المسلة

المسلة الحدث كما حدث

محللون غربيون: تكتيكات الصدر عقيمة.. واختار أنصاره وضعا ضد القانون والنظام

محللون غربيون: تكتيكات الصدر عقيمة.. واختار أنصاره وضعا ضد القانون والنظام

31 أغسطس، 2022

بغداد/المسلة: يرى محللون أن العنف الذي اندلع بعد إعلان زعيم التيار الصدري، اعتزال العمل السياسي  يشير إلى أن له نوايا أخرى يكتنفها الغموض.

وقال الباحث في مؤسسة تشاتام هاوس البريطانية ريناد منصور إن الصدر يتطلع لأن يصبح أقوى فاعل سياسي شيعي في العراق، وفقا لوكالة فرانس برس.

وأضاف: ذلك هو طموحه ويتطلب تحقيقه جزئيا عدم الاكتفاء بزعزعة النظام السياسي في ذاته، بل كذلك البيت الشيعي وإعادة ترتيبه ليكون هو في محوره.

ومنذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003، يُدار العراق بموجب نظام تقاسم سلطة طائفي.

وصار الصدر تدريجيا لاعبا سياسيا رئيسيا مدعوما بقاعدة شعبيّة يحشدها في كثير من الأحيان للضغط من أجل تحقيق مطالبه.

منذ الانتخابات التشريعية في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، تسود خلافات بين الصدر والإطار التنسيقي، ما عطّل تأليف حكومة جديدة واختيار رئيس ورئيس وزراء جديدين.

وتصاعدت التوترات بشكل حاد الاثنين عندما اقتحم موالون للصدر القصر الحكومي داخل المنطقة الخضراء المحصنة بعد إعلان زعيمهم اعتزال السياسة.

لكن أنصار الصدر غادروا المنطقة الخضراء بعد ظهر الثلاثاء، بعد أن طلب منهم بنفسه الانسحاب في غضون ساعة، ما يعكس تأثيره الكبير على أتباعه والذي أكسبه سمعته كصانع حكّام.

وقتل ما لا يقل عن 30 من أنصار الصدر بالرصاص وأصيب نحو 600 بجروح خلال قرابة أربع وعشرين ساعة من الاشتباك مع جماعات مسلحة.

ولفت ريناد منصور إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يرسل فيها متظاهرين ثم يطلب منهم الانسحاب، مقدّرا أن هدفه وغايته النهائية هي أن يصبح القوة السياسية الشيعية الرئيسية في العراق.

مسار عقيم

حصل التيار الصدري على 73 مقعدا برلمانيا في انتخابات تشرين الأول/أكتوبر، ما جعله أكبر كتلة في البرلمان المؤلف من 329 مقعدا.

ويرى الأستاذ في جامعة كوبنهاغن فنار حداد أن الصدر  أجرى مذاك سلسلة من المناورات الفاشلة لتكريس هيمنته داخل النظام السياسي وإزاحة منافسيه.

وقد فشل مقتدى الصدر في تشكيل حكومة جديدة رغم محاولات تشكيل تحالف مع فاعلين سياسيين سنة وأكراد.

اثر ذلك أمر الصدر في حزيران/يونيو نواب تياره البالغ عددهم 73 بالاستقالة في محاولة لزعزعة استقرار البرلمان، لكن النتيجة جاءت عكسيّة إذ منحت الخطوة الإطار التنسيقي مقاعد جديدة ليصير أكبر كتلة في المجلس.

واعتبر حداد أن الأحداث الأخيرة في المنطقة الخضراء في بغداد بمثابة فشل تكتيكي آخر.

وقال إن الإطار التنسيقي لم يصدر تصريحات تصالحية أو تنازلات أو أي شيء من هذا القبيل بعد أن طلب الصدر من أنصاره الانسحاب.

وأضاف: يدفع ذلك الجميع إلى مسار عقيم مليء بالمواقف المتضاربة.. تبدو إمكانية المصالحة أضعف وليس العكس.وأخطأ الصدريون في احتلال مجلس النواب و ومهاجمة المحكمة الاتحادية العراقية العليا وانزال انصار مسلحين في الخضراء، الأمر الذي جعلهم في وضع خارج على القانون وضد الدولة.

مزيد من التصعيد

يشتهر الصدر بتراجعه عن تعهدات سابقة باعتزال السياسة قطعها مدى سنوات.

وقال الباحث في مركز سانشري إنترناشينول سجاد جياد، إن إعلان اعتزاله الأخير الاثنين جاء بعد سلسلة من التحديات التكتيكية التي واجهت صعوده السياسي بما في ذلك من داخل صفوف داعميه.

وتابع: يمكن أن يطلق احتجاجات أخرى ويضغط لمنع الإطار التنسيقي من تأليف حكومة.

وقد يستمر الصدر في الضغط من أجل حلّ البرلمان وإجراء انتخابات جديدة، وربما حتى التصعيد من خلال تحركات من شأنها أن تشل عمل الوزارات وحقول النفط، وفق سجاد جياد.

وختم الباحث: يبدو أن المأزق قد يستمر لفترة، لكن يبدو أيضًا أن المستقبل سيشهد مزيدا من التصعيد.


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author