بغداد/المسلة: أكَّدت وزارة الخارجيَّة العراقية في 5 آب/ اغسطس، 2022 استكمال الاستعدادات الخاصة لعقد الاجتماع الثالث لحوار الأديان بمُوعده المُحدد في نهاية شهر تشرين الأول المقبل، بالتنسيق مع دواوين الأوقاف الدينية في العراق، وهي الأوقاف الشيعية والسنية والمسيحية والمندائية والايزيدية .
وكانت الخارجية قد كشفت في 26 كانون الثاني/ يناير 2022، عن إن مؤتمر حوار الأديان المرتقب، سيكون بمشاركة المجلس البابوي في دولة الفاتيكان.
وانشغال العراق، بموضوع حوار الأديان، ليس جديدا، ففي 10 تموز/ يوليو 2022 شرعت الحكومة المحلية في محافظة ذي قار(جنوب)، في بناء مشروع مركز لحوار الأديان، يضم دور عبادة للديانات الإسلامية والمسيحية واليهودية والصابئية، إلى جانب قاعة ومنتدى لحوار الأديان في مدينة أور الأثرية.
وقال تقرير لـ المونيتور العالمية كتبه عدنان ابوزيد، ان أهمية حوار الأديان،ازدادت بشكل اكبر نتيجة أزمة الصراع مع تنظيم داعش المتطرف دينيا، الذي اجتاح العراق، بين عامي 2014-2017 وخلّفت نحو 6 ملايين شخص نزحوا من مواطنهم الأصلية.
والتقت وكيلة وزارة الخارجيَّة العراقية صفية طالب السهيل، عضو اللجنة التحضيرية العليا للمؤتمر في 8 آب/ اغسطس، 2022 مع سفير الكرسي الرسولي لدى العراق المطران ميتا ليسكوفار.
تتحدث صفية طالب السهيل عن إن “وزارة الخارجية العراقية وبرعاية رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، وتوجيه من وزير الخارجية فؤاد حسين سوف تحتضن منتدى دوليا لحوار الاديان في العاصمة بغداد بالتعاون والتنسيق مع الفاتيكان وعدد من الدول والمؤسسات الاممية، والغرض من ذلك هو تعزيز السلم الدولي والعيش المشترك والتي كانت من مخرجات مؤتمر بغداد للعام الماضي”.
وتتحدث سهيل “عن اجتماع بين دواوين الاوقاف في العراق والمجلس البابوي في دولة الفاتيكان كان قد عقد في دورته الاولى في العام 2013 و الثانية في العام 2017، حيث نوقشت التحديات التي تواجه ابناء الديانات وتم الاتفاق على موعد عقد المؤتمر بنسخته الثالثة في شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2022″، مشيرة إلى إن “المؤتمر سيعتمد عنوان (التربية السليمة للأجيال الصاعدة: طريق السلام والتنمية الشاملة)، كشعار له”.
وتكشف السهيل بعضا من اجندة المؤتمر وهي “تهيئة المعلمين لتأدية رسالتهم التربوية في صنع السلام، ومراجعة المناهج المدرسية لتعزيز ثقافة العيش المشترك”.
وعن الأطراف الرئيسية المنظمة للمؤتمر، تقول السهيل إن “مجلس الحوار الديني البابوي وهو احدى تشكيلات الفاتيكان الرسمية للحوار، ويقابلها من الجانب العراقي الرسمي دواوين الاوقاف الدينية، إضافة إلى زعامات روحية تمثل كافة الأديان”.
وتؤكد السهيل على إن “الدولة العراقية حريصة على التزاماتها باحترام مبادئ حقوق الانسان والديمقراطية وهو ما اكده الدستور العراقي الذي يتضمن حقوق الاقليات الثقافية والدينية وغيرها من الحريات الأساسية، كما إن العراق ملتزم بتوصيات ومخرجات زيارة قداسة الحبر الأعظم الى العراق”.
ويكشف الوكيل الديني والثقافي لديوان الوقف الشيعي الدكتور احسان جعفر احمد، عن “مؤتمرين سابقين حول الحوار شارك فيهما الوقف الشيعي في الفاتيكان، فيما سيكون المؤتمر المرتقب الجديد هو الثالث”.
واستطرد: “في العادة، فان هذه المؤتمرات تشهد عقد اجتماعات تحضيرية للاتفاق على المحور وتتفرع منه محاور اخرى حيث يصار الى تقديم اوراق او رؤى المشاركين خلال ايام المؤتمر ثم يصار الى صياغة بيان ختامي يعبر عن وجهة نظر مشتركة تؤدي إلى التقارب وتوسيع المشاركة المستندة الى العامل الانساني”.
وكشف احمد عن إن “الوقف الشيعي يشارك في المرحلة التحضيرية للمؤتمر الثالث، وقد تبنت وزارة الخارجية الجانب المتعلق بالتواصل بين المشاركين وتسهيل الجوانب البروتوكولية وهناك لجان تعمل على بلورة العناوين التي سيتم النقاش حولها في المؤتمر”.
يتوقع احمد ان “نتائج هذه اللقاءات ستكون ايجابية وتنعكس على جميع الاصعدة وطنيا واقليميا وعالميا على اعتبار ان التحديات التي تواجهها مجتمعاتنا هي تحديات كبيرة لاسيما للعاملين في الحقل الديني”.
يستطرد احمد إن “الوقف الشيعي متبني لهذه المشاريع بكل تفاصيلها، ويدعو الى التقارب والحوار للوصول الى المشتركات التي تخدم مجتمعاتنا الغربية والشرقية كما يوجد حرص من المؤسسات الدينية العراقية على السير على نهج المرجعية العليا المتمثلة بسماحة المرجع الاعلى السيد علي السيستاني، والاستنارة بتوجيهاته في التعاطي مع الانسان ومع المجتمعات”.
ويرى احمد إن “كلا من الديوانيْن، الشيعي و السني، يعملان على بناء المشتركات الكثيرة والانطلاق لإعادة اللحمة الوطنية واعادة بناء ما دمره الفكر المتطرف من اجل وحدة العراق المتعدد الاديان والطوائف والمذاهب و الاثنيات، حيث نعمل على إن يكون هذا التنوع، مصدر قوة للعراق”.
القيادي في ائتلاف دولة القانون، ورئيس تحرير صحيفة الصباح السابق، عبس عبود، يقول إن “لا صراع اديان في العراق، بل هنالك صراع قوميات وطوائف”، مشيرا إلى إن “العراق كان منذ القدم بلد متنوع العقائد الدينية كما يتوفر على اقدم الكنائس ودور العبادة المختلفة”.
ويعتبر عبود إن “الأقليات في العراق تعيش في وضع جيد مقارنة بدول أخرى، عدا الحالة الاستثنائية في حقبة اجتياح تنظيم داعش التكفيري للأراضي العراقية”.
يرى عبود إن “المنطقة في حاجة ماسة إلى حوار الأديان، ويمكن إن يلعب العراق الدور المحوري في هذا المشروع نظرا لكونه بلد متنوع ومتسامح، فضلا عن إن شعبه على تماس مع الترك والفرس والقوميات الأخرى نظرا لموقعه الجغرافي، وهذا يمنحه دورا رياديا في تعزز الحوار”.
وشهد العام 2013، تأسيس “المجلس العراقي لحوار الاديان” الذي اخذ على عاتقه ابتكار آليات عملية لتفعيل التفاهم بين الاديان، عبر تنظيم ندوات ومشاركات فعالة في المؤتمرات العالمية لتسليط الأضواء على خطر الانقراض الذي تواجهه الأقليات.
لقد انحسرت الكراهية الدينية إلى حد كبير في العراق والمنطقة، في السنوات الأخيرة، لكن هناك حاجة إلى تغيير الثقافة المجتمعية للحفاظ على التعددية في العراق ومعالجة ذلك قانونياً واجتماعياً بسنّ تشريعات جديدة تؤكد على المواطنة المتساوية واحترام كافة الديانات وتجريم خطابات التمييز والكراهية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
قائد الثورة الاسلامية بايران: مخطط أميركا في سوريا هو نشر الفوضى والشغب
كيهان بعد سقوط الأسد : ايران لم تكن تريد هذا الخريف.. و سنعمل لتأمين مصلحة محور المقاومة
رائحة صفقة روسية – تركية – “إسرائيلية” وراء انهيار نظام الأسد