بغداد/المسلة: مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، يتجدد الحديث عن نهجه السياسي الذي لطالما أثار الجدل، ليس فقط داخليًا، بل على الساحة الدولية أيضًا. وفي خطوة خارجة عن المألوف، دعا ترامب مسؤولين وسياسيين أجانب لحضور حفل تنصيبه، وهو ما يعتبره محللون إشارة مبكرة إلى عودة نهجه الانعزالي المثير للجدل.
و تثير هذه الدعوة تساؤلات حول طبيعة السياسات التي سيعتمدها ترامب خلال ولايته الثانية، خصوصًا أنه لطالما تبنى مقاربة تركز على الداخل الأميركي وتتجنب التدخلات الخارجية. وتشمل قائمة المدعوين شخصيات بارزة من أقصى اليمين مثل رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، والسياسي البريطاني نايجل فاراج. هذا الاختيار يبعث برسائل واضحة حول تحالفاته القادمة، التي يبدو أنها ستعتمد على تيارات قومية وشعبوية، ما قد ينعكس على الملفات الدولية الشائكة.
ملفات خارجية ساخنة
ترامب لم ينتظر حتى تنصيبه الرسمي لتأدية دور محوري في بعض الملفات الحساسة. ففي قضية الحرب الإسرائيلية على غزة، تدخل مبكرًا عبر مبعوثه الخاص، للضغط على الأطراف المتصارعة من أجل التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار. هذا التدخل ينسجم مع وعوده الانتخابية بالحد من الحروب وإعادة تركيز السياسة الأميركية على قضايا داخلية.
أما الحرب الروسية الأوكرانية، فتبدو على رأس أولوياته. وفقًا لنائبه جي دي فانس، تسعى إدارة ترامب إلى وضع حد لهذه الحرب من خلال تسوية جديدة، تتضمن الاحتفاظ بخطوط التماس الحالية كمنطقة عازلة، مع ضمان حياد أوكرانيا. هذه المقاربة تعكس تباينًا واضحًا مع سياسة إدارة بايدن التي كانت تعتمد على دعم أوكرانيا دون شروط.
التحالفات الإقليمية والدولية
من أبرز الملفات التي يتوقع أن يعاود ترامب العمل عليها ملف تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل، وهو مشروع بدأه خلال ولايته الأولى عبر “اتفاقات أبراهام”. كما أن قضية كوريا الشمالية وبرنامجها النووي ستعود إلى الواجهة، مع احتمالية تجديد اللقاءات المباشرة مع زعيمها كيم جونغ أون، في إطار سياسة ترامب القائمة على المفاوضات الشخصية.
علاقة متوترة مع أوروبا
في المقابل، تظل علاقة ترامب مع حلفاء الولايات المتحدة الأوروبيين موضع شك. تصريحاته السابقة التي أثارت جدلًا، مثل مطالبته بضم جزيرة غرينلاند، قد تعكس ملامح سياسته المستقبلية تجاه أوروبا، التي تتسم بالخروج عن الأعراف الدبلوماسية التقليدية.
توقعات لسياسة خارجية مختلفة
المحللون يرون أن عودة ترامب للبيت الأبيض قد تؤدي إلى تغييرات جذرية في السياسة الخارجية الأميركية. ويشير جيمس روبينز، من معهد المجلس الأميركي للسياسة الخارجية، إلى أن ولايته الثانية ستكون أكثر حزمًا وجرأة. فمن المتوقع أن يسارع لإنهاء النزاعات، سواء في غزة أو أوكرانيا، كما سيعتمد نهجًا أكثر تشددًا تجاه إيران، مع تعزيز التقارب مع السعودية.
وفي ظل هذه التحركات، يبدو أن ترامب يسعى لإعادة تشكيل دور الولايات المتحدة على الساحة الدولية، وفق رؤيته الخاصة التي تجمع بين الانعزالية والقومية. فهل ستتمكن هذه الاستراتيجية من تحقيق الاستقرار المنشود، أم أنها ستؤدي إلى مزيد من التوترات؟ يبقى هذا السؤال مفتوحًا مع انطلاق ولايته الثانية.
أنت قلت:
عناوين مثيرة
قال ChatGPT:
ChatGPT
ترامب يعود: بين كسر القواعد وإعادة تشكيل التحالفات الدولية
خطوات ترامب الأولى: سياسة خارجية غير مألوفة وخصوم في حالة ترقب
مفاجآت مبكرة: لماذا دعا ترامب قادة اليمين المتطرف إلى حفل تنصيبه؟
من غزة إلى أوكرانيا: ترامب يتدخل قبل توليه المنصب
ترامب وحلفاؤه الجدد: سياسة خارجية تخالف قواعد اللعبة التقليدية
الرئيس العائد: هل تعيد سياسات ترامب الانعزالية تشكيل النظام العالمي؟
ترامب يهدد ويضغط: ماذا يحمل المستقبل للشرق الأوسط وأوروبا؟
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
منع البضائع الإيرانية والروسية في سوريا.. السياسة توجّه السوق
محافظ البصرة: خدمة الفيزا الإلكترونية متاحة.. و”المشكلة ليست عندنا” وأهلا بكم في العراق
وزيرة المالية طيف سامي: أرقام دقيقة تدحض ادعاءات إقليم كردستان