المسلة

المسلة الحدث كما حدث

المرشح السوبر يحرم المطابع من موسمها الذهبي ويحوّل ميزانيات الدعاية إلى التواصل

المرشح السوبر يحرم المطابع من موسمها الذهبي ويحوّل ميزانيات الدعاية إلى التواصل

28 أكتوبر، 2025

بغداد/المسلة:تهدأ أصوات الماكينات في المطابع هذا الموسم الانتخابي في مدن العراق، بعد أن كانت لا تنام ليالٍ طوال في الدورات السابقة، إذ تبدو الانتخابات اليوم أقل ضجيجاً بصرياً رغم سخونتها السياسية.

وتؤكد شهادات العاملين في هذا القطاع أن المطابع لم تربح كثيراً كما كان متوقعاً، بعدما لجأت الأحزاب الكبرى إلى إنشاء مطابعها الخاصة داخل مقراتها أو إلى التعاقد مع مطابع حزبية مركزية توزّع المواد الدعائية على مرشحيها مجاناً.

ويقول أحد أصحاب المطابع في حي السلام بالنجف إن الطلب تراجع بنسبة تفوق 60%، موضحاً أن “المرشح السوبر” لم يعد يطبع آلاف الصور كما كان يفعل، بل اكتفى بمواد رقمية تُبثّ عبر الإنترنت، وبذلك فقدت المهنة “موسمها الذهبي”.

ويشير ناشطون إلى أن المشهد تغيّر بالكامل، فبعد أن كانت الشوارع تتزيّن بوجوه المرشحين على كل جدار، صارت الآن تمتلئ بالرموز الرقمية والرموز الموحّدة للأحزاب، حتى أن بعض المرشحين لم يطبعوا أكثر من عشرين لوحة صغيرة فقط، في حين وُجهت الأموال نحو الإعلانات الممولة على فيسبوك وتيك توك.

ويكشف أحد الفنيين أن ورش الحدادة التي كانت تصنع الهياكل المعدنية للملصقات أغلقت أبوابها مؤقتاً، لأن الطلب شبه متوقف، ولأن الأحزاب “احتكرت السوق” ووفّرت لكل مرشح ضمن قوائمها ما يحتاجه دون أن تمر عبر السوق المحلية.

ويؤكد خبير في الإعلام الانتخابي أن الإنفاق انزاح من الشارع إلى الفضاء الإلكتروني، حيث ارتفعت ميزانيات المحتوى المرئي والتصميمات الرقمية بنسبة غير مسبوقة. ويضيف أن “المرشح السوبر” اليوم لا يقيس حضوره بعدد البوسترات في الطرقات، بل بعدد المشاهدات والتفاعلات التي تحققها منشوراته على مواقع التواصل.

وتبدو المطابع الصغيرة في بغداد و النجف وكربلاء والديوانية والموصل أكثر المتضررين من هذه التحولات، بعدما كانت تعتمد على الحملات الانتخابية لتغطية مصاريفها السنوية، فيما يهمس أحد أصحابها بحسرة: “المرشح صار رقم إلكتروني.. لا ورق ولا حبر ولا رائحة فوز”.

 

 


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author