بغداد/المسلة: يبحث المواطن العراقي اليوم عن ملاذ آمن لأمواله وسط حالة من التوتر الاقتصادي والاضطرابات المالية.
وسوق الذهب في العراق، الذي يشهد تحولات متسارعة، يعكس هذا القلق العام، حيث ارتفع سعر المثقال (4.25 غرامات) إلى 585 ألف دينار عراقي (نحو 448 دولارًا أمريكيًا).
وافادت تحليلات أن ارتفاع أسعار الذهب بهذا الشكل يشير إلى توجه كثيرين نحو المعادن الثمينة كوسيلة للحفاظ على قيمة الأموال في ظل التضخم وتذبذب سعر صرف الدولار.
وذكرت آراء مختصين أن هذا الارتفاع غير المفاجئ لسعر الذهب قد يعكس دور العرض والطلب المتزايد، بينما أكد المتحدث باسم غرفة تجارة بغداد، رشيد السعدي، أن “الذهب قد يمثل بديلًا جذابًا لشراء العقارات، خاصة في ظل ما يشاع عن عمليات غسيل الأموال”.
وأضاف مختص في الشؤون المالية أن هناك دائمًا مخاوف من استخدام السوق المحلية في العراق كوسيلة لغسل الأموال، الأمر الذي قد يؤدي إلى تضخم في الأسعار وارتفاع غير مبرر في قيمة المعادن الثمينة.
وفق معلومات من مصادر مالية محلية، فإن سعر الذهب في العراق لا يعتمد فقط على الأسعار العالمية، وإنما يتأثر أيضًا بآليات العرض والطلب داخل السوق المحلية وسعر صرف الدولار مقابل الدينار.
وتحدثت مصادر عن تراجع القدرة الشرائية للمواطنين خلال الفترة الأخيرة، مع تزايد الأعباء الاقتصادية بشكل عام، مما أدى إلى انخفاض الإقبال على شراء الذهب، حتى من العيار الذي يفضله العراقيون عادةً وهو عيار 21.
وقال المواطن علي الجبوري، أحد الزبائن الذين تأثروا بارتفاع الأسعار، “لم يعد بإمكاني شراء الذهب كاستثمار كما كنت أفعل سابقًا، فالمثقال أصبح باهظ الثمن”.
وأشار إلى أن هناك معوقات إضافية تواجه المشتريين، حيث يشترط عند شراء الذهب من المنصة الحكومية أن يكون لدى المشتري حساب مصرفي برصيد لا يقل عن 13 مليون دينار.
وأضاف مختص في الاقتصاد أن ارتفاع أسعار الذهب والدولار يرتبط بزيادة في أسعار السلع الأخرى، وهو ما يؤثر سلبًا على الاقتصاد العراقي ككل، “فالذهب ليس فقط وسيلة للادخار، بل هو مؤشر على ثقة الناس بالاقتصاد”.
وتحدثت مصادر أن هناك تراجعا في الإقبال على شراء الذهب بسبب ارتفاع الأسعار، فيما شكك مختصون في مصدر الأموال التي تُستخدم لشراء كميات كبيرة من الذهب، ما أثار المخاوف من احتمال وجود عمليات غسيل أموال تتسبب في تضخم الأسعار وزيادة الطلب بشكل غير طبيعي.
واعتبر أحد المحللين أن استمرار ارتفاع الأسعار قد يدفع المواطنين إلى البحث عن خيارات استثمارية أخرى، بينما قد يبقى الذهب محط الأنظار لمن يملكون رؤوس الأموال الكبيرة ويبحثون عن ملاذات آمنة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
زعماء الوسطية.. هل قادرون على توجيه السكة على مفترق طرق إقليمي؟
اشنطن “ترفض بشكل قاطع” مذكرتي التوقيف بحق نتانياهو وغالانت
القسام: أجهزنا على 15 جنديا إسرائيليا من المسافة صفر