المسلة

المسلة الحدث كما حدث

نفر تكة.. مقابل الحذاء والدواء

نفر تكة.. مقابل الحذاء والدواء

26 شتنبر، 2025

بغداد/المسلة:

حسن الحيدري

في زمن ارتفع فيه سعر الطماطة واصبحت حسب جشع سعر الدولار، ظهر نوع جديد من التجارة: تجارة الكرامة المستعملة تجارة بربطة العنق .

بضائع بشرية جاهزة للتنازل عن مواقفها مبادئها وحتى أصواتها الانتخابية في احايين كثيرة مقابل بعض الأموال .. نعم، بعض، لا أكثر!
كائنات تتحرك على قدمين تحمل هوية وجواز سفر لكنها تعرض نفسها بسعر ارخص من وجبة شاورما على الارصفة.

لا تظن أن البيع يتم في سوق الخضار البيع أصبح أرقى بربطة عنق وابتسامة مصطنعة وصفقة تحت الطاولة في سهرات مشاوي الحدائق لمنازل المترفين .

الغريب ان البائع يظن نفسه ذكيا لأنه قبض المال وامتلات جيوبه ( بوصخ الدنيا) كما يسمونه الفقراء والعاجزين والمدقعين بينما هو اخر من يعلم انه باع نفسه مع الضمان وخارج الضمان المال يطير والندم يبقى لكن للأسف لا يملك فاتورة استرجاع ولا خدمة ما بعد البيع ولا فيزا كارت لتغيير المواقف المستقبلي.

ويا للمفارقة من يبيع نفسه لا يحصل حتى على السعر الكامل بل على بعض الأموال.. و “بعض” هذه مثل رحلة البحث عن هدية لطفل ذات العامين او اقل في كيس( الشيبس) الذي يتلألأ في عينيه ولايعلم حجم مخاطره والدهون التي تؤذيه وتسد شهيته وقد تنقله الى المشفى ذات مساء . يدفع ثمنا كبيرا من صيحاته ودفاعاته وسطوره الممجوجة ويأخذ هواءا اكثر من رقائق البطاطس الغارقة بالمواد الحافظة والخافظة للمتدني وخطاباته الهوجاء .

سجلو في تواريخ مذكراتكم من باع نفسه اليوم بربع حفنة دنانير واكشفوهم غدا وذكروهم انهم أصبحوا بلا كرامة بلا قيمة وبلا حتى رصيد في جيب الجاكيت المكرر كل حيلة حتى تنفيذ الحكم ( بالفكر) مدى الحياة . لم يربحو سوى لقب ملمعو اسماء وشخوص ومواقف في المزاد العلني للاشجار المعروضة للقفز … بثمن بخس وكانوا فيهم من الزاهدين.


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author