بغداد/المسلة: شهدت بغداد الجمعة تجمعين متنافستين يعكسان استمرار الخلاف بين زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر والاطار التنسيقي حول إجراء انتخابات مبكرة في ظل استمرار أزمة سياسية في العراق.
ومنذ تموز/يوليو، يتواجه الطرفان الشيعيان التيار الصدري والإطار التنسيقي،، في تصعيد جديد لخلافات سياسية حادة من دون ان يؤدي الوضع المتأزم إلى أعمال عنف، وسط مطالبة التيار الصدري بحلّ البرلمان وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة.
وأظهر الطرفان القدرة على تحشيد الجماهير، بعدما كان يُظن ان هذه الورقة بيد التيار الصدري وحده .
يواصل مناصرو التيار اعتصاماً بجوار البرلمان العراقي، في المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد التي تضمّ مؤسسات حكومية ومقرات دبلوماسية، ثم مالبثت أنصار الاطار ان حشدوا ايضا وباعداد هائلة.
وبعد ظهر الجمعة، بدأ الآلاف من مناصري الإطار بالتوافد على طريق مؤدّ إلى أسوار المنطقة الخضراء، وبثّ النشيد العراقي عبر مكبرات صوت فيما حمل المتظاهرون الأعلام العراقية.
وكُتب على إحدى اللافتات “مطلبنا تشكيل حكومة خدمة وطنية تكافح الغلاء والبطالة وانعدام الكهرباء”.
– “وجوه جديدة” –
وقال أبو مهدي البالغ من العمر 32 عاماً وهو من بين منظمي التظاهرة، وجاء من الحلة في وسط العراق لهذا الهدف، “نتظاهر من أجل حماية الدولة والدستور”، مضيفاً “فليعطوا الإطار التنسيقي فرصة بتشكيل حكومة”.
وبدأت الأزمة الحالية إثر رفض التيار الصدري نهاية تموز/يوليو، مرشح الإطار التنسيقي لرئاسة الوزراء.
ويعيش العراق منذ الانتخابات البرلمانية في تشرين الأول/أكتوبر 2021، في شلل سياسي تام مع العجز عن انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة، على خلفية خلافات سياسية متواصلة.
ويكمن الخلاف الأساسي في أن التيار الصدري أراد حكومة “أغلبية وطنية” بتحالف مع السنة والأكراد، في حين أراد خصومه في الإطار التنسيقي الإبقاء على الصيغة التوافقية.
وفي حين يقول الإطار التنسيقي الذي يضمّ كتلة دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي وكتلةً ممثلة للحشد الشعبي، إنه منفتح على حل البرلمان شرط انعقاده ومناقشة النواب وتصويتهم على ذلك، طالب مقتدى الصدر القضاء بالتدخل وحل المجلس بمهلة أقصاها نهاية الأسبوع المقبل.
وينصّ الدستور العراقي في المادة 64 منه على أن حلّ مجلس النواب يتمّ “بالأغلبية المطلقة لعدد اعضائه، بناءً على طلبٍ من ثلث اعضائه، أو طلبٍ من رئيس مجلس الوزراء وبموافقة رئيس الجمهورية”.
وأدى آلاف من أنصار التيار الصدري قرب البرلمان صلاة الجمعة قرب البرلمان عند منتصف النهار.
ويرى مناصرو التيار الصدري في زعيمهم رمزاً لمكافحة الفساد، في حين أن العديد من المناصب العليا في الوزارات يتولاها صدريون.
ومن أجل زيادة الضغط على خصومه، دعا الصدر نواب تياره المستقيلين ومناصريه إلى تقديم دعاوى جماعية للقضاء من أجل دفعه إلى حل البرلمان.
وكان متطوعون يوزعون استمارات الدعاوى على المعتصمين الذين سجلوا أسماءهم عليها وقاموا بتوقيعها تمهيداً لرفعها.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
تحديات داخلية تضغط على الاقتصاد: تقلبات أسعار النفط وارتفاع تكاليف الإنتاج
قائد الإدارة الجديدة في سوريا التقى فاروق الشرع ودعاه لحوار وطني
هل ستبقى سوريا موحدة؟