بغداد/المسلة: قاسم سلمان العبودي
يبدوا أن الدم العراقي أصبح في ذيل إهتمام الحكومة العراقية التي دائماً تكتفي ببيانات الشجب والاستنكار التي ملَّ الشعب العراقي منها ومن قائليها .
قبل أن نشرق ونغرب لاتهام تركياً وأدواتها التي أطلقتها في الفضاء الوطني العراقي ، يجب علينا أولاً اتهام حكومة إقليم شمال العراق لأنها المسبب الرئيسي لتلك الجريمة البشعة التي ازهقت أرواح العراقيين بدم بارد . نعم حكومة مسعود البرزاني هي من أوجدت الأسباب التي دعت القوات التركية الى أحتلال أجزاء من العراق ، فضلاً عن القصف اليومي الذي يطال الشعب الكوردي والعربي على حد سواء .
حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه أنقرة على أنه منظمة ( أرهابية ) ، هي الذريعة التي تتحجج بها حكومة أردوغان ، والتي جاء بتلك العناصر الى شمال العراق هو مسعود وأركان حكومته التي أعطيت مساحة كبيرة جدا في أتخاذ قرارات منفردة أدت الى كثير من الكوارث وآخرها ما حصل في مصيف برخ .
تعلمون تمام العلم أن حكومة مسعود البرزاني لن تسمح بأي حال من الاحوال بدخول القطعات العسكرية أو الأمنية العراقية الى شمال العراق ، ولن تستطيع حماية حدود الإقليم من الاجتياح التركي فضلاً عن حماية المدنيين .
قبل الذهاب الى تركياً وتأديبها ، وأنا أقول من اليسير ذلك ، على حكومة العراق أتخاذ سلسلة إجراءات عقابية ضد قادة إقليم كردستان بعدم المجازفة بمصير الشعب العراقي بعربهِ وكورده والكف عن الممارسات الحمقاء التي أرهقت المواطن الكوردي قبل غيره . على القوى السياسية والبرلمانية ، وضع حد لسلوك قادة الإقليم عبر تشريع القوانين التي من شأنها أن تحد من ( الاستهتار ) الكوردي .
أمًا حكومة تركياً التي استباحت الدم العراقي فضلاً عن أرضه ، على عاتق حكومة المركز تقع مسؤولية المطالبة بالانسحاب أولاً من الأراضي العراقية ، ومن ثم إلغاء جميع الاتفاقيات التجارية ، ومنع شركاتها من دخول السوق العراقي ، وذلك إنتقاما للأرواح التي أُزهقت امام أنظار ألعالم . وكذلك المطالبة من الجانب التركي بالإغلاقات المائية التي تعتبر حصة العراق وفق قانون التشاطيء الدولي . كما أن طرد عناصر حزب العمال التركي ، أصبح ضرورة ملحة بعد أن تمادى هو الآخر في استضعاف أبناء مناطق بعشيقة وسهل نينوى وغيرها من المناطق وتحت تهديد السلاح الذي أجبر سكان تلك
المناطق عن التنازل عن حقولهم وممتلكاتهم ، وبدعم واضح من حكومة إقليم كردستان .
نعتقد أن هذه الخطوات هي من تعيد هيبة الدولة وسيادتها ، وليس تسليم سلاح المقاومة وتفتيت الحشد الشعبي الذي يحاول البعض من سياسيو العراق تسويقه عبر خطاباتهم التي صمتت على جريمة ( تعطيش ) الشعب العراقي ومن ثم احتلاله وقتل شعبه . تخيل أيها القاريء العزيز ، لو أن إيران هي من قصفت المصيف ، وقتلت السائحين لرأينا ، التفاعل الكبير الذي ستطلقه أطراف العملية السياسية بكل مكوناتها الرافضة ، وسنرجع مره أخرى الى شعار إيران بره بره الذي غذته السفارة وأدواتها في العراق سابقاً .
اليوم هناك أنتهاك تركي واضح للسيادة الوطنية أمام أنظار العالم كُله . فأذا كانت هناك إتفاقية أمنية حقيقة مع الجانب الاميركي ، كما يروج لها المفصل الحكومي العراقي ، فيجب أجبار الجانب الاميركي الضغط على الجانب التركي من أجل مغادرة الأراضي العراقية في الشمال وإنهاء احتلاله . وألا ما الداعي لإتفاقية الدفاع المشترك التي يتبجح بها الكاظمي وغيره والتي أرهقت الشعب العراقي ، وأذلته في آن واحد .
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد إذنا بالخروج من الأراضي الروسية
الزلزال السوري: ضربة قاصمة للمقاومة.. وانكفاء روسي وانتصار لتركيا واسرائيل
ترامب يرد على منتقدي نفوذ ماسك: لم يولد في أميركا ولن يصبح رئيساً