بغداد/المسلة: واجه العراق عاصفة جدلية حول عقوبة الإعدام، بعد إصدار حكم قضائي يقضي بإعدام شاب سوري، مما يُلقي الضوء على آلية تنفيذية تُثير تساؤلات حول العدالة والإنسانية في ظل تصاعد الجرائم العابرة للحدود.
وأوضح الخبير القانوني، علي التميمي، لـ المسلة جوانبا من القوانين المتعلقة بالاعدام، إذ يخضع تنفيذ الإعدام في العراق لإجراءات دقيقة مستمدة من قانون أصول المحاكمات الجزائية رقم 23 لسنة 1971، حيث لا يُنفذ الحكم إلا بمرسوم جمهوري من رئيس الجمهورية، وفق المادة 73/ثامناً من الدستور.
و تُحال القضية بعد تصديق محكمة التمييز إلى وزارة العدل، ثم إلى الرئاسة، مما يجعل المحكوم يقبع في السجن كرهينة للإجراءات البيروقراطية الطويلة.
ويتم التنفيذ شنقاً للمدنيين أو رمياً بالرصاص للعسكريين داخل السجون، بحضور هيئة رسمية تشمل قاضياً، مدعياً عاماً، ممثلين عن الداخلية والسجن، وطبيباً، مع إتاحة حضور المحامي – مشهد يُذكر بأفلام الدراما القضائية، لكنه واقع يهز أركان المجتمع.
و رغم الصرامة، يراعي القانون جوانب إنسانية تبدو كواحة في صحراء العقاب: يُمنع التنفيذ في العطل الرسمية أو الأعياد الدينية الخاصة بالمحكوم، ويُسمح بزيارة الأهل في اليوم السابق، بلقاء رجل دين إن اقتضت الديانة. أما الحوامل فيُؤجل حكمهن أربعة أشهر بعد الولادة، ويُسلم الجثمان للذوي أو يُدفن على نفقة الدولة “بغير احتفال”، وفق المادة 292. هذه التفاصيل، التي تُضاف إلى سجل العراق الذي نفذ أكثر من 500 إعدام منذ 2004 وفق منظمات دولية، تُبرز تناقضاً بين الرحمة المحدودة والعقاب النهائي.
و يشتعل الجدل بين دعاة الإلغاء، الذين يرون في السجن المؤبد بديلاً إنسانياً يتماشى مع أوروبا، وبين مؤيدي الإبقاء استناداً إلى نصوص قرآنية تدعو للقصاص كرمز للردع والعدالة. في ظل حكم الشاب السوري، الذي يأتي وسط موجة إعدامات لمتهمين بجرائم إرهابية، يبقى التعديل بيد مجلس النواب، حيث يُلغى القانون بقانون فقط – قرار يُهدد بإعادة رسم خريطة العدالة في بلد يغلي بالعنف.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

أخبار ذات علاقة
رئاسة الجمهورية: لم نصادق على تصنيف حزب الله والحوثيين كمنظمات إرهابية
أسباب توجه لبنان للتفاوض مع إسرائيل
ما هي استراتيجية ترامب للشرق الأوسط 2026