بغداد/المسلة: في خطوة تصفها مصادر بالتحوّل النوعي في مسار التنمية العراقية، دخل مشروع ميناء الفاو الكبير حيز التنفيذ الفعلي، متوّجاً جهود الحكومة العراقية في تحقيق قفزة تنموية يُنتظر أن تساهم في تعزيز مكانة البلاد اقتصادياً وسياسياً.
ووفقاً لتحليلات اقتصادية، فإن هذا المشروع الاستراتيجي سيخلق رصيداً جديداً لحكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، الذي أشرف شخصياً على تسلّم خمسة أرصفة من الشركة الكورية الجنوبية “دايو”، ما يمثّل – وفق تصريحاته – إنجازاً للعراق رغم المصاعب والعقبات التي واجهت المشروع.
وتقول مصادر مطّلعة أن السوداني أشار في عدة لقاءات خاصة إلى جهود مكثفة بذلتها حكومته لتجاوز عراقيل من قوى مختلفة سعت لإبعاد الشركة الكورية عن المشروع لصالح شركات صينية أقل كفاءة.
واعتبر مراقبون أن السوداني واجه ضغوطاً سياسية بهدف تحويل المشروع إلى وجهات أخرى، إلا أنه تمكّن من تثبيت التزام الشركة الكورية، وهو ما أثار جدلاً واسعاً بين مؤيدين ومعارضين.
وفي تدوينة، كتب مواطن عراقي: “أخيراً، ميناء الفاو يدخل عالم التجارة الدولية ويضع العراق على خريطة الاقتصاد العالمي، نأمل أن يكون هذا خطوة بداية لا نهايتها”.
وقد اعتبر محللون أن ميناء الفاو، بما يملكه من موقع جيوستراتيجي على رأس الخليج العربي، سيمثّل نقطة انطلاق لمشروع طريق التنمية الجديد الذي اتفق العراق على تنفيذه بالتعاون مع تركيا والإمارات وقطر، والذي سيربط الخليج جنوباً بالحدود التركية شمالاً.
ويهدف العراق عبر هذا المشروع إلى أن يكون جسراً اقتصادياً يربط منطقة الخليج بأوروبا مروراً بالأراضي التركية، ما سيضيف بعداً مهماً لشراكات العراق الإقليمية ويساهم في تنويع علاقاته الاقتصادية.
وفي تغريدة، علّق محمد حسين : “طريق التنمية يمكن أن يكون بديلاً يحرر العراق من ضغوط الموانئ التقليدية ويمنحه ثقلاً استراتيجياً في المنطقة، لكن السؤال: هل ستلتزم الحكومة بحماية هذا المشروع من التدخلات؟” وتأتي هذه التغريدة في إطار مخاوف متزايدة لدى العراقيين من محاولات جهات عديدة التأثير على المشروع بما يخدم مصالحها الخاصة، وفق ما أشار إليه بعض التقارير الاقتصادية.
ومع أن السوداني أقرّ بتحديات كبيرة واجهت انطلاق هذا المشروع، إلا أنه يعتبره ركيزة أساسية لتحويل العراق إلى محور تجاري يعيد رسم ملامح المنطقة.
ويقول محللون إن نجاح العراق في إتمام مشروع طريق التنمية سيجعل من بغداد شريكاً محورياً لدول الخليج وأوروبا، ما يتيح له الاستفادة من حركة التجارة العالمية المتسارعة عبر منطقة الشرق الأوسط.
وتشير تقارير اقتصادية إلى أن ميناء الفاو، الذي بلغت كلفته حوالي خمسة مليارات دولار، قد بدأ بالفعل في استقبال السفن التجارية الضخمة على أرصفته الجديدة.
وقالت مصادر مقربة من المشروع إن دخول ميناء الفاو في شبكة النقل العالمية سيمنح العراق دوراً محورياً في سلسلة التوريد العالمية، ويجعل من موقعه نقطة عبور رئيسية للتجارة بين الشرق والغرب.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
فراغ استراتيجي في قلب الشرق الأوسط يؤثر على العراق
أنبوب الغاز التغير السياسي في سوريا
مستقبل الاقتصاد السوري