بغداد/المسلة: ترى تحليلات أن تصاعد الصراع بين إسرائيل وحزب الله سوف يزيد من تعقيد الأوضاع الإقليمية في الشرق الأوسط، مما يؤثر على العراق الذي تربطه علاقات وثيقة بإيران.
وإذا تورطت إيران بشكل مباشر في النزاع، قد يتعرض العراق لضغوط أكبر للتوازن بين مصالحه الإقليمية والدولية. إضافة إلى ذلك، فان التصعيد سوف يؤدي الى مشاركة مباشرة لفصائل مسلحة عراقية ضمن محور المقاومة في الحرب.
كما ان تصاعد الصراع سوف يعرّض العراق لضغوط اقتصادية إضافية. مع احتمال تدفق النازحين من لبنان إلى العراق، و سوف تتزايد التحديات المتعلقة بالموارد والبنية التحتية، كما قد يجد العراق نفسه مضطراً لتقديم مساعدات مالية واقتصادية لدعم لبنان، نظراً للعلاقات السياسية والعاطفية الوثيقة بين البلدين، خاصة في إطار المحور الذي يجمعهما بإيران.
و تشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية تصعيدا كبيرا مع تكثيف إسرائيل هجماتها على لبنان، مستهدفة مواقع تقول إنها تابعة لحزب الله.
وقد أدت هذه الهجمات إلى سقوط مئات القتلى، حسبما ذكرت السلطات اللبنانية.
ويتزامن هذا التصعيد مع توترات سابقة استمرت لمدة عام تقريبا، ما أثار مخاوف من اندلاع حرب أوسع نطاقا قد تشمل إيران وتسبب دمارا كبيرا في المنطقة.
بدأت الأعمال الحربية بين إسرائيل وحزب الله في أكتوبر الماضي بعد هجوم لحركة حماس على إسرائيل فيما حزب الله، الحليف القوي لإيران وحماس، بدأ بشن هجمات دعما للفلسطينيين في قطاع غزة.
يأتي ذلك في سياق ارتباط أيديولوجي طويل الأمد بين حزب الله والصراع مع إسرائيل. فمنذ تأسيسه في عام 1982 بمساعدة الحرس الثوري الإيراني، خاض حزب الله عدة حروب ضد إسرائيل، كان آخرها عام 2006.
وإسرائيل تعتبر حزب الله أكبر تهديد على حدودها الشمالية بسبب ترسانة الصواريخ الكبيرة التي يملكها التنظيم.
ويتصاعد الصراع في المنطقة بشكل مستمر، حيث تواصل إسرائيل استهداف مواقع حزب الله، بينما يرد الحزب بإطلاق صواريخ على مدن إسرائيلية.
وقد تركزت الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على جنوب لبنان وضاحية بيروت الجنوبية، مع توجيه ضربات إلى قادة كبار في حزب الله.
وفي المقابل، أطلق الحزب صواريخ نحو مدن مثل حيفا، مما يزيد من احتمالات حدوث مواجهات أوسع.
على الرغم من ضراوة الأعمال القتالية، لا تزال احتمالية اندلاع حرب شاملة قائمة.
و حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أن بيروت قد تواجه مصير غزة إذا استمر حزب الله في توسيع الصراع.
ورغم تأكيد حزب الله أنه لا يسعى للحرب، فإنه أوضح استعداده لها إذا اضطر لذلك، ما يزيد من تعقيد المشهد.
وفي الحروب السابقة بين الطرفين، تعرض كلا الجانبين لخسائر فادحة في البنية التحتية والأرواح.
ومع امتلاك حزب الله لأسلحة أكثر تطورا مقارنة بعام 2006، قد تكون الحرب المقبلة أشد ضراوة.
في ظل هذه التطورات، تبدو الحلول الدبلوماسية بعيدة المنال. على الرغم من جهود وساطة قامت بها الولايات المتحدة وفرنسا في الماضي، إلا أن الصراع المستمر بين إسرائيل وحزب الله يجعل من الصعب التوصل إلى اتفاق. ولا تزال محادثات وقف إطلاق النار في غزة متعثرة، بينما تتجنب واشنطن الضغط علنا على إسرائيل لتخفيف قصفها للبنان.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
كيف انتهى حلم الكيان باحتلال ست دول عربية ؟
مقتل 3 ضباط من الكيان بمخيم جباليا
دول خليجية تحث أميركا على منع الكيان من قصف حقول نفط إيرانية