بغداد/المسلة: تشتعل ساحة الانتخابات العراقية المقررة في 11 نوفمبر 2025، حيث تتصارع القوى السنية في تنافس على بغداد يشبه عاصفة قادمة تهدد بإعادة رسم خريطة السلطة.
أكثر من سبعين مقعدًا برلمانيًا في العاصمة، التي تُعد الثقل الأكبر مقارنة بباقي المحافظات، أصبحت ساحة حرب سياسية، حيث يسعى التحالفات السنية إلى استعادة نفوذها المفقود، مستغلة غياب التيار الصدري الذي يُضعف التوازن الشيعي ويفتح أبواب الفرصة للعودة إلى الواجهة.
هذا الصراع ليس مجرد سباق على الكراسي، بل معركة وجودية للهيمنة على رئاسة البرلمان، الرمز السني في نظام “الثلاث رئاسات”، وسط توقعات بمشاركة واسعة لمصالح قبلية وإقليمية.
تقسيم الأحياء: خريطة حرب انتخابية
تقسم بغداد إلى مناطق نفوذ تُشبه الحدود السياسية في مدينة محاصرة، حيث يركز كل تحالف على أحياء محددة لضمان انتصار محلي يُترجم إلى قوة وطنية.
حزب تقدم، برئاسة محمد الحلبوسي الذي يترشح شخصيًا في العاصمة، يسيطر تاريخيًا على الأعظمية في الرصافة، وأجزاء من الكرخ مثل أبو غريب، بالإضافة إلى مناطق جنوبية، مستفيدًا من تراثه كرئيس برلمان سابق حاز 37 مقعدًا في 2021.
أما تحالف عزم، بقيادة مثنى السامرائي، فيبني قاعدته في العامرية والغزالية والعدل والخضراء بالكرخ، مدعومًا بـ300 مرشح عبر المحافظات السنية، ويُتوقع له 20-25 مقعدًا، معتمدًا على شخصيات قبلية قوية .
في المقابل، يركز تحالف السيادة، برئاسة خميس الخنجر، على اليرموك والسيدية في الكرخ، وقضاء التاجي، ومناطق جنوبية، محاولًا كسب 8-10 مقاعد من خلال نفوذه في ديالى وبغداد، رغم التحديات التنظيمية.
هذا التقسيم يُذكر بأيام الطائفية الدامية، حيث تتحول الأحياء إلى حصون سياسية، وتُشعل حملات الخدمات المحلية –مثل تمديد شبكات المياه في الشمال– شرارة الولاءات، وسط مخاوف من عودة العنف الانتخابي بعد مقتل مرشح سني في التاميم قرب بغداد.
غياب الصدري: فرصة ذهبية أم فخ للانقسام؟
يُعزز غياب التيار الصدري، الذي فاز بأكبر عدد من المقاعد في 2021 قبل انسحابه، من فرص السنة في استعادة 94 مقعدًا على الأقل، لكن التحالفات السنية الخمس الرئيسية –بما فيها تحالف الحسم الوطني– تُفاقم الانقسامات الداخلية، محولة الفرصة إلى ساحة للتصفية الحسابية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

أخبار ذات علاقة
قواعد اللعبة تتضح: كيف فتحت الضغوط الامريكية خط كركوك–جيهان؟
كيف نقرأ قرار الحكومة العراقية بتصنيف (حزب الله وأنصار الله) ضمن المنظمات الإرهابية؟
ممثل خامنئي يتهم دول الخليج بـ”اللعب بخطوط إيران الحمراء”