المسلة

المسلة الحدث كما حدث

الألواح الشمسية.. معركة العراقيين مع حرارة الصيف وابتزاز المولدات

الألواح الشمسية.. معركة العراقيين مع حرارة الصيف وابتزاز المولدات

15 غشت، 2025

بغداد/المسلة: هرع العراقيون خلال صيف 2025 إلى البحث عن خلاص من جحيم الحرارة وانقطاع التيار الكهربائي المزمن، فالتجأوا إلى السماء بدل الأسلاك، منصبين ألواح الطاقة الشمسية فوق أسطح منازلهم وحقولهم، هاربين من فواتير المولدات التي تلتهم أرزاقهم شهرياً.

وأطلق مصرف الرشيد في حزيران مبادرة غير مسبوقة، معلناً عن قروض تصل إلى 30 مليون دينار، بتمويل مباشر من البنك المركزي، لتمكين المواطنين والموظفين من شراء منظومات الطاقة المتجددة، في خطوة فسرتها الأوساط الاقتصادية بأنها محاولة جريئة لكسر احتكار المولدات الخاصة وترويض فاتورة الكهرباء المتوحشة.

وشجع هذا الانفتاح المالي آلاف المزارعين وأصحاب البيوت في نينوى والموصل على تبني الطاقة الشمسية، فحوّلوا الشمس من عدو يلسعهم في الحقول إلى حليف يسقي أراضيهم ويضيء لياليهم. وقال أبو محمد، مزارع القمح، إن فواتيره للمولدات كانت تنهشه بـ 850 ألف دينار شهرياً، لكنها تراجعت بعد تركيب الألواح إلى 65 ألف دينار فقط، في قفزة وفرت له سيولة تكفي لتوسيع زراعته.

وغيّر هذا التحول حياة كثيرين، مثل المهندس الزراعي عبد العزيز الناصري، الذي وصف الانتقال للطاقة الشمسية بأنه انقلاب على “عصر العتمة”، بعدما تخلص من شبكة وطنية تتقطع أنفاسها يومياً. واستقرت أسعار الألواح نسبياً مع انخفاض طفيف بنسبة 3% هذا العام، نتيجة منافسة حامية بين الصناعة المحلية والمنتجات الصينية، فيما تحاول الشركات المحلية كسب السوق بتقليل كلفة النقل والضرائب.

وأكد المهندس عباس الراوي أن الألواح العراقية باتت منافساً صلباً للألواح المستوردة، وأن تكلفة النظام الشمسي المتوسط تتراوح بين 5 و10 ملايين دينار، وهي كلفة مرتفعة نسبياً لكنها تعوض خلال عام إلى ثلاثة، بفضل التوقف عن دفع فواتير المولدات التي تكلف 50 إلى 100 ألف دينار شهرياً.

واختلفت أسعار الألواح بحسب النوعية والقدرة، فلوح المونوكريستالين بقدرة 150 واط يتراوح بين 80 و120 دولاراً، فيما يصل سعر لوح بقدرة 450 واط إلى 400 دولار، وسط حركة بيع نشطة أفرزت سوقاً سوداء تتحكم في الأسعار والجودة بعيداً عن أعين الرقابة.

وحذر الخبير البيئي رياض الدباغ من تدفق معدات رديئة إلى الأسواق تُباع بأثمان مرتفعة، ما يرهق المستهلكين ويهدد ثقتهم بالتحول للطاقة الشمسية، مشيراً إلى أن الألواح الألمانية تبقى الأفضل بفضل دقة تصنيعها وكثافة السيلكون ومتانتها الفائقة. وتنشط السوق الموازية خاصة في نينوى والبصرة، حيث يقيم نحو 70% من عملاء شركات الطاقة الشمسية، ويستغل التجار ضعف الرقابة لرفع الأسعار حتى الضعف، في مفارقة تجعل “شمس الإنقاذ” ميداناً جديداً للمضاربة.

 


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author