بغداد/المسلة:
سالم مشكور
منذ مغادرة ترامب للبيت الأبيض وانتقاله الى إدارة بايدن الديمقراطية بدأ الحديث عن السعي للعودة الى اتفاق فيينا النووي مع ايران، بعد أن انسحب منه ترامب بضغط من إسرائيل. بايدن يريد الإسراع بالعودة الى الاتفاق رغم الكوابح الداخلية والضغوط الإسرائيلية. يريد ذلك كونه أحد الوعود الانتخابية، ولأنه يريده قبل انتخابات نوفمبر النصفية للكونغرس أملا ببقاء اغلبية ديمقراطية وتحاشيا لقدوم اغلبية جمهورية تمنعه من ذلك. هو ينطلق من فكرة تقول إن اتفاقاً سيئاً هو أفضل من لا اتفاق، فالاتفاق يقيد مساعي ايران للوصول الى السلاح النووي بينما التأخير في العودة سيسمح لإيران بالاقتراب من انتاج السلاح النووي. إسرائيل المعارضة للاتفاق، تنطلق منها أيضا أصوات تفكر بذات الاتجاه فترى ان تقييد ايران باتفاق أفضل من تركها تسرع الخطى باتجاه ما تخشاه. لكن ملف الاتفاق النووي ليس بعيدا عن التنافس السياسي الانتخابي في إسرائيل كما الولايات المتحدة.
واشنطن تحرص الان أكثر مما مضى على العودة الى الاتفاق، فمهامها في ملف الحرب الروسية الأوكرانية ومحاصرة الصين أهم من مواجهة ايران في المنطقة، بل ان الهدوء في المنطقة وضمان تدفق النفط- بما فيه الإيراني- يمثل حاجة أميركية ملحّة في هذه المرحلة. واشنطن ترى ان عدم التوصل الى تفاهم يعني تقوية احتمال قيام عمليات عسكرية في المنطقة لا تصب في مصلحتها ابداً.
هذا الحرص الأميركي على العودة الى الاتفاق يمنح ايران فرصة لفرض شروطها. ورغم حديثها عن تقديم تنازلات بينها سحب شرطها لإزالة الحرس الثوري من اللائحة الأميركية للمنظمات الإرهابية الّا انها تفرض العديد من الشروط في مقدمتها تقديم ضمانات بعدم الانسحاب من الاتفاق وفق المزاج السائد في البيت الأبيض، بعد تجربة ترامب، وفي حال حدوث ذلك تشترط إيران تعويضات ومواقف أوروبية لا تجعل عملية الانسحاب سهلة. شرطها الاخر هو عدم ادخال ملفات إقليمية في مفاوضات العودة.
إقليميا، كانت السعودية ومن يُصنّف في معسكرها الخليجي من أكثر المنزعجين من الاتفاق الذي اعلن في تموز ٢٠١٥، ومن الفرحين بانفراط عقد الاتفاق على يد ترامب ، لكنها لا تبدو الان حلقة من عودة الاتفاق. ربما بسبب التوجه السعودي الجديد بالتقارب مع الجانب ايران وهو ما توضحه جولات التفاوض بين الجانبين على الأرض العراقية. أيضا تأتي عودة سفراء كل من الامارات والكويت الى طهران من سنوات من الانسحاب، مؤشراً على التقاط إشارات عن التوجه الأميركي القادم.
كل هذه الترتيبات الإقليمية التي تسعى اليها واشنطن لضمان إقليم هادئ يؤمن استمرار تدفق الطاقة الى الأسواق الأميركية والأوروبية تطرح تساؤلات حول الموقف الأميركي – الاوروبي من ارتباك المشهد السياسي العراقي وما قد ينتهي اليه من ارتباك الوضع الأمني خصوصا بعد تصريحات تتحدث عن وقف تصدير النفط العراقي. هل يمكن أن يسمح بذلك؟
المعلومات تقول إن رسائل واضحة وصلت الى المعنيين بان ما يجري يضر المصالح الدولية في العراق وهذا يشير الى احتمالات الموقف في المرحلة القادمة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
كوريا الجنوبية تعلن حالة الأحكام العرفية في البلاد
أردوغان للسوداني: أولوية تركيا هي حماية حدودها
مجلس ذي قار يعدّ المحافظ غائباً لعدم حضوره جلسة استجوابه