المسلة

المسلة الحدث كما حدث

عاشوراء.. الذاكرة تشتعل بدمعة

عاشوراء.. الذاكرة تشتعل بدمعة

6 يوليو، 2025

بغداد/المسلة: في العاشر من محرم، يعود المسلمون في العراق والعالم إلى مشهد تتكرر دموعه منذ قرون، لا لأنهم أسرى الماضي، بل لأن المأساة التي وقعت في كربلاء تظل تتقد في الذاكرة وكأنها لم تُطوَ يوماً. فالثورة التي أطلق شرارتها الإمام الحسين عليه السلام، لم تكن ضد سيف بعينه، بل ضد مبدأ أراد طمس العدالة واستباحة الضمير.

وتغدو المجالس الحسينية في هذا اليوم أكثر من مجرد ذكرى؛ بل هي مدارس مفتوحة على مدار القلب، تروي للمستمعين “المقتل الحسيني” بصوت عبد الزهراء الكعبي، ذلك الصوت الذي صار قطعة من الطقوس، تنغرز كالسهم في ذاكرة المستمع، لتغدو المأساة حاضرة لا في العقل فحسب، بل في نبضات الوجدان.

وتتسع ساحة العزاء لتشمل العراق كله، تمتد من الأرياف حتى قلب المدن، من الأزقة المعتمة حتى الساحات الكبرى، ثم تتجاوز الحدود لتصل إلى عواصم الشتات الحسيني في العالم، حيث يتحول العزاء إلى هوية تقاوم النسيان.

وفي “التشابيه”، تقف الجموع لا لتشاهد مسرحاً، بل لتعيش الجرح من جديد، فمشهد الخيام المحترقة لا يُروى، بل يُبكى.

ولا يكتمل مشهد عاشوراء دون مواكب الخدمة، تلك التي تُنصب بلا مقابل، كأنما لتعكس مبدأ الحسين في التضحية المجانية لأجل المبدأ.

كل شيء هنا مسكون بالمعنى، حتى الماء الموزع مجاناً فيه صدى عطش الحسين في كربلاء.

 


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author