في محاولة لتحقيق إنجاز وهمي يعرض أمام وزير النفط خلال زيارته للشركة. لكن بدلًا من تحقيق مكسب سياسي، أدت هذه الخطوة إلى كارثة حقيقية كشفت عن هشاشة النظام الداخلي للشركة وسوء إدارتها.
التحقيقات الأولية أظهرت عجزًا تامًا في التنسيق الداخلي بين فرق العمل، مما تسبب في زيادة الضغط على الخط الناقل إلى مستويات تفوق قدرته التصميمية بكثير. الأكثر إثارة للدهشة هو أن الخط كان متروكًا لفترة طويلة، وتم تشغيله دون موافقة رسمية أو توقيع اتفاقية نقل مع شركة خطوط الأنابيب النفطية.
وهذا التجاهل الصارخ للإجراءات القانونية والمعايير الهندسية يعكس استهتارًا مريعًا بالسلامة العامة.
والخط الناقل الذي كان مصممًا لتحمل ضغط تشغيلي أقصى قدره 22 بار فقط، تعرض لضغط يفوق هذا الحد بشكل كبير، مما أدى إلى انفجاره. وعلى الرغم من أن الفحص السابق للخط كشف عن عدم قدرة شركة نفط الوسط على معالجة الغاز من الشوائب والسوائل، إلا أن ذلك لم يثنِ المسؤولين عن تجاوز هذا الحد، في سعيهم لتحقيق إنجاز زائف. النتيجة كانت انفجارًا مدمرًا أسفر عن خسائر فادحة في الممتلكات وأضرار كبيرة في الأرواح.
و الحادث يكشف عن مستوى مرعب من الفساد والإهمال الذي أدى إلى تعريض حياة الناس للخطر وإلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية.
ويقول خبراء بيئة انه لا يمكن أن يمر هذا الفعل دون عقاب، و يجب محاسبة المسؤولين عن هذه الكارثة بشكل صارم، فالإهمال والتواطؤ في مثل هذه القضايا لا يمكن أن يستمر دون رادع.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
ترامب: سأوقف الفوضى في الشرق الأوسط والحرب بأوكرانيا
محافظ المثنى يكشف عن فتح مقبرة جماعية: أكثر الجماجم لأطفال صغار
البطالة القانونية: عندما تتحول العدالة إلى أزمة مهنية