بغداد/المسلة: في ظل تصاعد التوترات في المنطقة، تبدو العلاقات السعودية الإيرانية على مفترق طرق.
ومنذ اتفاق الوفاق بين الرياض وطهران في مارس 2023، شهدت العلاقات تحسناً ملحوظاً، وهو ما ساهم في تقليل التوترات في الخليج.
ومع ذلك، فإن التطورات الأخيرة في الصراع الإيراني الإسرائيلي تشكل تهديداً لهذه العلاقة، خاصة مع تصاعد العنف في لبنان وغزة.
إيران تواجه اليوم تحدياً وجودياً يتمثل في الضربات الإسرائيلية على حزب الله، حليفها الأكثر أهمية في “محور المقاومة”، إضافة إلى التهديدات المحتملة من إسرائيل.
وعلى الرغم من رغبة طهران في الحفاظ على الانفراج مع دول الخليج، إلا أن التصعيد العسكري قد يدفعها إلى اتخاذ مواقف أكثر عدائية إذا ما شعرت بأن الدول الخليجية قد تنخرط في أي دعم مباشر أو غير مباشر للعمليات العسكرية الإسرائيلية أو الأميركية ضدها.
من جهة أخرى، تحاول دول مجلس التعاون، بقيادة السعودية، الحفاظ على التوازن الدقيق بين دعم الاستقرار في المنطقة وتجنب الانخراط في صراع مفتوح مع إيران.
ولقد أوضحت الرياض وشقيقاتها الخليجيات أنهن لن يتورطن في أي عمل عسكري ضد طهران، وهو ما يعكس رغبة في الحفاظ على الأمن الاقتصادي والسياسي، خاصة بعد تجربة هجمات أرامكو عام 2019 التي أبرزت قدرة إيران على توجيه ضربات قوية للبنية التحتية النفطية.
في هذا السياق، تبرز عدة محاور للخلاف المحتمل بين السعودية وإيران.
الأول هو كيفية التعامل مع التصعيد الإسرائيلي الإيراني اذ ان إيران قد تلجأ إلى الضغط على دول الخليج لعدم السماح باستخدام أراضيها أو أجوائها لأي عمليات تستهدفها، وهو ما قد يضع الدول الخليجية في موقف صعب إذا ما تصاعدت التوترات بين الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة وإيران من جهة أخرى.
المحور الثاني يتعلق بالتحالفات الإقليمية حيث إيران تسعى إلى منع توسع اتفاقيات إبراهيم بين إسرائيل وبعض الدول العربية، وهي ترى في تعزيز علاقاتها مع السعودية وسيلة للحد من هذا النفوذ. في المقابل، قد تجد السعودية نفسها في موقف معقد، حيث ترغب في تحسين علاقاتها مع إيران ولكن دون أن يؤثر ذلك على علاقاتها مع الولايات المتحدة أو إسرائيل.
أما المحور الثالث فهو مرتبط بالصراعات في غزة ولبنان.
طهران تسعى إلى حشد دعم خليجي لوقف إطلاق النار في هذه المناطق، لكنها تدرك أن السعودية وغيرها من دول الخليج قد تكون مترددة في الانخراط العميق في هذه الصراعات، خاصة إذا ما رأت أن دعم إيران لهذه الأطراف يزيد من حدة الصراع ولا يساهم في تهدئته.
على المدى البعيد، قد يشهد الانفراج بين السعودية وإيران تحديات كبيرة إذا لم تتمكن الدولتان من إيجاد أرضية مشتركة حول القضايا الأمنية الإقليمية فيما إيران ستظل تسعى للحفاظ على علاقاتها مع دول الخليج، ولكنها في الوقت نفسه ستواصل الدفاع عن مصالحها في مواجهة التهديدات الإسرائيلية. وفي حال شعرت طهران بأن الخليج يتجه نحو دعم التحالف الأميركي الإسرائيلي ضدها، فقد تتخذ خطوات انتقامية، بما في ذلك استهداف المصالح الاقتصادية الحيوية في الخليج.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
زعماء الوسطية.. هل قادرون على توجيه السكة على مفترق طرق إقليمي؟
اشنطن “ترفض بشكل قاطع” مذكرتي التوقيف بحق نتانياهو وغالانت
القسام: أجهزنا على 15 جنديا إسرائيليا من المسافة صفر