بغداد/المسلة: تمضي بغداد نحو القمة العربية كمن يُهيئ طقوس الخروج من نفق التهميش، لتجعل من اللحظة فرصة ذهبية، لا لالتقاط الصورة الجماعية، بل لتمرير الحلم المؤجل: جواز عراقي يُعامل باحترام السيادة لا بشكوك العبور.
وتلوح القمة كنافذة إجرائية قبل أن تكون منصة دبلوماسية، إذ لا يريد العراق أن يكون مجرّد مضيف لحفلٍ سياسي، بل مهندسًا لاعتراف جماعي بدوره المتجدد، ومؤسسًا لمرحلة يُعامل فيها جوازه كسفرٍ في هوية مستقرة لا كمحاولة لاجتياز اختبار أمني على بوابات الآخرين.
ويغلي المزاج الشعبي بنبض الترقب، وقد تحوّلت الحوارات في المقاهي والتغريدات على المنصات إلى مرآة تعكس الإجماع النفسي: نريد عبورًا بلا إهانة، وانتماءً لا يحتاج إلى ختم إذن.
يرى العراقيون في الجواز مرآة للكرامة، لا ورقة عبور.
يريدونه أن يُفتح له الباب كما تُفتح الأبواب لذوي الهيبة، لا كما يُفتح تحقيق لمن يحمل شبه شك.
وهذا ما على الحكومة أن تحمله معها إلى الطاولة، حين تقترح على الأشقاء إعادة فتح بوابات السفر بلا تأشيرة.
لقد واكب العراق آفاق العصر حين أطلق الجواز الإلكتروني المتوافق مع معايير “الإيكاو”، لكنه لا يزال خطوة تقنية، تحتاج إلى إرادة سياسية تعيد رسم خريطة الانتماء العربي، من حدود العزل إلى فضاءات التكامل.
ومن واجب الدولة أن تُهندس مشهدًا جديدًا، لا تُوقّع فيه اتفاقيات عبور فقط، بل تُعلن فيه عن بداية حقيقية لوطن تُحترم وثيقته في المطارات كما يُحترم تاريخه في الذاكرة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
البيت الأبيض: إيران قادرة على صنع قنبلة نووية خلال أسبوعين
حديث أمريكي يخص “مضيق هرمز”: إيران قد تشل البحرية الأمريكية
الخارجية توجه دعوة “هامة” للعراقيين في إيران