بغداد/المسلة: في ظل التوترات المتصاعدة في النظام المالي العالمي، يعكف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب على توجيه ضغوط متجددة على الدول للتمسك باستخدام الدولار الأمريكي كعملة احتياطية عالمية، ما قد يخلق تداعيات غير متوقعة قد تؤثر على وضعية الدولار في الأسواق العالمية.
هذا الضغط، الذي يأتي من مواقف ترمب المعروفة باستخدامه لرسوم الجمركية كأداة سياسية، قد يعزز الاتجاهات الساعية للابتعاد عن الاعتماد على الدولار، ويسرع خطوات الدول الراغبة في تقليص استخدامها للعملة الأمريكية.
رغم أن الدولار يهيمن على أكثر من 88% من تداولات سوق العملات الأجنبية، بما يعكس قوته الاستثنائية كأداة عالمية للإقراض والاحتياط، يرى خبراء أن محاولات ترمب لتعزيز استخدام الدولار قد تؤدي إلى نتائج عكسية.
وبحسب تصريحات رودريغو كاترال من بنك “ناشونال أستراليا”، فإن الضغوط المتزايدة قد تدفع بعض الدول إلى البحث عن بدائل للدولار لتجنب المخاطر المترتبة على سيطرة الولايات المتحدة. وبدورها، تشير سيندي لاو من شركة “أفاندا إنفستمنت مانجمنت” إلى أن تحركات ترمب تهدف إلى الحفاظ على هيمنة الدولار كمخزن آمن للقيمة، ما قد يجعل الدول أكثر إصراراً على إبرام اتفاقيات لتسوية التجارة بعملاتها المحلية.
ما يبرز تأثير هذه السياسة على العراق هو أنه كدولة تعتمد على الاقتصاد القائم على النفط، قد يتعرض لضغوط متزايدة مع توجيه التحركات نحو إبرام اتفاقيات تجارية بعيدة عن الدولار.
العراق، الذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالنظام المالي العالمي من خلال صادراته النفطية، قد يجد نفسه في موقف يتطلب تغيير استراتيجياته المالية والتجارية لتفادي الاعتماد المفرط على الدولار، ما قد ينعكس على استقراره الاقتصادي.
دول مثل الصين والبرازيل والهند بدأت فعلاً في تعزيز معاملاتها التجارية بعملاتها المحلية، في خطوة قد تكون بداية لمرحلة جديدة في نظام التجارة الدولية. من جانب آخر، صرح أولريش ليوشتمان من “كوميرز بنك” أن الهيمنة المستمرة للدولار ستواجه تحديات مع تزايد الممارسات السياسية الأمريكية التي قد تُعتبر أنانية.
هذه التطورات قد تدفع العراق إلى التفكير في خطوات استباقية لمواكبة التحولات المستقبلية، لتأمين مكانته الاقتصادية في عالم يشهد تحولات قد تهدد استقرار النظام المالي الحالي.
على الرغم من أن تهديدات ترمب قد لا تؤدي إلى انهيار فوري لهيمنة الدولار، إلا أن تأثيرها على المدى البعيد سيشكل دافعاً لدول أخرى للبحث عن سبل لتحقيق استقلالية اقتصادية أكبر، وهو ما قد يفرض على العراق اتخاذ تدابير لضمان استدامة اقتصاده في ظل هذا المشهد المتغير.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
ستون أم ثلاث وستون؟ معركة التقاعد تُشعل جدلاً في بلد الأحلام المؤجلة
مسؤول ايراني: ملامح اتفاق روسي تركي لإبعاد الأسد عن الحكم
الصدر يدعو الى عدم التدخل العراقي في الشأن السوري: “كما فعلوا من قبل”