المسلة

المسلة الحدث كما حدث

انهيار الاتحاد الاوربي.. رغبة امريكية وروسية

20 سبتمبر، 2022

بغداد/المسلة:

حيدر السيد حسين الياسري

لقد دأبت الولايات المتحدة ومنذ بروز اوروبا الموحدة كقوة اقتصادية تزاحم القوة الاقتصادية الامريكية على الصعيد العالمي، في السعي الى تحجيم القوة الاوربية من خلال سن القوانين المعرقلة للتجارة وفرض الضرائب على البضائع الاوربية.

إلا ان امريكا كانت قد عقدت العزم على تفكيك الاتحاد الاوروبي كقوة اقتصادية موحدة ونجحت في اخراج بريطانيا منه، الا أن بقية دول الاتحاد تصدت للرغبة الامريكية وآثرت في الاستمرار وتطور الإتحاد مثل ألمانيا وفرنسا ، مما حدا بالإدارة الامريكية الى ايجاد نزاع داخل اوروبا يشغل الاوربيين والروس معا لكي يتم استنزاف اقتصاد الطرفين معا ، من هنا جاءت الحرب الاوكرانية والتي وجدت اوروبا نفسها متورطة رغما عنها من دون رغبة من دولها ولا حتى شعوبها، وكانت اولى نتائج هذا الصراع هو ضرب اليورو وصعود الدولار وكذلك الروبل الروسي.

لذلك بدأت الامور تتعقد و طبقا للمخطط الأمريكي المرسوم للقارة بحيث اخذت الخلافات الأوربية في البروز الى السطح وأعني فيما بين دولها هذه بولندا تطالب بتعويضات من ألمانيا عن الحرب العالمية الثانية وبدورها ردت ألمانيا بضرورة إعادة ترسيم الحدود مع بولندا واللافت ان روسيا تدعم الموقف الألماني ضد بولندا وكذلك المجر التي اتخذت موقفا مخالفا للإجماع الأوروبي من روسيا هذا ناهيك عن المظاهرات التي تجتاح دول القارة الأوروبية، كل ذلك يصب في النهاية في المصلحة الأمريكية والى حد ما الروسية وبالتالي ابقاء القوة الاقتصادية الأمريكية هي المهيمنة.

طبعا مع الإبقاء على منظمة حلف شمال الأطلسي كخط دفاع اولي عن أمريكا وكذلك كهراوة تلوح بها الولايات المتحدة بوجه الآخرين كما حدث في السابق في حرب البلقان في يوغوسلافيا السابقة وآخرها في ليبيا حينما تم اسقاط نظام القذافي.

نستنتج من ذلك من أن أمريكا حالما بدأت تستشعر التململ الأوروبي من التدخلات الأمريكية في سياساتها لذلك سارعت الى القضاء على الطموحات الأوربية في الاستقلال في القرار السياسي والاقتصادي في المهد من خلال توريطها في نزاع اوروبي عسكري داخلي وحصار روسي في امدادات الطاقة والحبوب، لذلك لا أظن نهاية هذا الصراع قريبة إذ سيفضي في النهاية على القضاء على حلم الوحدة الاوروبية ودخول أوروبا في عصر مظلم وفي النهاية يكون المستفيد من ذلك الصراع هم الامريكان والروس.

 


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.