المسلة

المسلة الحدث كما حدث

صالح العراقي يطلق النداء الأخير داعيا الى تظاهرات مليونية وترقّب لردّ فعل الاطار

صالح العراقي يطلق النداء الأخير داعيا الى تظاهرات مليونية وترقّب لردّ فعل الاطار

13 أغسطس، 2022

بغداد/المسلة: دعا وزير الصدر، صالح محمد العراقي، السبت، إلى “زحف مليوني” نحو العاصمة بغداد.

وقال العراقي في تدوينة “هذا ندائي الأخير.. وقد أبرأت ذمّتي أمام ربّي وأبي وشعبي، بعد أن انقسم الإحتجاج الى فسطاطين.. صار لزاماً عليَّ أن أتحرّى أيّ الفسطاطين أكثر عدداً وأوسع تعاطفاً عند الشعب العراقي بغض النظر عن انتماءاتهم”.

وأضاف، “فبعد التوكّل على الله تعالى وحسن توفيقه، أوجّه خطابي هذا الى الشعب العراقي الحبيب بعشائره وشرائحه وطوائفه ونسائه شيباً وشباناً وأطفالاً، فإنني اليوم أعوّل عليكم بالمناصرة للعراق من أجل الإصلاح وإنقاذ ما تبقى منه لكي لا تكونوا لقمة سائغة للفـ*ـساد والظـ•ـلم والملـ*ـيشيـ*ـات والتبـ•ـعية وأهواء الأحزاب الفاسـ*ـدة والمتسلطة”.

وتابع، “نعم، أعوّل عليكم وأتوسّم منكم الشجاعة وعدم الخذلان.. فهي (نهاية الفرصة الأخيرة) وذلك من خلال مظاهرة (سلمية) ((مليونية)) موحدة من جميع محافظات العراق ومناطقه وقراه وأحيائه بل ومن كل أزقّته ومنازله للتوجّه الى العاصمة بغداد الحبيبة والى ساحة التحرير ثمّ الى أخوتكم المعتصمين لمؤازرة الإصلاح حباً بالعراق”.

وافادت تحليلات ان النداء الاخير، هذا سيكون حاسما لكنه يحمل بوادر يأس من الحسم، وفق ما تحمله سطور البيان، حيث اعترف صالح العراقي بوجود فسطادين من المتظاهرين.

وعلى الارجح فان الاطار لن يقف صامتا ازاء هذا التطور الجديد، وقد يدفع بانصاره الى التظاهرات العارمة ايضا.

وبينما تقف القوى السياسية في العراق وجهاً لوجه في الشارع دفاعاً عن مصالحها، ينتظر مصطفى في متجره في بغداد الزبائن النادرين الذين قد يشترون منه هذا اليوم، مترقّباً بقلق ما إذا كان سيتمكّن من تأمين قوته في مستقبل يزداد غموضاً يوماً بعد يوم.

في محلّه الصغير لملابس الأطفال الكائن في شارع حيوي من شوارع العاصمة، مروحة وحيدة تغيّر أجواء حرّ بغداد الخانق. ويقول الرجل البالغ 40 عاماً “جالسون، لا نعمل، بسبب التظاهرات. هؤلاء خرجوا بتظاهرات وأولئك خرجوا بتظاهرات، والحركة الاقتصادية تأثّرت كثيراً بنسبة 99%”.

ويضيف الأب لستة أطفال، فيما جلس ابنه ذو الثمانية أعوام خلفه، يتصفح الهاتف الذكي، “هناك تخوف من احتمال حصول صدامات بينهم، نحن نخشى هذا الأمر” في بلد لم يعرف الهدوء والاستقرار منذ عقود.

وتشهد بغداد اعتصامين مضادين، الأوّل مستمرّ منذ أسبوعين لمناصري التيار الصدري بجوار البرلمان العراقي، والآخر انطلق قبل يوم واحد يقيمه خصوم الصدر في الإطار التنسيقي على أسوار المنطقة الخضراء.

يواصل الطرفان التصعيد بينهما منذ أشهر، وسط مطالبة التيار الصدري بحلّ البرلمان وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة. أما الإطار التنسيقي فيرى أن الأولوية هي انعقاد البرلمان وتشكيل حكومة.

لكن هذه الشعارات السياسية لا تعني الكثير لمصطفى الذي يعتبر أن كلاً من الطرفين “يدافع عن مصالحه الخاصة”.

ومع الدعوات للانتخابات المبكرة، لا يشعر الرجل بحماسة كبيرة لتكرار أخطاء الماضي. ويقول “انتخبت مرتين فقط في حياتي، وندمت”.

– “امبراطوريات مال” –

يرفع الطرفان شعارات قد تستقطب كثيرين في بلد نسبة البطالة بين الشباب فيه تبلغ نحو 35%، وفق تقرير لمنظمة العمل الدولية في 2021. وبينما يشكّل النفط 90% من إيراداته، يعاني العراق انقطاع الكهرباء والجفاف على وقع تغير مناخي بات مؤثراً على الحياة اليومية للسكان.

ويقول التيار الصدري إنه يريد مكافحة الفساد وتغيير النظام، في حين يطالب مناصرو الإطار التنسيقي بحكومة تؤمن الخدمات الضرورية.

لكن بالنسبة لمصطفى، فإن هذه الأزمة “وهذا التوتر السياسي قائم منذ 19 سنة. منذ العام 2003… لم نرَ سياسياً جيداً حكم هذا البلد”.

وتبقى المفارقة بالنسبة للشيوعي علي جابر أن احتجاجات تشرين الأول/أكتوبر 2019 شهدت قمعاً دامياً أودى بالمئات، فيما نظم معتصمو القوى السياسية التقليدية “بانسيابية” تظاهراتهم.

ويضيف “نحن لم نتمكن حتى من الوصول إلى الخضراء لنوصل صوتنا. هم دخلوا خلال 8 دقائق… أي أن هناك تسهيلا من القوى الأمنية”.

في الشارع الآن، يرفع الطرفان شعارات “تتفق عليها كل القوى السياسية”، كما يرى جابر، من مكافحة الفساد والانتخابات المبكرة، لكن الفرق أنهما يطرحانها “كشعار لاستهلاك محلي” فقط.

– “تناحر نخب” –

بدأت الأزمة الحالية مع رفض التيار الصدري لمرشح الإطار التنسيقي لرئاسة الحكومة، لكن الشلل السياسي متواصل منذ 10 أشهر أي منذ الانتخابات البرلمانية المبكرة.

ويضمّ الإطار التنسيقي رئيس الوزراء الأسبق، العدو التاريخي لمقتدى الصدر نوري المالكي، وكتلة الفتح الممثلة للحشد الشعبي.

من متجر أخيه للهواتف في بغداد، يقول أحمد طالب القانون البالغ 23 عاماً “لا اتابع الوضع السياسي كثيرا، لأن ذلك يشعرني بتعب نفسي”، فيما عليه أن يواجه في الحياة اليومية الكثير من المصاعب.

ويضيف “بلا كهرباء نضطر الى أن ننام إلى جانب قالب ثلج… لكن الكهرباء لا تطفأ في البرلمان”.

رغم ذلك، يقول الشاب إنه يدعم مقتدى الصدر لأنه “ليست لديه مصلحة سياسية”.

 

 

 


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author