بغداد/المسلة:
علي المؤمن
الشكر الذي تقدمة للعراقيين الذين يقفون معك في محنتك، هو دليل نبلك وأصالتك وعرفانك؛ لكنك تخطئ حين تعمم هذا الشكر على جميع العراقيين؛ فليس كل الشعب العراقي يقف معك؛ فهناك الملايين منه هم ضدك ويعارضون دعمك واستضافتك، ويفرحون لحزنك ويحزنون لفرحك، وهم نسخ من خصومك اللبنانيين الذين يتمنون أن تمحو إسرائيل أثرك من الوجود.
أما الذي يصرخ من أجلك في أروقة الجهاد والسياسة والإعلام والمال، ويرسل إليك كل أنواع الدعم، وكذلك يستضيفك في العراق ويفتح لك بيته؛ فهو الشيعي العراقي ومرجعيته وحوزته وحكومته وتنظيماته ومؤسساته حصراً؛ فلا تجرحه وأنت تساوي بينه وبين العراقي الآخر الذي يسيء إليك؛ فهذا الآخر يستحق التقريع وليس الشكر.
نعم؛ الشيعي العراقي هو عراقي، لكنه ليس أي عراقي؛ إنه العراقي الموالي لما يجمعكما من عقيدة وأئمة ورموز وعتبات مقدسة وشعائر ونظام اجتماعي ديني ومنظومة مرجعية ومقاومة وآلام وآمال وحاضر ومستقبل، كما يجمعكما مبدأ ((إني سلمٌ لمن سالمكم وحربٌ لمن حاربكم ووليٌّ لمن والاكم وعدوٌّ لمن عاداكم))؛ فهو مبدأ يجمعك بالشيعي العراقي حصراً، ولا يجمعك حتى بمن يحمل جنسية بلدك، ولا يجمع الشيعي العراقي حتى بمن يحمل جنسية بلده.
ولذلك؛ يجب أن تعي بعمق، اليوم وغداً، أن الشيعي العراقي ليس أي عراقي، كما أنت لست أي لبناني؛ فأنت أيضاً الشيعي الذي تتحمل عبء المواجهة والتضحيات، بينما خصمك اللبناني يلومك ويقرعك، ويجد نفسه قريباً من العدو أكثر من قربه منك.
ومن المهم أن تعلم بأن الشيعي العراقي كريمٌ معطاءٌ بطبعه من أجل دينه ومذهبه، ليس بماله وحسب، وإنما بنفسه أيضاً، وكرمه هذا هو كرمٌ شيعيٌّ عراقي، وليس كرماً عراقياً بالمطلق، وهو وجهٌ آخر لكرمه السنوي في الأربعينية الحسينية؛ فذلك الكرم الأربعيني هو أيضاً كرم شيعي عراقي.
فإذا أحببت أن تقدم كلمات الشكر، فكن دقيقاً في خطابك، واشكر أخاك الشيعي العراقي حصراً، وإن كان لا يحتاج إلى الشكر؛ لأنه يقوم بواجبه تجاهك؛ لأنك دمه ولحمه وتاريخه وحاضره ومستقبله.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
ترامب: سأوقف الفوضى في الشرق الأوسط والحرب بأوكرانيا
محافظ المثنى يكشف عن فتح مقبرة جماعية: أكثر الجماجم لأطفال صغار
البطالة القانونية: عندما تتحول العدالة إلى أزمة مهنية