بغداد/المسلة: منطقة بحر النجف تعد واحدة من المناطق الطبيعية النادرة في العراق، التي تتميز بتنوع بيولوجي فريد، لكنها تواجه تحديًا بيئيًا خطيرًا يتمثل في محاولات تحويلها إلى صحراء.
وهذه المحاولات تهدد بتحطيم النظام البيئي الغني في المنطقة، حيث تستضيف أنواعًا نادرة من النباتات والحيوانات التي قد تختفي بالكامل إذا ما استمر هذا التوجه.
التحويل إلى صحراء لا يقتصر ضرره على الحياة البرية، بل يهدد الزراعة وسبل العيش المحلية، حيث إن تدهور التربة وزيادة التصحر سيؤثران مباشرة على إنتاجية الأرض الزراعية.
و يعتمد المزارعون في هذه المنطقة على الأراضي الخصبة التي تغذيها مياه بحر النجف، ولكن إذا تم تجفيفها وتحويلها إلى أرض قاحلة، ستتفاقم مشكلة نقص المياه وستتأثر المخزونات الجوفية التي تعتمد عليها الزراعة المحلية.
المشاريع الإنتاجية التي أقامها مربو الماشية والمزارعون في المنطقة ستتأثر بشكل كبير هي الأخرى.
وهؤلاء المربون نجحوا في تحويل المنطقة إلى مركز إنتاج حيواني يسهم في تزويد الأسواق المحلية والمحافظات المجاورة بالمنتجات الحيوانية والأسماك، لكن هذه النجاحات معرضة للتراجع في ظل التهديدات البيئية.
السياحة، سواء كانت بيئية أو دينية، تعتمد كذلك على طبيعة وجمال هذه المنطقة.
وبحر النجف يجذب الزوار من مختلف أنحاء العراق وخارجه، ويشكل وجهة سياحية تتميز بمناخها الخاص وتنوعها البيئي. فيما التحويل إلى صحراء سوف يسلب المنطقة هذا الجمال ويدمر البنية السياحية التي تعتمد عليها المنطقة اقتصاديًا.
المختص في الشأن البيئي، سنان الحجاج، أشار إلى أن “محاولات تحويل منطقة بحر النجف إلى صحراء، خطوة قد تتسبب في تدهور بيئي شامل يهدد النظام البيئي في المنطقة”، موضحًا أن بحر النجف يُعتبر موطنًا لأنواع نادرة من النباتات والحيوانات، وتحويله إلى صحراء سيؤدي إلى فقدان هذه الأنواع وربما انقراض بعضها كليًا.
مواطن من سكان المنطقة، حسن علي، مربي ماشية، قال إن “المنطقة كانت مصدر رزقنا لعقود، ونحن نعتمد على بحر النجف في تربية الماشية والزراعة. إذا تم تحويله إلى صحراء، سنتكبد خسائر فادحة وقد نضطر للبحث عن مناطق أخرى، وهذا صعب”.
بدوره، أضاف أحد السياح الدينيين القادمين من بغداد، أحمد كريم، “كنت أزور بحر النجف منذ سنوات، فهو مكان يجمع بين الروحانية والطبيعة الخلابة. إن تحول هذه المنطقة إلى صحراء، سنفقد جزءًا من تراثنا وجمال بلدنا”.
و أعلن مجلس محافظة النجف الأشرف، رفضه لتحويل منطقة بحر النجف إلى صحراء، فيما دعا مديرية البيئة إلى إيجاد مناطق بديلة لجعلها محمية طبيعية.
وأضاف، أن “إيقاف الإنتاج في تلك المنطقة سيؤدي إلى تحويل المنطقة إلى صحراء”، مبينا أن “لجنة الزراعة تمتلك 18 مليون دونم في بادية النجف، داعيا مديرية البيئة للاختيار منها ما تشاء لتكون محمية طبيعية”.وأوضح، أن “مديرية بيئة النجف الأشرف أنذرت المربين في بحر النجف بغلق مشاريعهم وتسليمها إلى مديرية البيئة بدعوى أن المنطقة محمية طبيعية”.
من جهتها أكدت رئيسة قسم خدمات الثروة الحيوانية في زراعة النجف إسراء سليم، أن “منطقة بحر النجف مساحتها واسعة جدا، وقد أسهمت في الحفاظ على استقرار الأسعار من خلال المشاريع المنتجة التي أرفدت الأسواق بأكثر من 13 ألف طن من الأسماك الطازجة سنويا”.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
يعد بحر النجف من البيئات المائية الفريدة من نوعها اذا يمتد هذا المسطح المائي ضمن منطقة الهضبة الغربية في محافظة النجف الاشرف وان المحافظة علية واجراء متطلبات التنمية المستدامه له والحفاظ على مياهه من التلوث واستثماره بشكل صحيح كمعلم سياحي ومنتجع ترفيهي يخدم سكان المحافظة والعراق والزوار الاجانب وبالتالي يكون مصدرآ من مصادر النفع الاقتصادي للبلد والمحافظة وهذا يتطلب ابعاد كل مظاهر التلوث عنه واستثماره بشكل علمي وعقلاني .