بغداد/المسلة: أكدت إيران، الاربعاء، 17 آب، 2022، أنها ردت على المقترح المقدّم من الاتحاد الأوروبي ضمن جهود إحياء الاتفاق بشأن برنامجها النووي، في حين أكدت بروكسل أنه يخضع لتشاور بينها وبين الأطراف المعنيين وأبرزهم واشنطن.
وكان الاتحاد الأوروبي، منسّق مفاوضات إحياء الاتفاق الذي انسحبت الولايات المتحدة أحاديا منه قبل أربعة أعوام، قدّم الأسبوع الماضي اقتراح تسوية “نهائيا”، داعيا طهران وواشنطن للرد عليه أملا بانجاز مباحثات بدأت قبل عام ونصف عام.
وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إرنا” فجر الثلاثاء “قدمت الجمهورية الإسلامية الإيرانية ردها خطيا على النص المقترح من قبل الاتحاد الاوروبي وأعلنت أنه سيتم التوصل إلى اتفاق إذا كان الرد الأمريكي يتسم بالواقعية والمرونة”.
وأكد متحدث باسم وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في بروكسل، دراسة ردّ طهران.
وقال لوكالة فرانس برس “تلقينا ردّ إيران نقوم بدراسته والتشاور مع أطراف آخرين في خطة العمل الشاملة المشتركة والولايات المتحدة حول سبل المضي قدما”.
واكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان أن بلاده ستقدّم “مقترحاتها النهائية” بشأن إحياء الاتفاق الذي انسحبت منه الولايات المتحدة أحاديا عام 2018.
وأتاح الاتفاق المبرم بين طهران وست قوى دولية كبرى، واسمه الرسمي “خطة العمل الشاملة المشتركة”، رفع عقوبات عن الجمهورية الإسلامية لقاء خفض أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها. إلا أن الولايات المتحدة انسحبت أحاديا منه خلال عهد رئيسها السابق دونالد ترامب، معيدة فرض عقوبات على إيران التي ردت ببدء التراجع تدريجا عن معظم التزاماتها.
وبدأت إيران والقوى التي لا تزال منضوية في الاتفاق (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، روسيا، الصين) مباحثات لإحيائه في نيسان/أبريل 2021، تم تعليقها مرة أولى في حزيران/يونيو من العام ذاته.
وبعد استئنافها في تشرين الثاني/نوفمبر، علّقت مجددا منذ منتصف آذار/مارس مع تبقي نقاط تباين بين واشنطن وطهران، رغم تحقيق تقدم كبير في سبيل انجاز التفاهم.
وأجرى الطرفان بتنسيق من الاتحاد الأوروبي مباحثات غير مباشرة ليومين في الدوحة أواخر حزيران/يونيو، لم تفضِ الى تحقيق تقدم يذكر. وفي الرابع من آب/أغسطس، استؤنفت المباحثات في فيينا بمشاركة من الولايات المتحدة بشكل غير مباشر.
وبعد أربعة أيام من التفاوض، أكد الاتحاد الأوروبي أنه طرح على طهران وواشنطن، صيغة تسوية “نهائية” وينتظر ردهما “سريعا” عليها.
وقال متحدث باسم الاتحاد في حينه “لم يعد هناك أي مجال للمفاوضات (…) لدينا نص نهائي. لذا إنها لحظة اتخاذ القرار: نعم أم لا. وننتظر من جميع المشاركين أن يتخذوا هذا القرار بسرعة كبيرة”.
ووفق تصريحات مسؤولين إيرانيين، كانت إحدى النقاط الأساسية التي طالبت بها طهران في المباحثات الأخيرة في فيينا، إنهاء الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، قضية العثور على آثار لمواد نووية في مواقع لم تصرّح إيران أنها شهدت أنشطة نووية، وهي مسألة أثارت توترا مؤخرا بين الطرفين.
وكما شددت طهران مرارا على ضرورة الحصول على ضمانات بتحقيق فوائد اقتصادية كاملة من الاتفاق النووي خصوصا في مجال رفع العقوبات، وعدم تكرار الانسحاب الأميركي منه.
وكتب مستشار الفريق التفاوضي الإيراني محمد مرندي عبر تويتر إن “حل القضايا المتبقية ليس صعبا”.
وأشار الى أن الملاحظات الإيرانية على النصّ المقترح سببها “خروق سابقة (للاتفاق) من الولايات المتحدة” والدول الأوروبية الأطراف فيه، مضيفا “لا يمكنني القول إن الاتفاق سيحصل، لكننا أقرب مما كنا عليه”.
واكد أمير عبداللهيان أن “الأيام القادمة أيام مهمة (…) في حال تمت الموافقة على مقترحاتنا، نحن مستعدون للانجاز وإعلان الاتفاق خلال اجتماع لوزراء الخارجية”.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
من نظام الأسد إلى علم الاستقلال.. الإعلام السوري يغيّر جلده في ليلة وضحاها
العرب بين حداثة الزيف وأزمة الوعي
الازدواجية بين الأسد وصدام