بغداد/المسلة:
في سماء الشرق الأوسط الملبّدة بغيوم الخنوع والخضوع، كان خطاب السيد حسن نصرالله، برقاً صاعقاً مختلفا عن كلمات المنابر، انه صرخة ثورية تمزق سكون الخوف، وتدك قلاع الظلم بصوت الحكمة.
كانت كل كلمة تنبض بروح التحدي، كل جملة تتردّد بين أصداء القوة والإصرار، كالسيف الذي يلمع في ظلام المعركة ويجعل العدو يرتعد من هول العاقبة.
لم يكن خطاب السيد نصرالله، مجرد تعبير عن موقف، بل كان فصلاً جديداً يُكتب في تاريخ النضال، يتسم بالحكمة والحنكة السياسية، ويُبرز شجاعة نادرة في مواجهة العدو.
لم يدعُ إلى العنف المجنون أو الانتقام الأعمى، بل إلى ضربات محكمة، استهدفت أهدافاً عسكرية واستخباراتية بعناية ودقة.
لم يكن في قاموسه مكان للعبث بحياة الأبرياء، فكل فعل كان رسالة تحمل بين طياتها معنى العدالة والكرامة.
وعندما تحدّث عن حق الرد، كان حديثه أقرب إلى وعد من فارس نبيل لا يرضى إلا بالنصر التام.
قال السيد نصرالله: “إذا كانت نتيجة عملية الرد الأولي مرضية فإن عملية الرد تكون قد تمت، وإذا لم تكن كافية فنحتفظ بحق الرد”. جملة كالسكين، تقطع أوصال العدو وتجعله يعيش في حالة من الترقب والارتباك، ينتظر بلا جدوى، حتى يختنق بانتظار الرد الذي لا يعرف موعده.
كان الخطاب مشحونًا بشجاعة لا تعرف التراجع، وصبر لا يعرف الهزيمة. كان السيد يتحدث بلغة الثوار، بلغة من لا يخشى في الحق لومة لائم، بلغة من يوقن أن التضحيات هي الطريق الوحيد نحو الحرية.
لم يكن يتردد في إعلان موقفه الثابت، بأن التأخير في الثأر لم يكن ضعفاً، بل كان فرصة يمنحها للسلام، ولكن ليس سلام الخنوع، بل سلام الشرف والكرامة.
أكد السيد نصرالله في خطابه، أن الأمة ولبنان والمقاومين هم اليوم أصحاب القرار والقوة، والقوة هنا ليست فقط في السلاح، بل في الحكمة والبصيرة.
قال السيد بإصرار وايمان زوار الاربعينية وقد سمى الرد باسمها: “نحن قوم لا يمكن أن نقبل بذل ولا يمكن أن نحني الرقاب لأحد ودمنا المظلوم سينتصر على السيف.”
كلمات كالرعد تهز الأرض تحت أقدام الطغاة، وتُذكِّر الجميع أن هذا الدم الذي سفك ظلماً لن يذهب هباءً، وأن الشعوب التي تعيش تحت نير الظلم ستنهض.
خطاب السيد نصرالله، درة في تاج الثورة، ونورًا يبدد ظلمات اليأس.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
قسم حماية آثار ميسان يعلن اكتشاف 400 بئر شاقولي أثري في منطقة الطيب
النمو السكاني يلتهم المدن: هل تستعد بغداد لاستقبال الملايين الجدد؟
نصر الله يشكر الحكومة العراقية على إرسالها الكوادر والمساعدات الطبية إلى لبنان