بغداد/المسلة: في تطورٍ يسلط الضوء على استراتيجيات القوى الكبرى في الشرق الأوسط، كشفت الاستخبارات الخارجية الروسية اليوم عن مخطط أميركي بريطاني مشترك يستهدف القواعد العسكرية الروسية في سوريا عبر تنظيم “داعش” الإرهابي. ويأتي هذا الإعلان في وقت تشهد فيه المنطقة توترات متصاعدة، حيث تكشف موسكو عن ما تصفه بمحاولات تقودها واشنطن ولندن لزعزعة استقرار الوضع في سوريا، بهدف تحقيق أهداف جيوسياسية طويلة المدى.
التحقيق الذي أجرته الاستخبارات الروسية يتضمن معلومات حول استعدادات أميركية وبريطانية لشن هجمات إرهابية على القواعد الروسية في سوريا باستخدام الطائرات المسيّرة، وذلك بالتعاون مع قادة ميدانيين في تنظيم “داعش”. وقد أثارت هذه التصريحات صدمة في الأوساط الدولية، خاصة وأنها تشير إلى تورط مباشر للقوى الغربية في إشعال المزيد من الاضطرابات في منطقة تعاني من التوترات منذ سنوات.
وبحسب الاستخبارات الروسية، فإن الهدف الأساسي للمخطط هو ضمان استمرار حالة الفوضى في الشرق الأوسط، وهو ما يصب في مصلحة أميركا وبريطانيا، اللتين يسعيان إلى إضعاف النفوذ الروسي في المنطقة. هذا المخطط، وفقًا لموسكو، ليس جديدًا، بل يأتي ضمن استراتيجية أوسع تهدف إلى الحفاظ على الهيمنة الغربية في المنطقة عبر تدمير أي محاولات لاستقرار الأوضاع، بما في ذلك محاولات روسيا لفرض الاستقرار في سوريا.
من جهة أخرى، تشير الاستخبارات الروسية إلى أن كلا من واشنطن ولندن يعتبران أن وجود القوات العسكرية الروسية في سوريا، لا سيما على ساحل البحر المتوسط، يشكل عقبة رئيسية أمام تنفيذ أهدافهم الجيوسياسية. لهذا السبب، تم تكليف تنظيم “داعش” بتنفيذ الهجمات على القواعد العسكرية الروسية بهدف دفع موسكو لإجلاء قواتها من المنطقة.
من الجدير بالذكر أن هذه التصريحات تندرج في سياق تقارير سابقة أفادت عن تدريب الولايات المتحدة لعناصر إرهابية في معسكرات خاصة في شمال سوريا، ما يفتح بابًا واسعًا من التساؤلات حول حقيقة الدور الذي تلعبه القوى الغربية في دعم الجماعات الإرهابية لتحقيق مصالحها الاستراتيجية في المنطقة.
في هذا السياق، تتصاعد التحليلات حول تداعيات هذه التحركات، حيث يعتقد العديد من الخبراء أن الفترة المقبلة قد تشهد المزيد من التصعيد العسكري والعمليات الاستفزازية في سوريا، ما قد يفضي إلى تحولات استراتيجية كبيرة في الشرق الأوسط.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
وزير الخارجية الأمريكي: ملفات التشدد تجاه الصين وإيران وأوكرانيا
تمرير برلماني جدلي لقانون العفو: مصالحة أم أزمة جديدة؟
وزير الخارجية السعودي: يجب تجنب الحرب بين إيران وإسرائيل