المسلة

المسلة الحدث كما حدث

غورباتشيف يرحل.. يوم دعاه الامام الخميني الى دراسة الإسلام قبل ثلاثة عقود

غورباتشيف يرحل.. يوم دعاه الامام الخميني الى دراسة الإسلام قبل ثلاثة عقود

31 أغسطس، 2022

بغداد/المسلة: قبل عامين على تفكك الاتحاد السوفياتي وسقوط النظام الشيوعي، دعا آية الله روح الله الخميني، مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ميخائيل غورباتشيف لدراسة الإسلام والتعلم منه، وذلك في رسالة تبقى الوحيدة أرسلها الإمام الراحل لزعيم أجنبي.

وتوفي غورباتشيف، آخر رؤساء الاتحاد السوفياتي، مساء الثلاثاء عن 91 عاما “بعد صراع طويل مع مرض خطر” على ما أفاد “المستشفى المركزي العيادي” التابع للرئاسة الروسية.

في كانون الثاني/يناير 1989، زار وفد إيراني موسكو لنقل رسالة الامام الخميني الى غورباتشيف، بينما كان النظام الشيوعي في تراجع والاتحاد السوفياتي على أهبة تفكك بات واقعا في 26 كانون الأول/ديسمبر 1991.

وكتب الامام الخميني في الرسالة المنشورة على الموقع الالكتروني لحفظ آثاره “من الواضح للجميع أنه من الآن فصاعداً يجب البحث عن الماركسية في متاحف التاريخ السياسي في العالم”.

وعلّل ذلك بالقول إن “الشيوعية لم تلبِّ أية حاجة من الاحتياجات الواقعية للإنسانية، لأنها مذهب مادي وليس بوسع المادية إنقاذ البشرية من مأزق عدم الإيمان بالمعنويات الذي يمثل ابرز الآلام التي تعاني منها المجتمعات البشرية في الغرب والشرق”.

وأشار الإمام في الرسالة الى أنه قرر مخاطبة غورباتشيف “نظراً إلى أن تصديكم للقيادة قد أوجد شعوراً بأن فخامتكم يقف على أعتاب مرحلة جديدة من المراجعة والتغيير والتحول في تحليل الأحداث السياسية العالمية لا سيما بالنسبة لقضايا الاتحاد السوفياتي”، آملا في أن “تكون جرأتكم وشجاعتكم في التعامل مع الواقع منشأ تحول وسبباً في تغيير المعادلات الراهنة التي تسود العالم”.

وبيّن لغورباتشيف أنه “لا بد من مواجهة الحقيقة أن مشكلة بلدكم الرئيسة لا تكمن في قضايا الملكية والاقتصاد والحرية، وانما في عدم الإيمان الحقيقي بالله. وهي ذات المشكلة التي قادت الغرب وستقوده إلى الانحطاط والطريق المسدود”.

وأضاف “مشكلتكم الحقيقية تكمن في محاربتكم الطويلة والعقيمة لله ومبدأ الوجود والخلق”، متابعا “من الممكن أن لا تتخلى عن الماركسية على الصعيد النظري في بعض الجوانب، وتحرص من الآن فصاعداً على الأعراب عن إيمانكم الكامل بها، غير أنك شخصيا تعلم بأن الواقع غير ذلك”.

 

واعتبر الامام الخميني في رسالته أن الحل لغورياتشيف يكمن في دراسة الإسلام، داعيا إياه للاطلاع على أعمال فلاسفة وعلماء من أمثال الفارابي وابن سينا ومحي الدين بن عربي.

وتوجه إليه قائلا “أطلب منكم أن تدرسوا بدقة وجدية الإسلام. لا لأن الإسلام والمسلمين بحاجة إليكم، وانما للقيم السامية والرؤية الشمولية التي يتسم بها والتي بوسعها أن تمثل أداة لإنقاذ الشعوب ورخائها، وإيجاد حلول للمشكلات الرئيسية التي تعاني منها البشرية”.

وسأله “هل الدين الذي جعل إيران تصمد أمام القوى العظمى كالجبل الشامخ، هو أفيون المجتمع؟ هل الدين الذي يدعو إلى تطبيق العدالة في العالم ويطالب بتحرير الإنسان من القيود المادية والمعنوية، هو أفيون المجتمع؟”.

 

 

 

 


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author