بغداد/المسلة: تشهد الحملة الانتخابية في إقليم كردستان العراق حالة غير مسبوقة من التوتر والانحراف عن السلوك الانتخابي النزيه، حيث وصلت الأمور إلى مستويات متدنية من الدعاية الانتخابية.
الأحزاب والقوى السياسية الكردية، بدلًا من التنافس على تقديم برامج تخدم المواطن وتطوير الخدمات، انغمست في ممارسة حملات التسقيط المتبادل، وتمزيق وحرق الإعلانات الانتخابية للمرشحين في مختلف محافظات الإقليم.
من أبرز سمات هذه الحملة هو تدمير الفلكسات والإعلانات المرشحين، وهو تصرف يعكس مستوى غير متحضر من التعامل مع المنافسة الانتخابية.
أحد المواطنين، أحمد عمر، يقول: “من المزعج أن نرى الأحزاب تتصارع بهذا الشكل. كنا نأمل أن نرى برامجًا حقيقية تخدمنا، لكن كل ما نشاهده هو تشويه سمعة الآخرين”.
ويُعزى هذا الوضع إلى غياب ثقافة انتخابية ناضجة بين الأحزاب السياسية، وخاصة بين الحزبين الرئيسيين الحاكمين في الإقليم.
وفي هذا السياق، يتغذى الصراع السياسي باستخدام الجيوش الإلكترونية، التي تنشر التضليل وتزيد من حدة الانقسام بين القوى السياسية.
و الحملة الانتخابية، تعاني من غياب أي تنافس حقيقي قائم على البرامج والسياسات، بل تحولت إلى ساحة صراع لا أخلاقي بين الأحزاب، مما ينعكس سلبًا على المجتمع الكردي.
بينما أضافت “هاجر”، مواطنة من أربيل: “نحن نريد انتخابات نزيهة، وليس حربًا على وسائل التواصل الاجتماعي. يجب أن نكون قادرين على اختيار ممثلينا بناءً على برامجهم، وليس على ما يقوله الآخرون عنهم”.
وأحد أخطر التداعيات لهذا النوع من التسقيط هو التأثير على نسبة مشاركة الناخبين في الانتخابات، التي كانت في السابق منخفضة جدًا وبلغت حوالي 28% في الانتخابات السابقة.
ومن المتوقع أن يؤدي هذا التوتر إلى تفاقم الإحباط لدى الناخبين، ما قد يسبب عزوفًا أكبر عن المشاركة السياسية.
محمود كريم، مواطن آخر، أشار إلى أن “الناخبين يكتفون بمشاهدة المعركة الكلامية بين الأحزاب، وهذا يدفع الكثيرين إلى العزوف عن المشاركة. نسبة المشاركة في الانتخابات السابقة كانت 28%، وهذا مؤشر خطير على عدم رضا الناس عن العملية السياسية”.
ويُعزى هذا الانحدار في مستوى السلوك الانتخابي إلى هيمنة الأحزاب الحاكمة، التي باتت تعتمد على نشر الفتن والخلافات بدلًا من تعزيز العملية الديمقراطية، مما يهدد مستقبل المشاركة الشعبية في العملية الانتخابية
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
ترامب يرد على منتقدي نفوذ ماسك: لم يولد في أميركا ولن يصبح رئيساً
حل الحشد: الحلم المستحيل أم ضغط دولي لا مفر منه؟
العثور على جثة قبطان سوري في سفينة بأحد موانئ العراق